الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جرمق مهند الأخرس والشعب بقلم: بكر أبوبكر

تاريخ النشر : 2018-05-24
جرمق مهند الأخرس والشعب بقلم: بكر أبوبكر
جرمق مهند الأخرس والشعب
بكر أبوبكر
(1)
قرات 00 1صفحة حتى الان من رواية الجرمق الآسرة، ولا انكر اعجابي بالاسلوب الجزل لمهند واعجابي بسلاسة الانتقال بين المواضيع ورقة الشعور واصالته حين الحديث عن الوطن.
 وحيث نسمع تزاحم الافكار بل وتصارعها، فكل منها يطل برأسه متجاوزا رغبة الاخرى على الظهور، والسيطرة في حبكة قصصية رائقة.
 مهند الأخرس اذ يبدأ حياته الادبية بالرواية فهو بظني يبدأ من أصعب الفنون او الآداب التي لم استطع ان افك رموزها حتى الآن، رغم مجموعاتي القصصية الاربعة، فهنيئا لمهند اقتحامه الوعر منذ البداية
أما الجانب الآخر فهو المتعلق بالرواية التوراتية التي صيغت بالرواية ضمن مصطلحات متماثلة رغم انها متباينة كليا: مثل: اسرائيل والعبرانيين واليهود ويعقوب وابراهيم ويوشع واريحا وسليمان الخ،فلا صلة بينها ولا اقتران مطلقا كما لاصلة لها بنا في فلسطين جغرافيا ومساحة تاريخ وحقيقة مرويات الخ.
فرحت لمهند رغم أنه آلمني كثيرا بتكراره مصطلح "الشعب"! "اليهودي" واحيانا العبراني! رغم انه لا شعب مطلقا لديانة، والديانة غير القبيلة والقبيلة ليست شعبا او قومية او عرقا الخ مما ازعجني رغم المسار التوضيحي للحق الفلسطيني
ولكن من جانب التعامل مع الاسطورة والتاريخ والجغرافيا كحقل استند مهند فقط للمسار التوراتي الخرافي، ما يلقي عليه عبء التزود بالكتب الحديثة للبحاثة والآثاريين وأشهرهم في العرب فاضل الربيعي واحمد الدبش وفرج الله صالح ديب وكمال الصليبي، وحتى الاسرائيليين امثال زئيف هرتزوغ وشلومو ساند، لعله يسير على درب التصحيح الذي شملنا برحمته
حتى الآن في ال100 صفحة الاولى العظيمة لا اجد الا ان اقبل جبين حبيبنا مهند الذي نقلنا مع نورسه بين السهوب والوديان وأعين القمر ودمعات البحر فجعلنا نغني ونحن نذرف الدمع السخي الف تحية ومحبة وسأكمل القراءة.

(2)
في المئتين الثانية من رواية الجرمق يسترسل مهند الاخرس فلا يترك الا خيار الانصياع للابعاد الستة التي جعلها الاتجاهات الاربعة مع الارض والسماء.
     وهو إذ يبدأ الدخول الى حقل على ابوطوق بطل الجرمق في الصفحة ٢١٣ فانه بذلك يمهد له من فلسطين طويلا ولا اظنه بذلك ينسى ان الجرمق دلالة لا تخطئها العين عن فلسطين حيث القمة بالنضال والجغرافيا والتاريخ.
 واذ يتوسع مهند بالجغرافيا والتاريخ والتراث فيتردد ذكر ظاهر العمر الزيداني رئيس اول دولة فلسطينية فترة الحكم العثماني لاينسى التعريج على الزوايا ودروب ذاكرة المناضلين.
وإن اختلفنا معه هنا عندما يستخدم المصطلح الاوربي "الحروب الصليبية" بينما هي لدينا حروب الفرنجة فلن نفوت له ان المستعمرين لارضنا هم عصابات وليسوا "قطعان" فالقطعان غالبا مسالمة والعصابات مجرمة.
 وإن استمتعنا مع (يا حلالي يا مالي) ومع (ظريف الطول) وسرحان الصقور، فان فلسطين لم يدخلها أي ممن تسميهم التوراة ملوكا ولا من السلسلة التي ينسبوها لهم، وهم اليوم-سكان بلادنا من الديانة اليهودية- ما كانوا "شعبا" ولم تكن قط "أرض" "اسرائيل" وشتان بين قبيلة بني اسرائيل العربية اليمنية البائدة وبين الموجودين اليوم.
 فلا نسب ولا صلة اثنية أو قومية أو قبلية أوعرقية بتاتا، والديانة لا تورث خرافاتها ارثا جغرافيا واستعمارا ابدا.
وأن كانت القبائل العربية الكُنانية "الكنعانية" واليبوسية والفلستية (الفلسطينية) والارامية والفينيقية وقبيلة بني اسرائيل المنقرضة من اصل العرب فهم الى ذلك واي من الاسرائيليين الاواخر غير ذي صلة بالمسجد الاقصى ووهم الهيكل ووهم وجود ملوكهم (نعتبرهم نحن انبياء) كداود وسليمان ويوشع الخ هنا قط.
ان كان مهند يعرض السردية التوراتية المتداولة بعين الناقد والموضوعي رغم عدم اتساقها مع الابحاث الحديثة وعلم الآثار فان عرضها مهم في اطار التأكيد أنه ويكررها "شلومو ساند" لم يوجد عبر التاريخ شيء اسمه "شعب" لديانة على وزن اكذوبة "الشعب اليهودي".
 يمر بنا مهند على آلهة المنطقة ورعاتها من ايل وعناة...الخ ولا ينسى حنبعل وسردية نوح الاسطورية واسم فلسطين وزمن ملوك مصر الذين مازال البعض يسميهم نسبة لفرعون وهو اسم شخص بعينه لا لقب مرورا بتاريخ هيرودوت وصولا للهبّات الفلسطينية والانتفاضات والثورة.
يتألق قلم مهند حين تلامس سطوره شغاف قلب فلسطين محاولا الا ينسى تفصيله مع زملائه الذين شاركوه الرواية
في المئة الاخيرة سيتجلى علي ابوطوق بعد طول تقديم محبب غير ممل سنتحدث فيها
(3)
في المائة الاخيرة من الجرمق مع معين الطاهر وأبوالفتح ومحمد القاروط والطبيب يانو، وصحبهم الآخرين، حيث تتجلى الوحدة الوطنية في الميدان والمستشفى والمقبرة.
 نطوف بين أزقة مخيم شاتيلا الصمود وقلعة الشقيف وبطولات الجرمق أي الكتيبة-السرية الطلابية، وتتجلى عبقرية علي ابوطوق في كل تلك المواقع وخلف المواقع عبر الدوريات والعمليات التي فاجأت العدو بعد العام ١٩٨٢ حين احتل لبنان فكان الاستنزاف الذي لقيه فظيعا بالنسبة له.
 كما كان صمود الشقيف الاسطوري، وعندما يتآمر الشقيق مع العدو على المخيم يقاوم الابطال مهما ضاقت المساحات اذ حينها يكبر الوطن مع حجم الألم ومسيرة الشهداء.
 فلا يستشهد علي ابوطوق بطل مهند الاخرس الا مقتفيا آثار من سبقوه وليلحقه آخرون، فكان سعد جرادات وجواد ابوالشعر وجورج عسل ويعقوب سمور وابوحسن قاسم وحمدي والكيالي و"مملكة الغرباء".
 وكنا نحن نقتفي الكلمات بشغف الارتشاف وارتفاع الهدير وتغلغل الالم، ورائحة الطيّون.
شكرا مهند ان ارتقيت بنا لأعلى السلم، فرأينا من اللوحة ما كنا قد دفناه او هكذا ظننا.
 وشكرا مهند، ولكن اشفق علينا في المرة القادمة.


بكر أبوبكر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف