نكدٌ ودفءٌ وحبّ
عطا الله شاهين
تنكد ذات مساء رجل حينما تعطلت سيارته بينما كان يقودها ببطءٍ في طريق غطتها الثلوج، من عاصفة ثلجية هبّت على المنطقة، وحين نزل من سيارته لإصلاحها لم يتمكن، لأن عطلا أصاب الدائرة الكهربائية فيها، ومن غزارة تساقط الثلج احتمى تحت شجرة بيتولا.. كان الرجل يرتجف من شدة البرْد، وتنكّد من مشكلة السيارة، وبعد أن دخّن سيجارة رأى من بعيدٍ إنسانا يخطو، لكنه لم يعرف بأنها امرأة، إلا عندما دنتْ منه.. وحين دنتْ سألها أيوجد مبيت هنا؟ لم تردّ عليه، وحاولَ التحدث معها، لكنها بقيتْ صامتة، فاعتقدَ في البداية بأنّها امرأة بكماء.. كانت ترتدي معطفا أبيض، فغطّته به، لأنها رأته يرتجف، لكن رأته يرتجف، رغم ارتدائه معطفها.. فنظرتْ إليه نظرات حبٍّ وبادلها النظرات، والثلج ظل يتساقط، فدنت منه وعانقته، وقالت له: لا يوجد مبيت هنا، وشعر بدفءٍ منها.. وفجأة اختفتْ المرأة.. فقال في ذاته: الآن عانقتني وهمستْ همسات حُبٍّ، أين اختفت؟ فأنا لا أحلم، قبل ثوان كانت هنا امرأة، وبعد أن توقّف سقوطُ الثّلج، راحَ يخطو صوب الطريق، رغم أنه ظل متنكدا، لأنه علمَ بأنه سيعلقُ حتى الصباح، وقال بينما كان يسير في الطريق العامّ المكسو بالثلوج: يا لهذا النكد، الذي بدده دفء مجنون، وكلمات عن الحب، وعناق من امرأة اختفت فجأة، لربما تكون شبحا ...
عطا الله شاهين
تنكد ذات مساء رجل حينما تعطلت سيارته بينما كان يقودها ببطءٍ في طريق غطتها الثلوج، من عاصفة ثلجية هبّت على المنطقة، وحين نزل من سيارته لإصلاحها لم يتمكن، لأن عطلا أصاب الدائرة الكهربائية فيها، ومن غزارة تساقط الثلج احتمى تحت شجرة بيتولا.. كان الرجل يرتجف من شدة البرْد، وتنكّد من مشكلة السيارة، وبعد أن دخّن سيجارة رأى من بعيدٍ إنسانا يخطو، لكنه لم يعرف بأنها امرأة، إلا عندما دنتْ منه.. وحين دنتْ سألها أيوجد مبيت هنا؟ لم تردّ عليه، وحاولَ التحدث معها، لكنها بقيتْ صامتة، فاعتقدَ في البداية بأنّها امرأة بكماء.. كانت ترتدي معطفا أبيض، فغطّته به، لأنها رأته يرتجف، لكن رأته يرتجف، رغم ارتدائه معطفها.. فنظرتْ إليه نظرات حبٍّ وبادلها النظرات، والثلج ظل يتساقط، فدنت منه وعانقته، وقالت له: لا يوجد مبيت هنا، وشعر بدفءٍ منها.. وفجأة اختفتْ المرأة.. فقال في ذاته: الآن عانقتني وهمستْ همسات حُبٍّ، أين اختفت؟ فأنا لا أحلم، قبل ثوان كانت هنا امرأة، وبعد أن توقّف سقوطُ الثّلج، راحَ يخطو صوب الطريق، رغم أنه ظل متنكدا، لأنه علمَ بأنه سيعلقُ حتى الصباح، وقال بينما كان يسير في الطريق العامّ المكسو بالثلوج: يا لهذا النكد، الذي بدده دفء مجنون، وكلمات عن الحب، وعناق من امرأة اختفت فجأة، لربما تكون شبحا ...