الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أهم الأحكام الشرعية في يوم عيد الفطر بقلم:د.تيسير رجب التميمي

تاريخ النشر : 2018-06-17
أهم الأحكام الشرعية في يوم عيد الفطر بقلم:د.تيسير رجب التميمي
هذا هو الإسلام

أهم الأحكام الشرعية في يوم عيد الفطر

الشيخ الدكتور تيسير رجب التميمي/ قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس

حقاً إن للمسلم أن يفرح اليوم في هذا اليوم ، كيف وقد أدى عبادة عظيمة الفضل والأجر ، وتكون فرحة الصائم العاجلة بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر بتمام يومه ، أما فرحته الغامرة فتكون يوم الفطر بتمام شهره وختام عبادته . ففرحة الصيام الأولى اليوم تغمر قلوب الصائمين ، وتبعث الرضا في نفوسهم وأرواحهم ، إنها فرحة فطرهم الحقيقية ، فهي عيدهم المنتظر ، يفرحون بتمام فريضة الصيام وأداء القيام والاعتكاف والدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم { لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ } رواه مسلم .

فالعيد في وجدان المؤمنين هو ابتهاجهم بالتقرب إلى الله وطاعته ، هذه هي القيمة العليا التي يسعدون بتحصيلها ، فهذا ميدانهم للمسارعة في الخيرات ، فحق لهم اليوم أن يفرحوا وقد نالوا جائزة ربهم بالأجر والثواب والمغفرة ، قال صلى الله عليه وسلم { إذا كان يومُ الفطرِ وقفتِ الملائكةُ فى أفواه الطُّرقِ فنادوا يا معشرَ المسلمين اغْدُوا إلى ربٍّ كريمٍ يمنُّ بالخيرِ ويُثِيبُ عليه الجزيلَ لقد أُمْرتُم بقيامِ الليلِ فقُمتُم وأُمْرتُم بصيامِ النهارِ فصُمْتُم وأَطَعْتُم ربَّكم فاقبضوا جوائزَكم ، فإذا صلوا العيدَ نادى منادٍ من السماءِ أن ارجعوا إلى منازلِكم راشدين فقد غفرتُ لكم ذنوبكم كلها ، فهو يومُ الجائزةِ ويسمى ذلك اليومُ فى السماءِ يومَ الجوائزِ } رواه الطبراني .

ليست فرحة العيد روحية ودينية أو وجدانية وشعورية فقط ، بل هي إضافة إلى ذلك كله فرحة تراها الأعين وتلمسها الأيدي وتسمعها الآذان ، لأنها ترتسم على الوجوه وتشدو بها الحناجر وتصنعها الأيادي .

ولعل الفرحة الأولى يوم الفطر تكون بصدقة الفطر التي فرضها صلى الله عليه وسلم { طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين } رواه أبو داود ، فبها يفرح المساكين ويدخل السرور إلى قلوبهم وقلوب أهليهم في يوم فرح الأمة كلها ، ولما فيها من تأمين طعامهم واحتياجاتهم الأخرى وحفظ كرامتهم بترك المسألة في يوم العيد ؛ قال صلى الله عليه وسلم { أغنوهم عن المسألة هذا اليوم } رواه البيهقي .

واستكمالاً للفرحة يستحب للمسلم يوم العيد أن يتطيب ويتجمل ويلبس من الثياب أحسن ما لديه عند الخروج إلى الصلاة لأنه يوم زينة ، التزاماً بقول الله تعالى { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الأعراف31 ، واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد { كان يلبس بُرْدَ حَبْرَةٍ في كل عيد } رواه البيهقي ، وبرود الحبرة هي ثياب فاخرة تصنع في اليمن من القطن .

وفي العيد تعم الفرحة والخير جميع الناس ؛ ففيه يفرحون بما أدوا من العبادة ويرجون من الله القبول ، وتظهر فرحتهم بصلاة العيد شكراً لله أن بلّغهم رمضان فأتَمُّوه ، وجعله موسم طاعة فاغتَنَموه ، فالسجود عند النعمة التي تصيب المرء هي من صور شكر الله تعالى ، وهي سنة مؤكدة واظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخرج إليها الرجال والنساء ، فقد { كان يأمر النساء بالخروج في العيدين ليشهدن الصلاة فَيَكُنَّ خلف الناس يكبرْنَ مع الناس } رواه مسلم ، لأن الخروج إليها إظهار لشعيرة من شعائر الإسلام .

ويستحب للمؤمن أن يأكل قبل الخروج إلى الصلاة ، فقد { كان صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات يأكلهن وتراً } رواه البخاري ، ويسن له أيضاً التكبير يوم العيد ، وينتهي بانتهاء خطبة العيد ، فلنكبر الله تعالى يوم الفطر امتثالاً لأمره عز وجل ، قال تعالى بعد آيات الصيام { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة 185 ومن السنة للمؤمن بعد صلاة العيد أن يعجِّل العودة إلى أهله وأولاده ، فالغالب أنهم متشوِّفون منتظرون له ليأكلوا ويفرحوا معه ويأنسوا به .

ويستحب إدخال الفرحة والسرور إلى قلوب الأطفال ، كما أن تزيينهم بالملابس والذهب والفضة من المستحبّات إن كانت متوفرة ، قال صلى الله عليه وسلم عن حبيبه أسامة بن زيد بن حارثة { لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُه وَلَكَسَوْتُه حَتَّى أُنَفِّقهُ } رواه ابن ماجه ، فالصغار يفرحون ويسعدون بثياب العيد واللهو واللعب ، كما أن اللهو المباح واللعب البريء للكبار من المظاهر التي أباحها الله يوم العيد ؛ رياضة للبدن وترويحاً عن النفس ، ففي ديننا فسحة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بُعث بحنيفيّة سمحة ؛ فقد دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان ، فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ؟ فقال صلى الله عليه وسلم { دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وإن عيدنا هذا اليوم } رواه البخاري ، وشاهد بنفسه ومعه عائشة رضي الله عنها الحبشة وهم يلعبون بحرابهم في المسجد ويرقصون ويرتجزون قائلين : محمد عبد صالح رواه أحمد ، لكن لا يجوز اتخاذ العيد فرصة للغرق في الملذات الباطلة واللهو المحرم وقضاء أيامه في الاستزادة من الذنوب والآثام والمعاصي .

ويفرح الأرحام بزيارة أقاربهم وصلتهم ، فالعيد فرصة سانحة لذلك ، والتزاور وصلة الأرحام عنوان الأخوّة والتماسك في المجتمع الإيماني ؛ وهي تعني الإحسان إليهم والعفو عن إساءتهم ؛ وتكون بكل ما يسمى به المرء واصلاً كالزيارة والمعاونة وقضاء الحوائج وبالسلام ، وتكون أيضاً ببذل المال لهم إن كان مقتدراً ، فهذا يحقق التكافل فيما بينهم لقوله تعالى " وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ " الأحزاب 6 ، وهو صلة لهم لقوله صلى الله عليه وسلم " الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة " رواه الترمذي ، وهي واجبة لقوله تعالى " وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " النساء 1 ، ومرتبطة بالإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه " رواه البخاري .

وتتفاوت درجات الصلة بالنسبة للأقارب فهي في الوالدين أوجب ما تكون ، وليس المراد بالصلة أن تصلهم إن وصلوك لأن هذا مكافأة ؛ بل أن تصلهم حتى وإن قطعوك ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قُطِعَتْ رحمه وصلها " رواه البخاري ، وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلُمُ عنهم ويجهلون عليّ ، فقال لئن كنت كما قلت فكأنما تسفّهم الملّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " رواه مسلم ، ومن آثارها رضا الله سبحانه وتعالى وإدخال السرور على الأرحام وإطالة العمر وزيادة الأجر بعد الموت ؛ قال صلى الله عليه وسلم " من سره أن يُبْسَطَ له في رزقه أو يُنْسَأَ له في أثره فليصل رحمه " رواه البخاري ، وأول الصلة المصافحة عند اللقاء ، قال صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا " رواه الترمذي

وصلة الرحم لا تقتصر على الإحسان إلى القريبات من النساء ؛ بل تشمل الرجال والنساء واستحباب صلة المرأة لأقاربها من الرجال والنساء ؛ مع أن حقها عليهم آكد من حقهم عليها . فقطيعة الرحم المأمور بوصلها لغير عذر شرعي حرام ، قال تعالى " وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار " الرعد 25 ، وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك ؛ ثم قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا إن شئتم " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ " رواه البخاري ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً { لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ؛ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام } رواه البخاري .

وتكون القطيعة بترك الإحسان ؛ أما إن تجاوزت ذلك إلى الإساءة فهي من الكبائر . فلْنبادر إلى صلة رحمنا وزيارة أقاربنا وأصدقائنا وجيراننا استجابة لأمر ربنا وإحياء لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولْنجعل الأولوية لأسر الشهداء والجرحى والأسرى الذين قدموا الكثير للأمة والوطن .

وتستحب تبادل التهنئة بالعيد بين المسلمين ؛ لأن التهنئة تكون بكل ما يسرّ ويسعد الإنسان في دينه ودنياه مما لا يخالف شرع الله تعالى ، ومن قُبلت طاعته في يوم كان ذلك اليوم عليه مباركاً ، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الْتَقَوْا يوم العيد يهنئون بعضهم يقول المسلم لأخيه المسلم تقبل الله منا ومنك . فلْيهنىءْ بعضنا بعضاً بالعيد ولْنتصافحْ فيما بيننا فبالمصافحة تَتَحاتُّ الخطايا والذنوب ، لذا يقول المسلمون لبعضهم : عيد مبارك عليك أو أحياكم الله لمثله ، ويقول الناس لبعضهم : عساكم من عواده ، أو كل عام وأنتم بخير .

إن انقضى رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، شهر العبادة والصيام والقيام ، فقد فتح الله سبحانه لنا مواسم جديدة للخير والطاعة والعمل الصالح ، فلْنستمر في عبادة الله تعالى وطاعته بالأعمال الصالحة في كل الأيام بعد رمضان ، فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى ؛ ومن كان يعبد الله فإن الله رب الشهور كلها ينبغي أن نعبده في كل زمان وحين ؛ فعبادته سبحانه واجبة لا تنقطع ولا تنتهي إلا بانتهاء الحياة ، قال تعالى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر 99 ، فالتوقف عن الصالحات بعد رمضان نقض للعهد مع الله وعمل مبتور لا أصل له ، ومن عرف الله خافه دوماً ؛ وإلا كان رمضان سجناً ما يلبث المرء أن يخرج منه فرحاً إلى المعاصي ، ولنعلم أن من علامة قبول العبادة عند الله وصلها بعبادة أخرى ، فلنواصل العبادات في أزمانها وأماكنها . ولْنحرص على أولى العبادات بعد رمضان بالصيام في شوال ، قال صلى الله عليه وسلم { من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر } رواه النسائي .

تقبل الله منكم الطاعات ؛ وأعاد الله رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد على المسلمين جميعاً أزمنة عديدة بالعزة والنصر والتمكين ؛ وقد اكتملت فرحة الجلاء بتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسر ؛ وتطهيره من دنس الاحتلال الإسرائيلي الغاشم .

وكل عام وأنتم بخير
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف