دائما في النهاية ينتصر العدل والحق بقلم : حماد صبح
أعادت أحداث مسيرة العودة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي ، ودفعت كثيرين في العالم للتنقيب في الجذور التاريخية لها ، وحركت موجات من التعاطف مع المظلمة الفلسطينية الكبرى . وهذه منجزات مهمة قيمة رغم كبر وفداحة تضحية أبناء غزة التي كتب عليها تاريخيا ، ومنذ نكبة 1948 ، أن تكون رأس الحربة لاستبقاء شعلة هذه القضية حية متقدة لا تطفئها عواصف الجهات الأربع مهما قست وعتت ، وهذه العواصف ، طبعا ، عواصف سياسية وحروب دموية ومشكلات اقتصادية ومعيشية طاحنة . ودائما للعدل والحق أهلهما وأنصارهما دون صلة بالعرق والثقافة والمعتقد ، وللظلم والباطل أهلهما وأنصارهما حتى من الأقربين في العرق والثقافة والمعتقد وغيرها من وشائج الانتماء . مسيرة العودة أعادت تجلية وتوكيد هذه الحقيقة . عميرة هاس ، الكاتبة اليسارية في " هآرتس ، وصفت متظاهري المسيرة بالعزل الشجعان ، ووصفت الجنود الإسرائيليين الذين يواجهونهم ويقتلونهم ويجرحونهم ويخنقونهم بالغاز ؛ بالمسلحين الجبناء . ورفض يهود كثر في أميركا نقل سفارة بلادهم إلى القدس ، وطالب برلمانيون بريطانيون حكومتهم بسحب سفيرها من إسرائيل ، وبادرت جنوب أفريقيا وفنزويلا وإيرلندا الجنوبية إلى استدعاء سفرائها ، وكتب بريت ويلكنز محرر الأخبار في صحيفة " ديجيتال جورنال " والمختص بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والحرب والسلام في العالم مقالا في مجلة " كاونتر بنتش " اتخذ له عنوانا مفصحا عن رأيه هو " الذكرى السبعون لقيام إسرائيل : الجانب المظلم " استعرض فيه الجذور التاريخية للمأساة الفلسطينية استعراضا يؤكد عمق معرفته بها ، ودقة تحليله واستخلاصاته ، وأورد ما قاله يوسف فايتز مدير الصندوق القومي اليهودي الخاص بالأراضي قبل إعلان قيام إسرائيل في 15 مايو 1948 : " يجب أن يكون من الواضح بيننا وبين أنفسنا أنه لا يوجد مكان لكلا الشعبين في هذا البلد ، وليس هناك سبيل آخر سوى نقل العرب من هنا إلى الدول العربية المجاورة . يجب ألا نترك قرية واحدة أو قبيلة واحدة " ، واستهدف بريت من إيراد ذلك القول إبانة أن طرد الفلسطينيين من وطنهم كان نية صهيونية ، نافيا ما حاولت إسرائيل إشاعته تضليلا وكذبا بعد قيامها من أن الفلسطينيين تركوا مدنهم وقراهم استجابة لتوجيهات القوات العربية التي تدخلت لمنع قيام إسرائيل ، ويورد بريت ما اقر به ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل من أن " أناسا يقاتلون ضد اغتصاب أرضهم لن يتعبوا بسهولة " ، وبعد عدوان 1967 ، واحتلال الضفة وغزة ، قال موشيه ديان وزير دفاع إسرائيل حينئذ إن المشكلة ليست الضفة وغزة ، المشكلة أن الفلسطينيين يتطلعون إلى حيفا ويافا . وفي مجلة " 972 + " جاء في ختام مقال للكاتب الإسرائيلي إيدو كونراد بعنوان " اللاجئون الفلسطينيون مصممون على العودة " : " لم يعد اللاجئون الفلسطينيون ينتظرون القادة ليقرروا مصيرهم . إنهم يستعيدون بنشاط مكانهم المستحق على الطاولة " . نعم ، للعدل والحق أهلهما وأنصارهما من البعيدين الغرباء ، وأحيانا من الأعداء ، وللظلم