الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بونسوار مدام بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2018-06-17
بونسوار مدام  بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" بونسوار مدام "
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
-----------------------------------
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل ) .

إهداء خاص :
إلى بطلة النص الحقيقية ... مدام " نجاة فالو قاسم " مع كل التقدير والاحترام .
وإهداء خاص : إلى الصديقة الأستاذة الراقية / Saida Omri Bent
التي أوحت لي بفكرة النص .
تقديم :
يحق لي ؛ ولكل مغربي وعربي أن يفتخر بهذه السيدة الفاضلة ( بطلة النص ) ؛ وأن نعتز بها ونفخر ونقدم لها كل التحية والتقدير والاحترام ..
فهي بحق تعتبر " الأنموذج " الأروع والأرقى للمرأة العربية .
( الكاتب )
-------------------------------

" بونسوار مدام "
.. مهلا يا سيدي .. مهلاً بالله عليك .. فأنا لا أريد أن تتولى سرد الأحداث نيابة عني .. فدعني يا سيدي بالله عليك أقوم بذلك بنفسي .. فأنا أعلم وبشكل جيد بأنك لم تكن تعرف من قبل من هي " نجاة " .. من هي أنا ..ولا عجب يا سيدي .. لا عجب .
فأنا أعرف وبشكل جيد بأنك غارق في قضايا وطنك وهموم بلدك التي تشغلك ليل نهار عما يدور من حولك في هذا العالم الفسيح .
أعلم جيداً بأنك لم تكن لتهتم بي أو أن تكتب عني لولا تلك الرسالة القصيرة التي وصلتك عن طريق الخطأ من صديقة مغربية لم تكن تقصد إرسالها إليك .. وقد تقدمت لك تلك الصديقة باعتذارها الشديد للخطأ الذي وقعت فيه دون قصد .. ولكنك – كصياد ماهر – للحرف .. وقناص متمرس للكلم .. وجدتها من ناحيتك فرصة سانحة .. صيد ثمين وكنز عظيم تعرف كيف تستغله بشكل جيد .. ولولا ذلك الخطأ - الغير مقصود - لما عرفت من أنا ؛ ولما عرفت عني شيئاً ولم تكتب عني أبدًا .
الرسالة التي وصلتك عن طريق الخطأ من الصديقة كانت عبارة عن صورة .. مجرد صورة – ازدواجية - .. الجزء الأول من الصورة لفتاة صغيرة بائسة ترعى الأغنام والماعز .. طفلة صغيرة مهلهلة الشكل .. رثة الثياب .. منكوشة الشعر .. تحمل عصاها وترعى الأغنام والماعز..
أما الجزء الآخر من الصورة ؛ فهو لسيدة أنيقة .. جذابة .. رائعة الحسن والجمال .. ترتدي الملابس الراقية وعلى أحدث طراز وتبدو في أجمل شكل وأرقى هيئة .
لقد شدت تلك الصورة انتباهك بشكل غريب .. وبحدسك وفراستك شعرت بأنك قد وقعت على صيد ثمين .. على شكل نص أدبي جديد مختلف ..
الأمر الذي يجمع بين هذه وتلك .. بأن كلتا الصورتين لشخصية واحدة ؟؟!! .. ولم العجب يا سيدي ؟؟؟ نعم ؛ إنها لشخصية واحدة ..
فهذه السيدة الأنيقة الجميلة هي نفسها تلك الفتاة البائسة .. " راعية الأغنام والماعز " فلم العجب يا سيدي ؟؟!! .
ولا بد بأن العجب سوف يسيطر عليك بشكل أعظم .. ويستولي على لبك ونفسك وخاطرك .. عندما تعلم بأن تلك الطفلة المسكينة .. وهذه السيدة الأنيقة .. هي .. أنا ؟؟!!.
.. نعم يا سيدي .. إنها أنا .. ولم العجب بالله عليك ؟؟!! .
ما العجب بأن تصبح الطفلة المسكينة البائسة " راعية الأغنام والماعز " أن تصبح " في منتهى الشياكة والأناقة " ؟؟!! ..
مالي أراك تفتح فاك عن آخره هكذا ؟؟!! .. وكأن البلاهة كلها قد تمثلت بك ؟؟!! .
ألم أقل لك منذ البداية بأن تفكيرك كان محصوراً دومًا في قضايا وطنك .. وهموم بلدك فحسب .. ولم تكن تدري بما يحدث في العالم الخارجي من حولك .
أنا هي فعلاً .. تلك الفتاة المسكينة البائسة التي كانت ذات يوم ترعى الأغنام والماعز .. وأفخر بذلك وأعتز .. فأنا هي فعلا .. وها قد اصبحت " في منصب رفيع جدًا " ؟؟!! .
هل تريد ان تعرف المزيد عني يا سيدي ؟؟ فليكن .. ولك ذلك .. فأنا سيدة عربية .. مغربية .. نعم مغربية واعتز .. تاريخي كان حافلاً من المشوار الطويل من الجد والاجتهاد والمثابرة وطلب العلم والتحلي بالصبر ...
لقد واصلت الليل بالنهار .. والكفاح الدؤوب لتحقيق الهدف والأمل الذي كنت أصبو إليه .. .
لقد حصلت على الشهادات العلمية الجامعية العليا .. ثم تدرجت في المناصب الرفيعة في سلك الدولة .. وكنت أقوم بواجبي على مدار الوقت بحنكة وجدارة ...
إلى أن ..
إلى أن أصبحت " وزيرة " .. نعم يا سيدي .. فأنا الآن " وزيرة " رفيعة المستوى والشأن .. فلا تدع العجب يسيطر عليك عندما أخبرك .. بأنني لست " وزيرة " في حكومة بلدي الحبيب " المغرب " .. او في حكومة أية دولة عربية أخرى ... وكم كان سيكون لي الشرف لو أنني كنت كذلك .. .
ولكني ... " وزيرة " في عاصمة النور ... " باريس " ؟؟!!
فهل عرفتني الأن جيداً يا سيدي ؟؟؟ ..

.. مهلا يا سيدي .. مهلاً بالله عليك .. فأنا لا اريد أن تتولى سرد الأحداث نيابة عني .. فدعني يا سيدي بالله عليك أقوم بذلك بنفسي .. فأنا أعلم وبشكل جيد بأنك لم تكن تعلم من قبل من هي " نجاة " .. من هي أنا ..ولا عجب يا سيدي .. لا عجب
فأنا أعرف وبشكل جيد بأنك غارق في قضايا وطنك وهموم بلدك التي تشغلك ليل نهار عما يدور من حولك في هذا العالم الفسيح .

حاشية :
بطل النص هي السيدة الفاضلة / نجاة فالو بلقاسم
سياسية ووزيرة فرنسية - مغربية شغلت منصب وزيرة لحقوق المرأة والناطقة الرسمية باسم حكومة جان مارك ايرولت تحت رئاسة فرانسوا أولاند منذ 16 مايو 2012 إلى غاية 2 أبريل 2014، عندما تم تعيينها وزيرة لحقوق المرأة، والمدنية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف