حينما شعرتُ بدفءٍ مجنون من تلك المرأة الشّبح
عطا الله شاهين
أذكرُ ذات حلْمٍ بأنني كنتُ أقفُ على أرضٍ متجمّدة، ورأيتُ الشّفقَ، وجنونه وألوانه السّاحرة، وفجأة رأيتُ امرأةً بشعرِها الأزرق الطّويل المنسدل على ظهرها، فدنوتُ منها، وحين نظرتُ صوبها، ارتعبتُ منها، رغم أنها امرأة ساحرة الجمَال.. كانت ترتدي رداء طويلا بنفسجي اللون، لكنها ظلّت صامتة، فتمالكت نفسي وجمّعت قواي، وتجرأت أكثر، وسألتها أأنتِ من هنا؟ فردّتْ: كلا، أنا من سماءٍ بعيدةٍ لكنني تهتُ في العتمة، وجذبني سحر الشّفق وأتيتُ إلى هنا لرؤية ألوان السّماء، فمن ألوانها أهدأ، فقلتُ لها: أتدرين أين أنتِ الآن، أنتِ في شمالِ القطب الشّمالي، وأنتِ تقفين على ثلجٍ يغطّي أرضاً متجمّدة وتشتاقُ للشّمسِ، مع أنّكِ لا تشعرين بالبرْدِ مثلي، فردّت عليّ بصوتٍ ناعمٍ يختلف عن صوتِ نسائِنا هنا، وقالت: لاحظتُ بأنّكَ ترتجفُ، أتريد ردائي كي تتدفأ قليلا، فقلتُ لها كلا، سأستمدّ الدّفء من عينيكِ الزرقاوين، فهما يعكسان ضوء الشفق الأحمر كلّما اقتربتُ منكِ أكثر، وأشعر بدفء غير عادي، رغم برودة الجوّ هنا، وفجأة استأذنت منّي وقالت: سأطير إلى سمائي.. فهناك أشعر بهدوء أكثر، رغم أن الحديث معك كان ممتعا، وأكثر شيء ما أحببته فيك عناقكَ المرتجف، فأنتَ كنتَ ترتجفُ تَحْتَ ردائي البنفسجي، لكنني دفّأتك بكلماتي، وحين صحوتُ من حُلْمِي علمتُ بأنّها امرأةٌ مختلفة، لأنها كانت شبحا لم أحس بطراوة بدنها، كنتُ أمسك الفراغ، لكنني بقيت أتذكّر دفئَها المجنون..
عطا الله شاهين
أذكرُ ذات حلْمٍ بأنني كنتُ أقفُ على أرضٍ متجمّدة، ورأيتُ الشّفقَ، وجنونه وألوانه السّاحرة، وفجأة رأيتُ امرأةً بشعرِها الأزرق الطّويل المنسدل على ظهرها، فدنوتُ منها، وحين نظرتُ صوبها، ارتعبتُ منها، رغم أنها امرأة ساحرة الجمَال.. كانت ترتدي رداء طويلا بنفسجي اللون، لكنها ظلّت صامتة، فتمالكت نفسي وجمّعت قواي، وتجرأت أكثر، وسألتها أأنتِ من هنا؟ فردّتْ: كلا، أنا من سماءٍ بعيدةٍ لكنني تهتُ في العتمة، وجذبني سحر الشّفق وأتيتُ إلى هنا لرؤية ألوان السّماء، فمن ألوانها أهدأ، فقلتُ لها: أتدرين أين أنتِ الآن، أنتِ في شمالِ القطب الشّمالي، وأنتِ تقفين على ثلجٍ يغطّي أرضاً متجمّدة وتشتاقُ للشّمسِ، مع أنّكِ لا تشعرين بالبرْدِ مثلي، فردّت عليّ بصوتٍ ناعمٍ يختلف عن صوتِ نسائِنا هنا، وقالت: لاحظتُ بأنّكَ ترتجفُ، أتريد ردائي كي تتدفأ قليلا، فقلتُ لها كلا، سأستمدّ الدّفء من عينيكِ الزرقاوين، فهما يعكسان ضوء الشفق الأحمر كلّما اقتربتُ منكِ أكثر، وأشعر بدفء غير عادي، رغم برودة الجوّ هنا، وفجأة استأذنت منّي وقالت: سأطير إلى سمائي.. فهناك أشعر بهدوء أكثر، رغم أن الحديث معك كان ممتعا، وأكثر شيء ما أحببته فيك عناقكَ المرتجف، فأنتَ كنتَ ترتجفُ تَحْتَ ردائي البنفسجي، لكنني دفّأتك بكلماتي، وحين صحوتُ من حُلْمِي علمتُ بأنّها امرأةٌ مختلفة، لأنها كانت شبحا لم أحس بطراوة بدنها، كنتُ أمسك الفراغ، لكنني بقيت أتذكّر دفئَها المجنون..