والباطل أهلهما وأنصارهما حتى من الأقربين الأدنين ، وعرت أحداث المسيرة بعض أهل الظلم والباطل وأنصارهما بين العرب . كاتب كويتي مشهور بعداوته للفلسطينيين اسمه عبدالله الهذلق حث إسرائيل على " سحق الغزيين بكل قوة " نافثا شحنة حقد وكره مرضية للفلسطينيين ، وسمعنا دعوات في بلاد الحرمين بالنصر لإسرائيل ، وجاهر الكاتب تركي الحمد بأنه " متصهين من أجل بلاده " ، ونعي وعيا يقينيا خالصا راسخا أن شعب بلاد الحرمين ينكر هذه الأصوات القبيحة الشاذة المناقضة كليا لعقيدته الإسلامية ولأصالته العربية . ولأن من يقف مع العدل والحق يقف معه الله _ سبحانه _ ، ومن يقف مع الظلم والباطل يعارض مشيئة الله _ سبحانه _ فالاستخلاص المنطقي أن الفريق الأول هو المنتصر حتما ، والفريق الثاني هو المنهزم حتما ، وليتذكر أنصار الظلم والباطل الإسرائيليين ( بالتثنية ) من العرب ما حدث للمغول وللصليبيين . كان للطرفين أنصار من العرب والمسلمين وقفوا في صفهم خروجا على أمتهم ودينهم ، فقاتلوا معهم ، وقدموا الأموال والمجوهرات والطاعات استرضاء لهم ، وتنافسوا في نيل الحظوة عندهم مثل ما يفعله بعض العرب اليوم مع أميركا وإسرائيل ، وماذا كانت الخاتمة ؟! هزم المغول وأسلموا ، واندحر الصليبيون أذلاء خائبين ، والقلة التي بقيت منهم أسلم بعضها ، وتعربت كلها . ومن الإسرائيليين من يحذر من الاغترار بالتقارب مع العرب الخارجين عن هوية وثقافة وتوجهات أمتهم الأصيلة ، ويذكرونهم بمصير العرب والمسلمين الذين آزروا الصليبيين على أمتهم . هذه المنطقة دائما تلفظ الغزاة ومن يواليهم من أهلها .
أعادت أحداث مسيرة العودة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي ، ودفعت كثيرين في العالم للتنقيب في الجذور التاريخية لها ، وحركت موجات من التعاطف مع المظلمة الفلسطينية الكبرى . وهذه منجزات مهمة قيمة رغم كبر وفداحة تضحية أبناء غزة التي كتب عليها تاريخيا ، ومنذ نكبة 1948 ، أن تكون رأس الحربة لاستبقاء شعلة هذه القضية حية متقدة لا تطفئها عواصف الجهات الأربع مهما قست وعتت ، وهذه العواصف ، طبعا ، عواصف سياسية وحروب دموية ومشكلات اقتصادية ومعيشية طاحنة . ودائما للعدل والحق أهلهما وأنصارهما دون صلة بالعرق والثقافة والمعتقد ، وللظلم والباطل أهلهما وأنصارهما حتى من الأقربين في العرق والثقافة والمعتقد وغيرها من وشائج الانتماء . مسيرة العودة أعادت تجلية وتوكيد هذه الحقيقة . عميرة هاس ، الكاتبة اليسارية في " هآرتس ، وصفت متظاهري المسيرة بالعزل الشجعان ، ووصفت الجنود الإسرائيليين الذين يواجهونهم ويقتلونهم ويجرحونهم ويخنقونهم بالغاز ؛ بالمسلحين الجبناء . ورفض يهود كثر في أميركا نقل سفارة بلادهم إلى القدس ، وطالب برلمانيون بريطانيون حكومتهم بسحب سفيرها من إسرائيل ، وبادرت جنوب أفريقيا وفنزويلا وإيرلندا الجنوبية إلى استدعاء سفرائها ، وكتب بريت ويلكنز محرر الأخبار في صحيفة " ديجيتال جورنال " والمختص بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والحرب والسلام في العالم مقالا في مجلة " كاونتر بنتش " اتخذ له عنوانا مفصحا عن رأيه هو " الذكرى السبعون لقيام إسرائيل : الجانب المظلم " استعرض فيه الجذور التاريخية للمأساة الفلسطينية استعراضا يؤكد عمق معرفته بها ، ودقة تحليله واستخلاصاته ، وأورد ما قاله يوسف فايتز مدير الصندوق القومي اليهودي الخاص بالأراضي قبل إعلان قيام إسرائيل في 15 مايو 1948 : " يجب أن يكون من الواضح بيننا وبين أنفسنا أنه لا يوجد مكان لكلا الشعبين في هذا البلد ، وليس هناك سبيل آخر سوى نقل العرب من هنا إلى الدول العربية المجاورة . يجب ألا نترك قرية واحدة أو قبيلة واحدة " ، واستهدف بريت من إيراد ذلك القول إبانة أن طرد الفلسطينيين من وطنهم كان نية صهيونية ، نافيا ما حاولت إسرائيل إشاعته تضليلا وكذبا بعد قيامها من أن الفلسطينيين تركوا مدنهم وقراهم استجابة لتوجيهات القوات العربية التي تدخلت لمنع قيام إسرائيل ، ويورد بريت ما اقر به ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل من أن " أناسا يقاتلون ضد اغتصاب أرضهم لن يتعبوا بسهولة " ، وبعد عدوان 1967 ، واحتلال الضفة وغزة ، قال موشيه ديان وزير دفاع إسرائيل حينئذ إن المشكلة ليست الضفة وغزة ، المشكلة أن الفلسطينيين يتطلعون إلى حيفا ويافا . وفي مجلة " 972 + " جاء في ختام مقال للكاتب الإسرائيلي إيدو كونراد بعنوان " اللاجئون الفلسطينيون مصممون على العودة " : " لم يعد اللاجئون الفلسطينيون ينتظرون القادة ليقرروا مصيرهم . إنهم يستعيدون بنشاط مكانهم المستحق على الطاولة " . نعم ، للعدل والحق أهلهما وأنصارهما من البعيدين الغرباء ، وأحيانا من الأعداء ، وللظلم والباطل أهلهما وأنصارهما حتى من الأقربين الأدنين ، وعرت أحداث المسيرة بعض أهل الظلم والباطل وأنصارهما بين العرب . كاتب كويتي مشهور بعداوته للفلسطينيين اسمه عبدالله الهذلق حث إسرائيل على " سحق الغزيين بكل قوة " نافثا شحنة حقد وكره مرضية للفلسطينيين ، وسمعنا دعوات في بلاد الحرمين بالنصر لإسرائيل ، وجاهر الكاتب تركي الحمد بأنه " متصهين من أجل بلاده " ، ونعي وعيا يقينيا خالصا راسخا أن شعب بلاد الحرمين ينكر هذه الأصوات القبيحة الشاذة المناقضة كليا لعقيدته الإسلامية ولأصالته العربية . ولأن من يقف مع العدل والحق يقف معه الله _ سبحانه _ ، ومن يقف مع الظلم والباطل يعارض مشيئة الله _ سبحانه _ فالاستخلاص المنطقي أن الفريق الأول هو المنتصر حتما ، والفريق الثاني هو المنهزم حتما ، وليتذكر أنصار الظلم والباطل الإسرائيليين ( بالتثنية ) من العرب ما حدث للمغول وللصليبيين . كان للطرفين أنصار من العرب والمسلمين وقفوا في صفهم خروجا على أمتهم ودينهم ، فقاتلوا معهم ، وقدموا الأموال والمجوهرات والطاعات استرضاء لهم ، وتنافسوا في نيل الحظوة عندهم مثل ما يفعله بعض العرب اليوم مع أميركا وإسرائيل ، وماذا كانت الخاتمة ؟! هزم المغول وأسلموا ، واندحر الصليبيون أذلاء خائبين ، والقلة التي بقيت منهم أسلم بعضها ، وتعربت كلها . ومن الإسرائيليين من يحذر من الاغترار بالتقارب مع العرب الخارجين عن هوية وثقافة وتوجهات أمتهم الأصيلة ، ويذكرونهم بمصير العرب والمسلمين الذين آزروا الصليبيين على أمتهم . هذه المنطقة دائما تلفظ الغزاة ومن يواليهم من أهلها .