الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قطتي بقلم:حسام محمد السيد

تاريخ النشر : 2018-06-11
قطتي .. حتي قطتي تركتني هي الاخري , أظن أني سأموت وحيداً كما توقع لي جدي الذي كان يكن لي كرهاً شديداً .. ولكني لازلت أحبه و أحب قطتي أيضاً , لم تكن أبداً الوحدة من اختياري ولكني في بعض الأحيان أعتقد انها من أختيار كاتب تلك القصة ولكن هل تلك فعلاً حقيقتي و أني بالفعل وحيد أم أن الكاتب شعر ببعض الخجل لإنه لم يريد ان يصارح الذي سيقرأ تلك القصة بأنه هو بطلها .. أنا في حيرةً من أمري لم أعد أعرف من أنا و من هو و هل نحن الأثنان شخصا واحد أم نحن واحد و أنقسم إلي نصفان , نصف يكتُب و يخلق الأحداث كالإله و النصف الأخر كَبني الأنسان في الأرض كل ما عليهم هو تنفيذ المطلوب , كان سبب كُره جدي لي لم يكن معلوم لي أو للكاتب حتي , كان ينظر لي و كأنني أنا من حرضت أدم علي أكل التفاحة المقدسة , أما قطتي فكنت أعاملها و كإنها حبيبتي أو أمي أو أحد أقرب الأشخاص إلي قلبي أو يمكن أكثر لا أستطيع تحديد كمية الحُب الذي أكَنُه لها ولكنها لم ترد علي بالمثل , هل لأنها مجرد حيوان ليس له أي أحساس وفاقدة للإهلية و لا تستطيع أن ترد علي بالمثل أم لإنها بالفعل لا تستطيع ذلك أو لأن شدة وحدتي و غبائي التي جعلت من مجرد قطة إلي حبيبتي أو أمي أو أكثر و هنا يأتي السؤال : لماذا رحلت رغم أني كنت أعاملها كالملكة ؟ , أقد تكون رحلت لإنها في أخر أيامها معي لم اكن أكترث كثيراً لها كالسابق ؟ , أو قد تكون قد تحدثت مع جدي و نقل لها كرهُ لي إليها و أصبحت هي الأخري تكرهني ولكني أستبعد ذلك الخيار , لإن الرسالة التي تركتها لي قبل رحليها لم تكن تدل علي ذلك و جاء في الرسالة الأتي : 
"عزيزي أنا أسفة جداً لرحيلي بتلك الطريقة دون أي سابق إنذار. ولكني للأسف سوف أضع اللوم عليك لقد كنت تعاملني كالأميرة في ليلة عُرسها و لكنك نسيت أنا كنت ف النهاية مجرد قطة و قد تكون انت وضعت في حُسبانكَ أني بمجرد أن أجد الماء و الزاد و المكان الناعم الذي سوف أنام فيه ذلك سيجعلني أبقي ولكني في النهاية مجرد قطة فالقطة تحبُ خانقها .. في يوم رحيلي فقط عن حياتك قد فهمت معني ذلك المثل .. لن أنساك .. سامحني .. .
.. . " قطتك 
سامحتُكِ .. كانت الدموع تنهمر من عيني علي الورقة حتي تبلل بعضها .. لم أكن أعرف لماذا أبكي هل لإن تلك الرسالة أثرت في بعد أن علمت أنها لن تنساني أو أني كنت أبكي لأن قطتي تستطيع الكتابة .. ولكني ف النهاية لازلت أحُبها و أنتظرها حتي و إن كانت لن تأتي , 
قد يكون جدي يحبني ولكني هل أنا من كنت أفهم نظراته و كلامه بشكلً خاطئ .. إذاً و لكن لماذا حاول قتلي عند يوم ولادتي بقتل أمي معي .. و أيضاً لماذا أرسل أبي في عملاً خارج البلاد لكي يبعدهُ عني .. و الأن أصبحت أمي مقتولهً علي يد جدي و أبي خارج البلاد أيضاً علي يد جدي و انا كالعادةِ وحيد كوحدةِ القمر في السماء *ذلك التشبيه يُعد مجازياً لإني لست أشبه القمر بالمره .. هل ذلك يُعد حباً ؟ , ولكني لم أكن أهتم كثيراً ففي النهاية أنا أُحب أمي التي لم أراها نهائياً و أُحب أبي الذي لم أراه كثيراً .. و أُحب جدي علي الرغم من كل شئ ... و أخصُ بالحب قطتي فبالرغم من رحيلها و عدم معرفتي إذا كانت ستعود أم لا لأني لاأزال أنتظرها, و لكن ماذا إذا لم تعود ؟ .. هكذا سأكون قد أضعت حياتي منتظراً شيً لم يعُد لي .. إذاً لماذا لا أبحث عن قطةً أُخري فأنه يوجد الكثير منهم بالشوارع و الطُرقات و المحلات و بكل الأنواع .. و لكن هل سأُحبها كما كنت أحب قطتي ؟ .. هل ستحبني هي ؟ .. و ماذا سيحدث إذا هربت تلك القطة الأخري ؟ .. أُعتقد إني لن أتحمل تلك الجراح الكثيرة في تلك الفترة القصيرة من حياتي .. لا لا لن أبحث عن واحدة أُخري .. سأعييش علي ذكرياتي السابقة مع قطتي و يجب ان أتعايش علي أنها أصبحت ماضي , لازلت أتذكر ذلك اليوم جيداً حينما كُنا نُجهز الغداء معاً و كنا نتراقص مع إيقاع أغنية *ما تفوتنيش أنا وحدي لسيد مكاوي .. وكنا نُدندن ألحان تلك الأغنية معاً كان ذلك اليوم من أسعد الأيام التي مرت علي حياتي الكئيبة المليئة بالأحزان , ما كان علي إلا أن أموت صغيراً قبل ان أكبر و أري تلك المهازل تحدث لحياتي .. أمي التي لم أراها أبداً منذ يوم ولادتي ثم أبي الذي أراه قد يكون بالصدفة عندما يأتي في أجازاةً من عمله .. و كُره جدي لي .. ثم قطتي .. و لكن بعد كل هذا لا أستطيع أن أحمل في قلبي ذرة كُرهً واحدة لأي أحد من هؤلاء ..لأن هذا أنا لم يكن الكُره و الحقد يوماً جزءً من شخصيتي .. لأن الحزن كان صاحب نصيب الأسد داخلي . 
بعد رحيل قطتي بفترة قصيرة لا أتذكر مدتها أتي جدي إلي منزلي .. أتذكر أني في تلك اللحظه وقفت تقريباً ما يفوق الثلاثين ثانية لا أتحدث و أنظر له في عينه من الذهول لا أصدق كيف و لماذا أتي .. فقطع ذهولي بدخوله إلي المنزل دون حتي أن أسمح له بالدخول قائلاً " أستترك جدك واقفاً علي الباب هكذا ؟ " .. دخل و ظل ينظر كثيراً في أرجاء المنزل و كأنه يبحث عن أحد .. ثم جلس و ثم و بدون أي مقدمات " ألن تقوم بعمل الشاي أم ماذا ؟ " .. فما كان علي إلا أن أقوم و أعمل الشاي حتي أعرف ما السبب الذي أتي به اللي هنا ! ... بعد تناوله كوب الشاي الثالث و كل هذا و لم يتحدث فما كان علي إلا أن ابدأ أنا بالحديث فقلت له " ما الذي أتي بك ؟ " .. ثم عم الصمت بعض اللحظات ثم قام بالكلام و قال " ألا يستطيع الجد أن يزور حفيده ؟ و صراحةً دائماً ما أشعر أنك تكرهني ولا تتحدث معي .. فأتيت لأعرف لماذا تفعل ذلك ؟ " ثم صرخت فيه بعد أن شعرت بالصعبية من سؤاله الغبي و قلت " أناااا ؟ أنا لا أكره أحد .. بل انت من يكرهني و أنت من قتلت أمي و أبعدت أبي عني .. أنا أيضاً أن أعرف لماذا تفعل ذلك ؟ " .. رد جدي و قال سريعاً بصوت عالي " أنا لم أفعل لك شيئاً .. " ثم رحل , كانت تلك الفترة القصيرة التي جلست فيها مع جدي للمرة الأولي منذ فترة طويلة .. ولقد أقتصرت علي الأسئلة فقط دون أي إجابات .. أظن أنه قد كُتب لي أن لا أعرف أبداً لماذا يرحل عني كل من أحبهم .. و لكنه قال لي أنه لم يفعل لي شئ .. هل يكذب ؟ هل يتحدث معي بصدق ؟ لماذا أتي .. هل أتي ليشرب الشاي فقط ؟ .. , لم تخل رأسي من الأسئلة من بعد رحيل جدي .. ولكني قلت لنفسي في النهاية حتي لا أتعب نفسي فأن ما بداخلي يكفي .. حتي إذا كان يكذب أو يتكلم بصدق لم أعد أهتم و أصبحت لا أريد ان اعرف كيف ماتت امي أو لماذا رحل أبي منذ كنت صغيراً .. فأنا علي الأقل لا أكن لجدي بأي كُره .. فأنا أُحب الجميع حتي و أن كان الجميع يكرهني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف