الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكاتب الكويتي أحمد الزمام: حداثة الفهم وانبعاث الكلمة نضج يُنطق الحكمة

الكاتب الكويتي أحمد الزمام: حداثة الفهم وانبعاث الكلمة نضج يُنطق الحكمة
تاريخ النشر : 2018-06-09
حاورته بشرى بن فاطمة

الكاتب الكويتي أحمد الزمام
حداثة الفهم وانبعاث الكلمة نضج يُنطق الحكمة

* إن المثقف بمفهومه السلوكي هو في النهاية إنسان وليس بقالب من المعلومات ولا يحتاج إلى تصنيف
* الاكتفاء بالمعرفة جهل محض
* الواقع هو الذي يتحكم في نسبة التفاؤل


تستفزك رؤاه وعناوين كتبه وطريقة تفسيره الهادئة لغة وأسلوبا فتحملك طوعا إلى عوالمه الرصينة التي تجيد تصفيف الكلمات وبناء نقد واع بفراغات الخلل الثقافي الذي اكتسح العقل العربي ونمّا كسله المعرفي والفهمي وأوقف جوانب التجريب في محلاتها الفكرية.
فمن "فيوردورا" المجموعة الشعرية إلى "ما أنا بقارئ" ثم "وما صاحبكم بمجنون" قدّم الكاتب الكويتي أحمد الزمام تصوراته المبنية على البحث والتساؤلات واستفسارات استمالته فراوغها وأنطقها وأخضعها للمنطق العقلي لينفي صفة الجنون والجهل بمجازاتها التي تدعو للحكمة.
 

زيارته الأخيرة إلى تونس في إطار المهرجان الثقافي السنوي الذي تنظمه جمعية "سنا سفيطلة" تراثنا هويتنا مكنتنا من التعرف على هذا الكاتب الحكيم الباحث بعمق صمته المستفسر وهو يراوغ المفاهيم والصور والتساؤلات ليقدمها أفكارا تخدم السرد والشعر والتعبير هو كاتب وشاعر عرف بنشاطه البحثي والفكري والثقافي نشر عدة مقالات محليا وعربيا وهو عضو رابطة الأدباء الكويتيين والأدباء العرب وعضو رابطة المؤرخين العرب.
للاقتراب أكثر من كتاباته وتصوراته البحثية الغارقة في العمق النفسي والاجتماعي والواقعي كان حديثنا معه: 

* أين يصنف أحمد الزمام نفسه في الساحة الثقافية الكاتب الشاعر أو الناقد وبرأيك هل يحتاج المثقف إلى تصنيف؟
التصنيف يضعنا في دائرة واحدة، تقيّدنا عن عالم الإبداع، إذ نجد أنفسنا عاجزين عن خوض تجارب حقيقية في هذا العالم الكبير جداً. التصنيف في الحقيقة أراه نظرة الآخر إلينا وحكمه علينا قبل أن نصنّف أنفسنا في عالم الإبداع، لذلك تأتي مرحلة التصنيف من الخارج قبل أن تأتي من الداخل، ونتقيّد بذلك التصنيف حتى تخمل ملكاتنا التي لم نكتشفها بعد ولم نمارسها ونعطها حقها للظهور. وأرى كذلك هناك خلط واضح بين الهوية والتصنيف، لأكتفي بالقول "أنا إنسان"، ولست بإنسان كاتب أو شاعر أو ناقد، إنسان له الحق في ممارسة ما يرى ذاته قادرة على إثبات وجودها وإظهار إبداعها وإن تنوعت. ونستشهد بالعلماء القدامى، قبل المنظومات التعليمية التي تحصرنا على تخصص معيّن، مثل ذلك / العالم جلال الدين السيوطي، كتب في التاريخ، والحديث، والفقه، والتفسير، واللغة، وعلوم القرآن، والأدب، والطب، والحساب، والجنس كذلك .. هذا هو الإنسان الذي يجهل مفهوم التصنيف والحصر. وفي النهاية، أترك التصنيف للآخرين، وأكتفي بأن أخوض تجارب كثيرة في جميع المجالات حباً في العلم والمعرفة والإبداع والتجديد، وإن كان للتصنيف تلك الأهمية الكبيرة في مجتمعاتنا، لك أن تضيفي الفنان والسياسي والرياضي والمفكر ومع ضخامة التصنيف الفيلسوف كذلك، أما أين أجد نفسي في كل هذا أبدع كثيراً فإني بعد لم أضع في مقارنة واضحة، وأترك التصنيف للمتلقي فهو أحق بذلك مني. أصنف نفسي أحمد الزمام. وهذا ما يجعلني أقول إن المثقف بمفهومه السلوكي هو في النهاية إنسان وليس بقالب من المعلومات، ولا يحتاج إلى تصنيف، بهذا الرأي ستتعارض معنا جميع المفاهيم المتناولة والممارسة في المجتمعات الحالية، بسبب أن المثقف وتصنيفه أصبح في يد تلك المجتمعات وليس العكس كما كان في السابق.

*بين الشعر والتاريخ تقع الروح على هدايا الإلاه والإنسانية كيف أثرت عليك وكيف وجهتك القصيدة؟

يبدو أن قراءتك كانت عميقة، وأرجو أن لا أفشل في مجاراة هذا العمق، وأناولك الإجابة على قدر ما طلبت. إننا لا نوجه القصائد ولا توجهنا، هو السر الذي لا يمكننا أن نصب تخميناتنا لفكه، ذاك السر الذي يجعلنا نجوب السماوات بخيالاتنا ونحلّق عالياً، كيف يحصل ذلك؟! وأين نحن ذاهبون؟! لا أدري. هذه الإجابة كفيلة بترك التأثير فيّ وتوجيهي، فقط للاستمرار.


*الشعر الحديث والنصوص المفتوحة هل تراها تحررا من قيد البيت والنظم نحو تجريد الصورة وتعميق المشهد وتحفيز التأويل الخيالي رمزيا للمتلقي؟

الشعر الحديث والنصوص المفتوحة والنظم والبيت والتقليدية، في صراع دائم، سببه ذائقة المتلقي قبل أن تكون الموهبة. البعض يبحث عن التحرر وعدم التقيّد في نظام وقانون محدد ليسير عليه. هناك صور كثيرة تقتحم مخيلتنا ومفاهيمنا علينا أن نعرف كيف نتعامل معها بحرية، علينا أن نتقبل جميع المشاهد بموضوعية، دون أن نقحم ذائقتنا وميولنا فيها، الشعر الحديث والنصوص المفتوحة تعطي للمتلقي الحرية المطلقة للتأويل وتكوين المشهد واتساع الأفق. وأنا أراها كذلك.


*تعبيرك وبحثك يوغل في هموم المجتمع والوعي والواقع الاجتماعي ومفاهيم التحول الفكري العربي والإسلامي واشكاليات الجهل والتراجع برأيك هل الاكتساب المعرفي والمعلوماتي والقراءة يكفي للتخلص من الجهل الطاغي؟

المفاهيم الخاطئة المتوارثة من قبل الأفراد بقالب معرفي وتجديد فكري أحدثت العبث والعشوائية وأنتجت الجهل المركب. لم يكن الاكتساب المعرفي والمعلوماتي فقط هو الخلاص من الجهل، بل يزيد منه لصبح جهلاً مركباً ظناً منا أنه ارتقاء ورقي، وأسباب ذلك كثيرة، أهمها: عدم التمحيص والتدقيق للمعلومات والمعارف وضبطها، والتحقق من صحتها. كذلك عدم تطبيق المعرفة، بمعنى عدم تحويل المعرفة إلى سلوك وممارسة، فالاكتفاء بالمعرفة جهل محض. وأرى مبدئياً دون الخوض في تفاصيل الرؤية أن المجتمعات تنقسم إلى قسمين، قسم الجسد وقسم العقل، منها من يعمل بجسده ومنها من يعمل بعقله، لذلك نرى العمليات العقلية في أعلى مستويات الخمول في المجتمعات العربية، التجديد الفكري ليس بجسد أو عقل تناقلي، هناك خطوات مهمشة لم تقم بها بعد المجتمعات العربية، وهذا ما يجعلنا أن نضعها في دائرة الجهل وما يترجمه واقعها ومع صحيح المقارنة بالمجتمعات الأخرى، لنخرج بنتيجة واحدة وهي التخلف والتدني فيه كذلك. ليست نظرة سوداوية، وإنما الواقع يتحدث عن نفسه بصراحة تامة.

*القراءة كمصطلح نظريا وتطبيقيا ركزت عليها في كتابك "ما أنا بقارئ" كيف تفسرها وكيف توجهها للتأثير في كل ما تكتب وتبحث وتقدم للقارئ؟

قمت بتفسير القراءة تفسيراً واضحاً في كتاب ما أنا بقارئ، محاولاً تقديم رؤية شمولية بطريقة سلسة تصل لجميع القرّاء. وباختصار شديد حتى لا أقع في تكرار ما ذكرت في الكتاب، أجد أن القراءة لا تقف عند قراءة الحروف والكلمات وتناقلها وأتيت بالدلائل حول ذلك محاولاً إثبات الرؤية. وأجدها أكثر اتساعاً من المتناول والممارس اليوم. إنها عملية عقلية يقوم بها الإنسان تنتج لنا الواقع.
 

*قلت في كتابك "وما صاحبكم بمجنون" إن قضايا المساواة بين الرجل والمرأة تتطلب الوضوح لمن يطالب بها لو توضحها من منطلقك البحثي؟
وباختصار شديد أيضاً حول قضية المساواة بين الرجل والمرأة، دائماً ما أقول إن المفاهيم مغلوطة على تناقلها وتطبيقها جعلت الفكر الإنساني معطل تماماً عن التجديد والتحرر من القيود المفروضة على الفرد من مجتمعه وتلك القيود التي يفرضها على نفسه أيضاً. إن قضايا المساواة بين الرجل والمرأة لم تتضح بعد، حيث وجدت كل ما يُطالب به من باب المساواة لا يحمل مفهوم مساواة بل يحمل مفهوم العدل. للمرأة الحق مثلها كمثل الرجل والعكس كذلك. وعندما نتحدث عن الحقوق لا يعني أن للجنس دخل في إعطائها بل في أحقية الفرد لأخذها من عدمه سواء كان رجلاً أم امرأة.
وأرى أن تناقل واستيراد ثقافة مغايرة عن ثقافة المجتمع تساهم بشكل كبير في تولد الصراع والتشويه في المفاهيم، حيث لكل مجتمع بالضرورة أن يكون له استقلاليته. كما للفرد استقلاليته كذلك، بعيداً عن الخروج عن الطبيعة الإنسانية التي خُلق عليها.
 

*الانسان العربي بن الحضور والتهميش بين الواقع وسرمدية البقاء والفناء وصراع الواقع هل يدفعك للتفاؤل بالتغيير والتنويع والطرح وبرأيك كيف يتحقق التغيير وأي دور للاعلام في ذلك؟

التفاؤل يبقى ما دام هناك نماذج حية في واقعنا نراها تسعى جاهدة بصدق للتغيير والإصلاح، ولكن في النهاية الواقع هو الذي يتحكم في نسبة التفاؤل تلك. والحل دائماً نعرفه ولكن نتجاهله وهذا برأيي، وهو تولي المثقفين والمفكرين السلطة السياسية والقضائية والإعلامية ويكون التولي بعيداً عن العنصرية والتطرف والفئوية والقبلية. وإن كان الحل مجرد حديث فقط، فهو يحمل صبغته التفاؤلية.


*برأيك التواصل الثقافي العربي في الملتقيات والمهرجانات الثقافية ما يمكنه أن يقدم من إضافة للمثقف وكيف يطوّره وهل برأيك التواصل يمكن أن يعري الذات على الآخر ويدمج تناقضاتها المتشابهة؟

أرى التواصل الثقافي العربي في الملتقيات والمهرجانات الثقافية تضيف للمثقف الكثير من المعرفة والقيم، وأراها وسيلة قوية، ولكن بشرط أن يلتزم هذا التواصل بقيمته للوصول إلى الهدف، دون الاكتراث بالمظاهر أو المصالح الشخصية بشكل رئيسي، بمعنى أن لا يكون هذا التواصل حجة لتحقيق غايات مبطنة أو غير ظاهرة وتسخير الإعلام لذلك، ومن الممكن أن نكشف الستار عن كل ما يمكن كشفه من مزايا وعيوب ومكامن غير ظاهرة للبعيد وعدم التمسك أو التشدق بالمثاليات حتى يتم التواصل بأنقى صوره دون عرقلة وتتحقق الأهداف التي أراها قيمة ومهمة في عصرنا الحالي.


*زيارتك الأخيرة ومشاركتك الثقافية في تونس لو تحدثنا عنها وعنما قدمته لك كإضافة ثقافية وماذا حملت من انطباعات؟
في الحقيقة كانت أمنية قديمة أن أزور تونس، لما أسمع وأقرأ عنها وما كان يصلني من معلومات عن المجتمع التونسي، هذا المجتمع الثقافي الأصيل، والذي يزيد من فضولي لأرى واقعه كيف هو. ولحسن الحظ تمت دعوتي لهذا البلد الجميل والذي أضاف لي الكثير. حقيقة رأيت التنوع الفكري والاتجاهات في دائرة واحدة تتعايش دون صراع، رأيت أساليب الحياة المتنوعة والبساطة وعدم التكلف، أستطيع أن أقول كانت بوابة ضخمة رأيت خلفها حياة تحمل معان مختلفة جداً عما نفهمه، لازال طريق الشغف بالمعرفة التونسية متوهجاً. أعد نفسي أن أُعاود الزيارة لمدة طويلة وأكتب لنفسي رحلة لن تنسى في هذه الحياة. بلا محاباة بلد جميل صنعه شعب أصيل بحق.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف