الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عيد بطعم المأساه والألم!!بقلم رامي الغف

تاريخ النشر : 2018-06-17
عيد بطعم المأساه والألم!!بقلم رامي الغف
عيد بطعم المأساه والألم !!!

بقلم/ رامي الغف

عندما كنا صغاراً وإذا ما أقبل علينا العيد وبسجية الطفولة البريئة نطالب الأهل بكسوة جديدة وعيديه مناسبة منهم وننام ليلة العيد بعين واحدة أما الثانية فهي ترقب شفق الصباح متى ينبلج لنهب زرافات وفردانا لنبدأ بمن يعطي تلك القطع الورقية الساحرة التي نطير بها فرحاَ وسرورا.

ورويدا رويداً صرنا نكبر ونكبر، وبدل أن تكبر معنا تلك الأفراح نراها قد اضمحلت وتلاشت لتكبر على أنقاضها إحزاننا وجراحنا ومعاناتنا وآلامنا، ولنصبح بدل أن نتسابق للذهاب إلى الحدائق والمتنزهات ودور المسارح ومدن الألعاب ونشتري الحلوى والألعاب الجميلة لأطفالنا، بتنا نرقب أمهاتنا وهي تسلك ما سلكناه لينتظرن طلوع الفجر ليشدن الرحال إلى مقبرة الشهداء غرب حي الشجاعية، لنأخذ معنا بدل ألعابنا والحلوى علب المعمول والغريبة والورود وماء الورد لنحتضن أحجارا جوفاء منادين بأعلى الأصوات وبدموع تنهمر مدراراً ونحن نندب أحبة وأصدقاء وأقارب وجيران لنا، بكر الاحتلال الصهيوني وآلته العسكرية ورصاصة ومدافعه اللعينة برحيلهم عنا، وهم في ريعان شبابهم لنكبر وتكبر معاناتنا أيضا لندفع إلى محارق الموت في مغامرات كيان غير متجانس ارعن لنجني آهات وألام وذكريات ما زالت تحفر في أذهاننا مساحات كبيرة لأحبة لنا قضوا نحبهم في الشوارع والبيوت الآمنة لا حول لهم ولا قوة.

فبعد سويعات قليلة نحتفل سويا بعيد الفطر السعيد والذي انتظرناه لنعبر عن فرحة حبستها غربان الشر والموت والخراب الصهيونية طيلة الشهور الثلاثة الماضية بعدوانها على غزة، هذه الفرحة ليست للكبار فقط وإنما لقلوب أطفال غزة الذين هم الأكثر استقبالاً لهذه الأعياد ليلبسوا كل جديد ويخرجوا إلى المتنزهات وأماكن الترفيه التي حرمت أجيال متعددة من الوصول إليها خوفاً من عدوان إسرائيل وجيشها البربري.

ففي هذا العيد ليتنا ننسى كلمة ألم وننسى حروفها بأسرها وننسى دمعة طفل غزاوي سالت على خديه لفقدانه أبيه أو أمه أو أخيه، ليتنا ننسى صرخة أم غزاوية فقدت عزيزها وفلذة كبدها وننسى كل لحظة انفجار تمخض عنه تطاير أجساد متقطعة تنزف دماً تساقطت على تراب غزة، وننسى عويل طفل غزاوي أصيب وهو في حضن أمه وهو يصرخ وينادي (أمي .. أمي؟!) وننسى كل دمار حصل في سوق وميدان وحديقة يجلس فيه باعة ببساطتهم لا هم لهم سوى الحصول على لقمة عيش شريفة تسد رمق صغارهم، ويا ليتنا ننسى الجرائم وكيف دمر صاروخ غادر مسجد وكنيسة في غزة.

في هذا العيد ليتنا لا نجعل الألم يعشعش في صدورنا ويغرز في حنايانا أنيابه الحادة ولم نحصن أنفسنا عن أن تكون مترعاً لهذا المتطفل البغيض، ليتنا استنفذنا من روحنا مناعة تكون كالحصن المنيع لمواجهة الأعاصير الهائجة التي تلف بفلسطين، نتمنى أن تختفي تلك الكلمة من قاموس حياتنا فلا نعود ونجد معناها الذي نرفضه قسراً على أنفسنا.

في هذا العيد ليتنا نغفو على حلم جميل فنصحو عازمين على تحقيقه، جادين في المضي فيه راسمين البسمة الصادقة المنبثقة في الأعماق لا المرسومة كرهاً على الشفاه، تكسر القيد وتمزق ظلال العذاب لكي ننطلق في حياتنا بلا قيد اسمه الألم ولا سراب يصوره الألم وبلا عذاب ترسمه الجراح، لنرسم طريقاً ممهداً بالنور معبداً بالهدى، ونفرش جوانبه زهوراً من الأمل يكاد عبقها ينفذ إلى الأعماق فيمسح عن حياتنا كل ظل داكن.

آه يا كلمة (ألم) كم قسوت علينا فأخذت من أنفسنا مأخذاً كبيراً وجعلتينا مسجونين عندك مقيدين بأغلالك مكتفين بحبالك، حتى أدركنا إننا نسينا معنى الحياة ومعنى الصداقة والمحبة والألفة، فتولدت فينا العزلة والكآبة والتوتر النفسي، كل كلمة من هذه الكلمات يرددها على الشفتين كل غزاوي بريء ليفر بها نحو بر الأمان ليخرج من أسره ومن دوامة الألم والجراح الذي يتصارع معها للخروج بها إلى صفاء النور وعذوبة السماء، فما اسعد الروح وهي تنفض عنها آلامها وما أحلاها وهي تشرق على عالم خالد كخلود الأزل كله رفعة وسمواً وجلالاً، وما أروعها وهي تبني على أنقاض آلامها قلعة للإيمان لا تدكّ أسوارها مهما عذل الزمان.

كل عام وشعبنا الفلسطيني بكل مكان بالف خير وسعاده وامن وامان واطمئنان.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف