هموم فلسطينية/ سياسية وأنطولوجية
"إن ما يميز الإنسان هو العقل والأخلاق والقدرة الواعية، وليس الغريزية، على تبني هموم أخرى أسمى من احتياجات البطن والجنس. فإن ذهب ذلك فلن يمتنع على الإنسان شيء."
ناجح شاهين
1. أفكر مثل غيري: ما الذي يجعل الكائن العاقل الأخلاقي المسمى "إنساناً" يتنمر على إخوته البشر الفلسطينيين لمجرد أنهم يطالبون بالتوقف عن تجويع إخوته وإخوتهم في غزة المعذبة المحاصرة من جهة العدو الصهيوني والجار المصري، الذي كان في يوم من الأيام رمزاً للأمة التي تنتسب إليها غزة؟
هل ينفع أن يكون الجواب: إنهم يدافعون عن القليل من المنافع المادية من قبيل المرتب وبعض الامتيازات؟
2. تمتنع الحاجة أم صالح، وهي مواطنة من قرى الخليل، عن حضور جنازة ابنتها، ولا تبدي أية مشاعر تجاه وفاتها.
الابنة المتوفاة كانت قد طالبت إخوتها بشيء من ميراث أبيها. وقد وجدت أم صالح أن طلب ابنتها هو الكفر عينه وصولاً إلى التبرؤ التام منها، وإبداء الشماتة بموتها.
حاشية: هذا ليس "تخرصاً" إبداعياً فكرياً، بل واقعة لزجة ثقيلة وحقيقية. المال/الأرض/الميراث أهم من الابنة. بالطبع من حقكم التساؤل: لماذا تنحاز أم صالح إلى الذكور ضد ابنتها الوحيدة؟ لكن بالنسبة لي الأهم هو السؤال: هل يشكل المال مثل الحالة رقم (1) القيمة الأعلى بالنسبة للكائن العاقل الذي نسميه الإنسان؟
3. يمرض قط صغير ربته ابنتي اوروك، تنهمر الدموع من عيون اوروك وهي ترى أولاد خالته الصغار يتركان الطعام ويلتصقان به. لم يتركاه إلا بعد وقت طويل. كانا يلعبان بالجوار، ولكنهما بين الفينة والأخرى يعودان "للاطمئنان" عليه.
خلاصة: أ. كأن ديفد هيوم محق في نهاية المطاف في اعتقاده أن المجتمع البشري غابة من الوحوش المتصارعة إن لم يتم ضبطه بجهاز الدولة الإكراهي المكلف بحماية الفرد من اعتداء جيرانه، مثلما هو مكلف بحماية الوطن كله من العدوان الخارجي.
سؤال: إن لم يقم جهاز الدولة بذلك، ماذا يفعل؟ يطارد الناس وسط رام الله بسبب تظاهرهم من أجل رفع الحصار عن غزة؟
ب. ماركس محق لسوء الحظ تماماً: لن يصبح الإنسان ما نأمل ونحلم، إلا بإلغاء الملكية الخاصة وإزالة المجتمع الطبقي. خلاف ذلك سوف تظل القيم المادية التي نصنعها أو ننتجها قادرة على التعالي علينا. يقف الميت على رأي "مخطوطات باريس" في مواجهة الحي، يتحداه ويعلو عليه ويسيطر على حياته.
"إن ما يميز الإنسان هو العقل والأخلاق والقدرة الواعية، وليس الغريزية، على تبني هموم أخرى أسمى من احتياجات البطن والجنس. فإن ذهب ذلك فلن يمتنع على الإنسان شيء."
ناجح شاهين
1. أفكر مثل غيري: ما الذي يجعل الكائن العاقل الأخلاقي المسمى "إنساناً" يتنمر على إخوته البشر الفلسطينيين لمجرد أنهم يطالبون بالتوقف عن تجويع إخوته وإخوتهم في غزة المعذبة المحاصرة من جهة العدو الصهيوني والجار المصري، الذي كان في يوم من الأيام رمزاً للأمة التي تنتسب إليها غزة؟
هل ينفع أن يكون الجواب: إنهم يدافعون عن القليل من المنافع المادية من قبيل المرتب وبعض الامتيازات؟
2. تمتنع الحاجة أم صالح، وهي مواطنة من قرى الخليل، عن حضور جنازة ابنتها، ولا تبدي أية مشاعر تجاه وفاتها.
الابنة المتوفاة كانت قد طالبت إخوتها بشيء من ميراث أبيها. وقد وجدت أم صالح أن طلب ابنتها هو الكفر عينه وصولاً إلى التبرؤ التام منها، وإبداء الشماتة بموتها.
حاشية: هذا ليس "تخرصاً" إبداعياً فكرياً، بل واقعة لزجة ثقيلة وحقيقية. المال/الأرض/الميراث أهم من الابنة. بالطبع من حقكم التساؤل: لماذا تنحاز أم صالح إلى الذكور ضد ابنتها الوحيدة؟ لكن بالنسبة لي الأهم هو السؤال: هل يشكل المال مثل الحالة رقم (1) القيمة الأعلى بالنسبة للكائن العاقل الذي نسميه الإنسان؟
3. يمرض قط صغير ربته ابنتي اوروك، تنهمر الدموع من عيون اوروك وهي ترى أولاد خالته الصغار يتركان الطعام ويلتصقان به. لم يتركاه إلا بعد وقت طويل. كانا يلعبان بالجوار، ولكنهما بين الفينة والأخرى يعودان "للاطمئنان" عليه.
خلاصة: أ. كأن ديفد هيوم محق في نهاية المطاف في اعتقاده أن المجتمع البشري غابة من الوحوش المتصارعة إن لم يتم ضبطه بجهاز الدولة الإكراهي المكلف بحماية الفرد من اعتداء جيرانه، مثلما هو مكلف بحماية الوطن كله من العدوان الخارجي.
سؤال: إن لم يقم جهاز الدولة بذلك، ماذا يفعل؟ يطارد الناس وسط رام الله بسبب تظاهرهم من أجل رفع الحصار عن غزة؟
ب. ماركس محق لسوء الحظ تماماً: لن يصبح الإنسان ما نأمل ونحلم، إلا بإلغاء الملكية الخاصة وإزالة المجتمع الطبقي. خلاف ذلك سوف تظل القيم المادية التي نصنعها أو ننتجها قادرة على التعالي علينا. يقف الميت على رأي "مخطوطات باريس" في مواجهة الحي، يتحداه ويعلو عليه ويسيطر على حياته.
