الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكر الجفا بعد الوفا جفا بقلم د. محمود عبد المجيد عساف

تاريخ النشر : 2018-06-19
ذكر الجفا بعد الوفا جفا بقلم د. محمود عبد المجيد عساف
ذكر الجفا بعد الوفا جفا
بقلم د. محمود عبد المجيد عساف
 
في واحدة من أحاديث زيارات العيد السريعة والتي لا تزيد عن (10) دقائق في أحسن الأحوال، جرى الحديث عن أسباب الخلافات الزوجية ومن هو سبب النكد، بقيت مستمعاً للاختلافات في الآراء، دون إبداء رأي كي لا تقيدني أغلال الثقافة المجتمعية بأني أسقط رأيي على ما في نفسي.
وفي الطريق للزيارة التالية فكرت بشكل منطقي أتمنى ألا يزعج القارئ، وتذكرت أن التاريخ قد خلد أشهر زوجة نكدية وهي زوجة سقراط الذي وافق على تجرع السم والموت من استكمال حياته مع زوجته التي كانت تسخر من فقره واحترافه للفلسفة، وكانت تلاحقه، وتطرد تلاميذه، ولا تترك له ساعة صفا يمكن أن تجدد في قلبه نبض الصفح أو الحب أو العشرة، كانت شديدة اللوم والعتاب، ولا تترك صغيرة أو كبيرة إلا وأن تصنع منها جبال النكد. وتذكرت نصيحة أحد الصالحين لعاصي عندما سأله : لقد كنت مع الله في حالة جفا ثم أصبحت في حالة وفا، فهل أتذكر ذنوبي أم أنساها، فقال له: ذكر الجفا بعد الوفا جفا، وهو ما معناه كثرة اللوم بعد التوبة تجدد النكد والغم والهم .
ومن باب القياس وحاشا أن يكون بالمثل، فإني أرى أن المرأة هي سر السعادة أو الغم في العلاقة بينها وبين غيرها.  وأعتقد أن النكد هو محاولة من المرأة للعناد وكبح جماح عاطفتها الحانية والرقيقة ورفض للصفح، وفرض أو تغيير لواقع ارتضدته من البداية وندمت عليه.
ولسوء الحظ أو قلة الوعي تعتقد بعض الزوجات أو الخاطبات أن استخدامها لبعض الرسائل السلبية هي الطريقة الأمثل للفت أنظار شريكها، كالنظرة الغاضبة، والحواجب المقطبة، والجلوس وحيدة في غرفتها، وعدم الرد على الاتصال أو التهميش أو التكشير لإثبات الحق لها والتقصير على شريكها، واللوم على عدم مراعاة نفسيتها أو التركيز على المواقف المعنوية، والاهتمام ببعض الأمور التي قد تعتبر من وجهة نظره غير مهمة لكن هذا وبإثبات الدراسات العلمية معركة خاسرة، حيث يرى د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بأن طبيعة الرجل مادية ترتبط بمواقف الإحسان الأسري والإنفاق، وشتان بين المادي والمعنوي، والدخول في المقارنة بينهما سيؤدي إلى شجار وقضم لكل المشاعر والأحاسيس، وبالتالي فإن الحل الأمثل هو الابتسامة التي لا تحتاج إلى مجهود، والصفح عند إبداء أحد الأطراف عذراً على التقصير دون عتاب عقيم يجدر الخلاف، ودون أنفة لإشعار الطرف الآخر بحجم جريمته.
ولذلك يرى بعض مفكري العلاقات الزوجية أن  أصل الزواج هو الحب، لأنه إذا وجد الحب بطل استمرار النكد والوقوف على أتفه الأمور لتكون ذريعة للتخلص من الزواج الذي لا يحمل أي نوع من المشاعر والأحاسيس.
الأعزاء المتابعين والقراء ..
أعتقد أن هناك كثير من الأمور بين الزوجين أو الشريكين تشفع للصفح والتحمل، ولو فكر كل منهما استراتيجيا في أحداث النكد بينهما سيجد أنه الخاسر في هذه المعركة. فالحياة وصعوبة العيش والبحث عن الحياة الكريمة من أهم اهتماماته خاصة في المجتمعات التي تعيش ظروفاً استثنائية كمجتمعنا، فالرجل شغلته هذه الأمور المادية عن الكثير من الأمور المعنوية التي تهم المرأة بتطبيقها، وهو ليس أمراً محموداً لكن ظروف الحياة شتت تفكيره. وهنا تكون نصيحتي للمرأة الصالحة أن تبتعد عن الشكوى المستمرة، والنظرة السوداوية لقلة حظها، وسوء أحوالها أو مسؤولية أولادها أو قلقها على مستقبلها، ولتعلم أن لشريكها مشاكله التي لا يبوح لها بها، لاختلاف طبيعته، فهو كتوم لئلا يحملها عبئاً فوق أعبائها، بينما تقذف هي في وجهه الشكوى واللوم والعتب، والأسوأ  من ذلك أنها تحمله مسؤولية ما تعانيه.
وعلى الرغم من قناعتي الشخصية بأن تعكير الحياة المشتركة أو صفوها مقرون بدور المرأة، باعتبارها أصل السكينة، إلا أنني لا أعفي الرجل اطلاقاً من دوره، واعتبره عاملاً مسبباً لثورة الغضب لدى المرأة، فمهما كانت مشاغله وظروفه يجب أن يحافظ قدر الإمكان على نفسية شريكته ويؤمنها مادياً وعاطفياً، مع العلم أن ضعفه أحياناً قد يكون سبباً وراء هذا النكد ويفتح المجال لتسلط المرأة التي ترفض استسلامه وخضوعه، فأسوأ من يثير غضب الرجل أن تذكره المرأة بنقاط ضعفه وغلطاته، وأكثر ما يثير غضب المرأة التقليل من شأنها.
ولعل أهم سبل الوقاية من مثل هذه الخلافات التي قد لا تستمر وتخلق الكثير من الضحايا، وهو اختيار الشريك المقتنع باهتمامات الآخر، وأن يكون أصل انشاء العلاقات هو الحب القائم على البذل والتضحية، وليس الحب المقترن بتبادل الحسابات والصراحة في السلوك منذ البداية دون تجمل يؤدي إلى الصدمة مستقبلاً، والتحمل من أجل الحب ليس من أجل الواجب؟
 إن الرجل والمرأة ليس بطبعهما النكد، ولكن يقوم كل منهما بمثيرات لهذا النكد، وعليه فإن استقطاب دفة الحق ومحاولات إثبات التقصير لن تضفي على حياتهما إلا مزيداً من الأمراض والأوجاع، (فحبيبك بيبلعلك الزلط، وعدوك بيوقفلك على الغلط) 
   
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف