الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العيد في عيون الشعراء!!بقلم ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2018-06-16
العيد في عيون الشعراء!!بقلم ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
العيد في عيون الشعراء!!
ياسين عبد الله السعدي
قال الشاعر محمد الأسمر يذكر بالخير والحث على الصدقة في العيد:
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صُنِعا
أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا
فبددوا عن ذوي القربى شجونهمُ *** دعــا الإله لهذا والرسول معا
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
يرى الشاعر الجمبلاطي أن العيد فرصة لمساعدة الفقراء والمكروبين:
طاف البشير بنا مذ أقبل العيد *** فالبشر مرتقب والبذل محمود
يا عيد كل فقير هز راحته *** شوقاً وكل غني هزه الجود
من أشهر ما قيل في العيد قول المتنبي في وصف حاله في مصر:
عيـدٌ بأيّـةِ حـالٍ جِئْـتَ يا عيـدُ *** بما مضـى أم بأمْـرٍ فيكَ تجديـدُ
أمّـا الأحِبـة فالبيـداءُ دونَـهــمُ *** فليـت دونـك بيـداً دونهـم بيـدُ
قال المعتمدُ بن عباد بعد حبسه في سجن (أغمات) وهو يرى بناته عندما قدمن لزيارته في السجن في يوم العيد جائعات عاريات حافيات :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ *** فساءك العيد في (أغمات) مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ *** فعاد فطرك للأكبــاد تفطيرا
وهذا الشاعر العراقي مصطفى جمال الدين يبث شكوى أيام صباه:
العيدُ أقبلَ تُسْعِـدُ الأطفـالَ ما حملتْ يـداهُ
لُعَباً وأثوابـاً وأنغامـاً تَضِـجُّ بهــا الشِّفاهُ
وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداهُ)
فيعـودُ في أهدابه دَمْعٌ وفي شفتيـه (آهُ)
كتب الشاعر عمرو خليفة النامي قصيدته (يا ليلة العيد) وهو بين قضبان السجون يصوّر فيها ما يلاقيه الشاعر عندما تطوف بخاطره صورة أطفاله وهم ينتظرونه في ليلة العيد والدمع ينهمر من أعينهم شوقًا إليه، فكيف تكون فرحة الأطفال بالعيد والآباء يرسفون في السلاسل والقيود:؟‍
أكادُ أبصُرهم والدمعُ يطفر مـن *** أجفانهم ودعاءُ الحـب يختنـقُ
يا عيدُ، يا فرحة الأطفال ما صنعت *** أطفالنُا نحنُ والأقفـالُ تنغلـقُ
ما كنتُ أحسبُ أن العيد يطرقُنا *** والقيدُ في الرسغ والأبوابُ تصطفقُ
يقول الشيخ إبراهيم عزت في يوم العيد يصف حال زوجة الأسير:
اليومَ عيد
أراقبُ الصغارَ يمرحونَ في الطريقِ كالزُّهور
الكلُّ عائدٌ بفرحةٍ تطلُّ مشرِقة
من الشفاهِ والعيون
ودارُنا ستنتظر
صغيرتي ستنتظر
هشامُ لن ينام
قد كان نومه على ذراع والده
نهادُ لن تذوقَ زادَها
لأنها تعوّدتْ أن تبدأَ الطعامَ من يدِ الأسير
شريكةُ الأسى بدا جناحُها الكسير
تُخَبِّئُ الدُّموعَ عن صغارِها
وحينما يلفُّها السُّكون
سترتدي الصَّقيع
لكي تقدّمَ الحياةَ للرضيع
يصف الشاعر الطاهر إبراهيم حال أهل السجين عند حلول العيد فيقول:
يا رب هذا العيد وافى والنفوس بها شجونْ
لبس الصغار جديدهم فيه وهم يستبشرونْ
بجديد أحذية وأثواب لهم يتبخترونْ
وهناك خلف الباب أطفال لنا يتساءلونْ
أمي صلاة العيد حانت أين والدنا الحنونْ؟
إنا توضأنا -كعادتنا - وعند الباب (أمي) واقفونْ
زفرت تئن وقد بدا في وجهها الألم الدفينْ
ورنت إليهم في أسى واغرورقت منها العيونْ
العيد ليس لكم أحبائي فوالدكم سجينْ
ولقد أدرك الشعراء العرب ما يحاك لأمتهم من الدسائس والمؤامرات وما وصلت له الأمة من المذلة والهوان فقال الشاعر عمر بهاء الدين الأميري:
يقولـونَ لـي: عيـدٌ سعيـدٌ، وإنَّهُ *** ليـومُ حسابٍ لـو نحـسُّ ونشعـرُ
أعيـدٌ سعيـدٌ !! يا لها من سعـادةٍ *** وأوطانُنـا فيهـا الشقاءُ يزمـجـرُ
وقال يصف حال الأمة ومعنى العيد بينما المسجد الأقصى في الأسر:
يمـرُّ علينا العيـدُ مُـرَّا مضرَّجـاً *** بأكبادنا والقدسُ في الأسْـرِ تصـرخُ
عسى أنْ يعـودَ العيـدُ باللهِ عـزّةً *** ونَصْـراً، ويُمْحى العارُ عنّا ويُنْسَـخُ
ويقول الشاعر الكبير عمر أبو الريشة عن العيد:
يا عيـدُ ما افْتَرَّ ثَغْرُ المجدِ يا عيد *** فكيـف تلقاكَ بالبِشْـرِ الزغـاريـدُ؟
يا عيدُ كم في روابي القدسِ من كَبِدٍ *** لها على الرَّفْـرَفِ العُلْـوِيِّ تَعْييــدُ؟
يقول الشاعر السعودي الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدته (عندما يحزن العيد) راثيًا حال الأمة الإسلامية بما يشاهده من معاناتها:
أقبلت يا عيد والأحزان نائمـة *** على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمِّ ألـــوان؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة *** وللدُّمى مـقـل ترنـو وآذان؟
ثم ينتقل إلى الجرح الذي يؤرق الأمة الإسلامية ألا وهو جراحات مقدساتها العظيمة التي سلبها عدوّها لما نام عنها راعيها من المسلمين فقال:
من أين والمسجد الأقصى محطمة *** آمالـه وفؤاد القـدس ولهـان؟
أصبحت في يوم عيدي والسؤال على ** ثغري يئن وفي الأحشاء نيـران
أين الأحبـة وارتـد السـؤال إلى *** صدري سهامًا لها في الطعن إمعان؟
تصور الشاعرة فدوى طوقان مأساة القلسطينيات في يوم العيد فتقول:
أختاه, مالك إن نظرت إلى جموع العابرينْ
ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفينْ
أطرقتِ واجمة كأنك صورة الألم الدفينْ؟
وتناجي أخواتها اللاجئات الفلسطينيات في يوم العيد فتقول:
أترى ذكرتِ مباهج الأعياد في (يافا) الجميلهْ؟
أهَفَتْ بقلبك ذكريات العيد أيام الطفولهْ؟
إذ أنت كالحسون تنطلقين في زهوٍ غريرِ
والعقدة الحمراء قد رفّتْ على الرأس الصغير
والشعر منسدلٌ على الكتفين, محلول الجديلهْ؟
إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيبِ
طوراً إلى أرجوحة نُصبت هناك على الرمالِ
طوراً إلى ظل المغارس في كنوز البرتقالِ
والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوبِ؟
لكن فدوى طوقان تقول عن العيد فتصفه بعيد الميتين:
أختاه, هذا العيد عيد المترفين الهانئِين
عيد الألى بقصورهم وبروجهم متنعمين
عيد الألى لا العار حرّكهم, ولا ذلّ المصيرْ
فكأنهم جثث هناك بلا حياة أو شعورْ
أختاه, لا تبكي, فهذا العيد عيد الميّتين!
كنت قد نشرت مقالاً في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 26-8-2012م؛ صفحة 44 بعنوان: حديث عن العيد ختمته بما يصور وضعنا هنا فلسطين:
لا عيد للأسرى، ولا لعبيد *** يحيون في (الأطواق) ضمن قيود
العيد للأحرار في أوطانهم *** ما العيد بالحلوى، ولبس جديد!
ويقول الشاعر المرحوم، سيف الدين الكيلاني:
ما بهجة العيد؛ إن عيّدتَ في القيدِ *** العيد للحر، ليس العيد للعبدِ!
نشر في جريدة القدس يوم الجمعة (عيد الفطر) بتاريخ 1562018م؛ صفحة 9
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف