الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الدراما التلفزيونية، وانعكاس مشاهدتها على أبنائنا

تاريخ النشر : 2018-05-26
الدراما التلفزيونية، وانعكاس مشاهدتها على أبنائنا
الدراما التلفزيونية، وانعكاس مشاهدتها على أبنائنا
 بقلم جميلة شحادة

ليس خفيا على أحد، أن الدراما التلفزيونية، ترتكز على محاكاة واقع أفراد المجتمع في الحاضر أو في الماضي؛ فهي تعيد صياغة هذا الواقع بصورة فنية وإطار جذاب، وبذلك تدغدغ مشاعر المشاهد، وتؤثر فيه سلبا أو إيجابا. ولو رجع بنا الزمن الى سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، لرأينا لمة أفراد العائلة العربية في المساء، وتسمّرهم أمام قنال تلفزيوني واحد، ليشاهدوا معا، وبالذات في شهر رمضان الفضيل، ذات المسلسل؛  فيكون هذا المسلسل في اليوم التالي، محور حديث الأفراد، في البيت، وفي المدرسة، وفي الشارع، وفي أماكن العمل. أما اليوم، ومع كثرة القنوات الفضائية وظهور الحواسيب اللوحية، وغزارة الإنتاج الدرامي؛  فقد اختلف المشهد، وتبدل بمشهد أقل جمالا، وأكثر تعقيدا، وأغنى بالأثر السلبي على الأسرة والمجتمع.
فلو تحدثنا عن شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة، والتواد، والتحاب، والإنسانية، وتطهير النفس؛  فلا بد لنا أن نقول جازمين، بأنه تحولَ  في السنوات العشر الأخيرة، إلى سوق رائجة للدراما، يتبارى فيه المنتجون وكتاب السيناريو، كلَّ عام، في تقديم أفضل ما لديهم، وتسعى القنوات الفضائية إلى تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، بغض النظر عن مضمون هذا العمل أو ذاك، وما يحمل من رسالة ومضمون وهدف ثقافي أو تربوي.
ومن متابعتنا لبعض الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تُعرض في شهر رمضان، نلاحظ  أن معظمها يحمل مضامين غير تربوية وغير ثقافية؛ فمنها الغني بمشاهدَ عنفٍ مرَكَّزة وطويلة، مثل: مسلسل الجماعة، ومسلسل غرابيب سود (اللذين عُرضا في رمضان الماضي)، ومسلسل الهيبة وغيره؛ وكأن مجتمعنا يفتقر لإطلاق النار، والقتل والنهب، وسيلان الدماء، وتعنيف النساء، وظلم القوي للضعيف وغير ذلك. أيضا، منها ما يتضمن ألفاظا وتعابير سوقية، ومشاهد إباحية، وتشويها للقيم الإجتماعية والدينية، وهذا يعود لاعتقاد منتجي هذه الدراما، بأن جزءاً من عقلية الفن المبدع، هو تحطيم التابوهات الثلاثة: الجنس، والدين، والسياسة. زد على ذلك، هناك المسلسلات التاريخية التي تزوِّر في الوقائع، حيث لا تاريخ مدروس، ولا دقة في المعلومات.
مثل هذه النوعية من الدراما الهابطة، لا بد وأن تترك أثرا سلبيا على كل المتلقين والمشاهدين لها، غير أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثرا بها؛ فالأطفال والمراهقون، يتماهون عادة مع أبطال الدراما، ويعتبرونهم قدوة ومثلا أعلى لهم؛ ومن هنا، تنبع الخطورة. فكيف إذن، يتوجب على الأهل أن يتعاملوا مع أبنائهم، الصغار والمراهقين، ليجنبوهم التأثير السلبي، لهذه الدراما الهابطة؟
من يعتقد، كما المنتجين للدراما، بأن كتابة (+16) أو (+12) داخل دائرة  ووضعها في زاوية المسلسل، أو كتابة الجملة التالية: "هذا المصنف لِ (+12) " قبل بدء المسلسل، كافٍ لكي لا يشاهده مَن هم مِن هذه الفئة العمرية، فهو مخطئ، ومن يعتقد أن منع الصغار والمراهقين من مشاهدة هذه الدراما، هو الحل؛ فهو مخطئ أيضا؛ فوضع التحذير ليس له قيمة في يومنا هذا، ومنع أبنائنا من مشاهدة هذه النوعية من الدراما غير مجدٍ، في الوقت الذي أصبح كل منهم، يحمل تلفازه بكف يده، ويطلع على كل ما يبث من خلاله، في ساعة يريد.
في واقعٍ كهذا، يتوجب على الأهل عدم ترك أبنائهم لمشاهدة المسلسلات لوحدهم، بل عليهم الجلوس معهم، والقيام بمشاهدتها سوية، إذا كان لا بدّ من مشاهدتها؛ ثم إدارة حوار ونقاش بين الأهل والأبناء حول هذه الأعمال الفنية، ونقدها، وتوجيه الأبناء للحقائق بطريقة غير مباشرة، حتى لا ينفرون منهم.
أما لمنتجي وكتّاب السيناريو لمثل هذه النوعية من الدراما الهابطة فنقول: إرحمونا وارحموا أبناءنا.
*******************************
بقلم، جميلة شحادة
25.5.2018
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف