خصم مخصصات الشهداء والأسرى وصفقة القرن
بقلم:عادل شديد
إضافة لسياسات العقاب الجماعي بحق المناضلين الفلسطينيين وعائلاتهم ، إن كانوا شهداء ، أم أسرى ، وإضافة لسياسات البلطجة ،والقرصنة الإسرائيلية ، التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وسلطته ، إلا أن موضوع رواتب الشهداء ،والأسرى الفلسطينيين ، يحتل مكانة قوية في النقاش الصهيوني ، حول دور ووظائف السلطة الفلسطينية ، إذ أن إسرائيل تعمل وفق مخطط منهجي ، لإفراغ السلطة الفلسطينية من كل مكوناتها ، ومن مضامينها الوطنية والنضالية ، وتحويلها إلى مجرد وكيل امني ،اقتصادي وخدماتي ، يصب في مصلحة المشروع الصهيوني وذراعها إسرائيل ، وليس في مصلحة الشعب الفلسطيني ، وهذا ما أكد عليه دافيد فريدمان ، سفير الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل ، قبل أسابيع حين قال بشكل واضح وصريح ، أن صفقة القرن يجب أن تتضمن تحديد مهام ووظائف السلطة الفلسطينية، وحصرها في تعزيز ما اسماه ثقافة التعاون والتعايش المشترك مع إسرائيل ، وليس التحريض أو الاستمرار في صرف مخصصات الشهداء والمعتقلين ، اعتقادا أن ذلك سيؤدي إلى تحطيم الحركة الوطنية الفلسطينية ، وإظهار السلطة بهذه الصورة الضعيفة أمام شعبها ومواطنيها ، وحتى أمام كل القوى التي تدعم الحق الفلسطيني في التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
لا يمكن للشعب الفلسطيني بكل مكوناته ، من سلطة ، فصائل ومجتمع محلي ، أن يقبلوا حتى مجرد نقاش تنفيذ وتطبيق هذا القانون الجديد ، لأن رواتب ومخصصات عائلات الشهداء والمعتقلين الفلسطينيين ، هي خط احمر لا يمكن تجاوزه نهائيا ، حتى لو انهارت السلطة ، لأنه التزام سياسي ،وطني وأخلاقي من قبل السلطة اتجاههم ، وخاصة أن الشهداء والمعتقلين الفلسطينيين ، هم صفوة ونخبة الحركة الوطنية الفلسطينية ، والذين ضحوا بأرواحهم وأعمارهم وحياتهم من اجل قضية شعبهم ووطنهم ، ولولاهم لما كان هنالك ، لا سلطة ، ولا رئيس ، ولا وزراء ، بالتالي بات مطلوبا من قبل السلطة، ألا تكتفي بالرفض الرسمي لهذا القانون ، لا بل ، بالرد عليه وبشكل فوري، من خلال زيادة مخصصاتهم ورواتبهم ، والتي أصلا غير قادرة على تحقيق العيش الكريم لهذه العائلات ، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يريد سلطة وطنية ،تكون نواة ، وأداة لمشروع تحرري وطني ، وليس لمشروع روابط قرى جديدة تريدها إسرائيل ، وتعمل على تجسيدها من خلال تحديد وظائفها ، وحصرها في القضايا الخدماتية التي تصب في مصلحة وراحة الاحتلال ، وسلخها عن شعبها وعن حركته الوطنية ، لا بل أن إسرائيل والولايات المتحدة تخطط في صفقة القرن ، لتحويل السلطة الفلسطينية ، كما بعض الأنظمة العربية ليكونوا حماة لإسرائيل والوقوف في وجه الحركة الوطنية الفلسطينية ، وهذا مالا يقبله أي فلسطيني .