الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تلاقي الشعراء في قصيدة "يا صديقي" سامح أبو هنود بقلم رائد الحواري

تاريخ النشر : 2018-06-16
تلاقي الشعراء في قصيدة
"يا صديقي"
سامح أبو هنود
ما زالت قصيدة "الطلاسم" لاليا أبو ماضي عاقة في أذهاننا، فعبارة "لست أدري" التي يجيب فيها على تساؤلاته هي الأهم في قصيدته، وها هو "سامح أبو هنود" يقدم لنا تلك الحيرة بقصيدة مختزلة لكنها تثيرنا وتجعلنا نتوقف عندما ما جاء فيها، يبدأ الشاعر قصيدته قائلا:
"يا صديقي لست أدري من أنا
أو تدري كيف جئنا ها هنا"
غالبا ما تخدم صيغة النداء انتباه المتلقي، فهو المخاطب في النص الأدبي، والشاعر يضيف عامل آخر لجذبنا إلى قصيدته من خلال السؤال الذي يطرحه، فهو سؤال محير وإشكالي، والاجابة عليه صعبة جدا، وجاء السؤال الثاني يحيرنا أكثر فماذا يُراد منه؟، هل المقصود الوجود البايولوجي، أم وجود آخر؟ فكلنا يعلم أننا جئنا إلى الحياة من خلال الأم والأب، لكن الشاعر أرادنا أن نبحث عن سبب آخر، غير هذا السبب، وهذا ما يثيرنا ويجعلنا نتوقف عند السؤال.
حالة الاغتراب تصيب الشعراء والادباء اكثر من غيرهم، حيث أنهم يمتازون بمشاعر مرهفة وناعمة، ويمكن لأي حدث/فعل/قول/صوت أن يخدش مشاعرهم ويؤثر عليهم، وهذا ما يؤكده الشاعر:
"أنت مثلي تائه في غربة
و جميع الخلق تاهوا مثلنا"
لكن الشاعر هنا يجمع كل الخلق فيما يشعر يحس به، وهذا ناتج عن حجم الضغط الذي يمر به، بحيث لم يجد أي شخص/فرد/جماعة تتباين معه فما يشعر، وهذا ما يؤكد حالة الانزعاج والقلق الذي يمر فيه.

حالة التسليم بالنهاية، وعدم وجود رغبة في الحياة، هي موقف طبيعي لما سبق:
"نحن ضيفان نقضّيَ فترة
ثم نمضي حين يأتي يومنا"
وهنا يتلاقى "سامح أبو هنود" مع الشاعر الروسي "يسينين" الذي قال:
"وادعا، صديقي، دون مصافحة، دون كلمات
لا تحزن، ولا تقطب حاجبا،
ليس جديدا أن نموت في عالمنا هذا
وليس أكثر جدة، بالطبع، أن نعيش" ص26
يبدو لنا الشاعر وكأنه وصل إلى الشيخوخة وينتظر نهايته، وهذا الشعور بحالة الهرم، اليأس، حالة تلازم غالبية الشعراء، فنجد كلا الشاعرين يمران بعين الشعور، لكنهما يستخدمان لغة متباينة، لكن الفكرة واحدة.
ويستحضرني هنا قصيدة "اغنية قاطع الطريق الهرم" ل"يسينين" التي يقول فيها:
"خبت فتوتي
وذوى لون وجهي
ولم أعد امتلك جرأتي تلك
وكأني ما كنت قويا في يوم من اأيام
يوما ما كانت اجندل خمسة رجال
بضربة واحدة من هراوتي
وها أنا عجوز واهن
أندب مصيري" ص 30، وإذا ما علمنا ان الشاعر انتحر وهو في الثلاثين من العمر، نعلم حقيقة هذا الشعور بالعجز، بالهرم، وهذا ما يجعلنا نقول أن للشعراء عالم خاص بهم، وعلينا أن نحترمه، ونعاملهم بطريقة تتناسب ورهافة مشاعرهم واحساسهم، لكي لا نخدش تلك المشاعر المرهفة.
يختم الشاعر قصيدته قائلا:
"وسنمضي حيث لا ندري لكي
حيث كنا سوف يثوي غيرنا"
اعتقد أن هذا البيت يمثل ذروة التمرد، فما بعد الموت، عالم لا نعلم عنه شيئا، ولا ندري ما سيكون عليه حالنا، هذه الفكرة تمثل تمردا على الفكر الديني، والجميل في هذا البيت أن الشاعر لا يعلم ما ستؤول إليه حاله بعد الموت، لكنه يعلم بأن هناك من سيحل مكانه في الحياة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس بوك، والقصائد "يسينين" موجود في كتاب "قصائد مختارة" ترجمة حسب الشيخ جعفر، منشورات وزارة الثقافة العراقية، بغداد، 1980، سلسلة كتب مترجمة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف