لصالح من خنق مخيمات الفلسطينيين في لبنان؟
أحمد الحاج علي
في نيسان/أبريل من عام 1996، قُصف مخيم الرشيدية جنوب لبنان من قبل قوات الاحتلال الصهيوني. كانت التهمة أن المخيم يوصل مواد تموينية وخبزاً إلى المقاومة وسكان الجنوب. لم ينتظر الفلسطينيون شكراً من أحد، فما فعلوه كان بإحساس يكاد يكون فطرياً، من أن الالتحام واجب مع من يقاتل العدو الصهوني، لكنهم أيضاً لم ينتظروا أن يكون الردّ في الأول من كانون الثاني/يناير 1997 الإعلان عن منع إدخال مواد الإعمار إلى مخيمات الجنوب الثلاثة، وإغلاق معظم الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المخيم، ووضع حواجز عسكرية على ما تبقى من الطرقات، دون تعليل ذلك بأي سبب!
المشهد نفسه تقريباً تكرر في مخيم برج البراجنة. في تموز/يوليو من عام 2006، شن الاحتلال حرباً طاحنة على لبنان، دمّرت جزءاً كبيراً من الضاحية الجنوبية حيث يقع هذا المخيم. فتح سكان المخيم بيوتهم لأهالي الضاحية. موائدهم كانت مشتركة. أصاب البيوت في المخيم الكثير من الأضرار. لم يمنّ سكان المخيم على أهلهم في الضاحية جميل ما فعلوا. بعد العدوان، لم تلتفت الدولة اللبنانية إلى المخيم، ولم تُصلح ما تتضرر من بيوتهم. بل كان سكان مخيم برج البراجنة في عام 2010، على موعد مع إعلان بمنع إدخال مواد الإعمار إلى المخيم، ونشر حواجز عسكرية عند أبوابه. وكاد أن يتخذ مجلس الوزراء عام 2011 قراراً بمحاصرة مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، وإحاطتهما بجدران إسمنتية. ومرة جديدة، دون تعليل ذلك بأي سبب!!
عام 2000 أشعل الفلسطينيون في الضفة وغزة ما عُرف بـ "انتفاضة الأقصى". اشتعلت أيضاً مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مظاهرات، وكان التبرع رغم قلة المال. تأكيد جديد أنهم يرفضون التوطين ولا يريدون سوى العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها. وفي العام نفسه كان تحرير جنوب لبنان. فرح الفلسطينيون، وارتقى منهم شهداء في ذلك العام عند حدود لبنان مع وطنهم. وبدلاً من أن يستثمر لبنان الرسمي هذا التفاعل من أجل علاقات لبنانية فلسطينية سليمة، كان في آذار/مارس من عام 2001 قرار منع تملك الفلسطينيين، مع رفض نائب واحد فقط بالبرلمان اللبناني رغم كل البيانات الثورية لفئات لبنانية متضامنة مع الانتفاضة ومع الفلسطينيين!!!
واليوم يتكرر المشهد في مخيم عين الحلوة، فبعد جدار العار، تأتي البوابات الإلكترونية. فلصالح من محاولة إذلال الفلسطينيين في لبنان؟ وكيف يعيش الرسميون اللبنانيون انفصاماً بالحديث عن تحرير فلسطين، والتضييق على الفلسطينييين في لبنان؟
أحمد الحاج علي
في نيسان/أبريل من عام 1996، قُصف مخيم الرشيدية جنوب لبنان من قبل قوات الاحتلال الصهيوني. كانت التهمة أن المخيم يوصل مواد تموينية وخبزاً إلى المقاومة وسكان الجنوب. لم ينتظر الفلسطينيون شكراً من أحد، فما فعلوه كان بإحساس يكاد يكون فطرياً، من أن الالتحام واجب مع من يقاتل العدو الصهوني، لكنهم أيضاً لم ينتظروا أن يكون الردّ في الأول من كانون الثاني/يناير 1997 الإعلان عن منع إدخال مواد الإعمار إلى مخيمات الجنوب الثلاثة، وإغلاق معظم الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المخيم، ووضع حواجز عسكرية على ما تبقى من الطرقات، دون تعليل ذلك بأي سبب!
المشهد نفسه تقريباً تكرر في مخيم برج البراجنة. في تموز/يوليو من عام 2006، شن الاحتلال حرباً طاحنة على لبنان، دمّرت جزءاً كبيراً من الضاحية الجنوبية حيث يقع هذا المخيم. فتح سكان المخيم بيوتهم لأهالي الضاحية. موائدهم كانت مشتركة. أصاب البيوت في المخيم الكثير من الأضرار. لم يمنّ سكان المخيم على أهلهم في الضاحية جميل ما فعلوا. بعد العدوان، لم تلتفت الدولة اللبنانية إلى المخيم، ولم تُصلح ما تتضرر من بيوتهم. بل كان سكان مخيم برج البراجنة في عام 2010، على موعد مع إعلان بمنع إدخال مواد الإعمار إلى المخيم، ونشر حواجز عسكرية عند أبوابه. وكاد أن يتخذ مجلس الوزراء عام 2011 قراراً بمحاصرة مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، وإحاطتهما بجدران إسمنتية. ومرة جديدة، دون تعليل ذلك بأي سبب!!
عام 2000 أشعل الفلسطينيون في الضفة وغزة ما عُرف بـ "انتفاضة الأقصى". اشتعلت أيضاً مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مظاهرات، وكان التبرع رغم قلة المال. تأكيد جديد أنهم يرفضون التوطين ولا يريدون سوى العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها. وفي العام نفسه كان تحرير جنوب لبنان. فرح الفلسطينيون، وارتقى منهم شهداء في ذلك العام عند حدود لبنان مع وطنهم. وبدلاً من أن يستثمر لبنان الرسمي هذا التفاعل من أجل علاقات لبنانية فلسطينية سليمة، كان في آذار/مارس من عام 2001 قرار منع تملك الفلسطينيين، مع رفض نائب واحد فقط بالبرلمان اللبناني رغم كل البيانات الثورية لفئات لبنانية متضامنة مع الانتفاضة ومع الفلسطينيين!!!
واليوم يتكرر المشهد في مخيم عين الحلوة، فبعد جدار العار، تأتي البوابات الإلكترونية. فلصالح من محاولة إذلال الفلسطينيين في لبنان؟ وكيف يعيش الرسميون اللبنانيون انفصاماً بالحديث عن تحرير فلسطين، والتضييق على الفلسطينييين في لبنان؟