الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من قلب البركان بقلم: آسية عبدالرزاق اليحيى

تاريخ النشر : 2018-05-23
من قلب البركان : هل يمكن للحروف ان تصور المعاناه مهما كان كاتبها اديبا او شاعرا هل يمكن لذراة الحبر ان تجفف كل تلك الدموع وان تطفاة نيران الحرقة الملتهبه في القلوب اني لاظن الحروف أعجز من ان تبوح الا بالقليل إنها تصور
بالأبيض والأسود في حين الحقيقة ملونة بألوان الطيف اليوم استعارت قلمي صديقتي ام بيسان ومن واجبي ان أعرفكم بها . عينان دافئتان ويدان لينتان تخرجان كل يوم الى الوجود اطفال كثر انها قابلة رائعة ثغر مبتسم في احلك الظروف ام بمعنى الأمومة عاطفة ممتزجة باحاسيس الرحمة والعناية الأمل والحب التي تحول كل الصحارى الى حدائق غناء تفوح منها عطور الحياة والان اليك ام
بيسان قلمي وحروفي وكلماتي وشيئا من احاسيسي ودموعي فلتكتبي بتصرف.

حسنا انا ام بيسان ومن البداية اعتذر لفلذة كبدي بيسان عن خيانتي لها فلقد هاجرت ملابسها والعابها من بيتنا لم أستطع ان أمنع تلك الهجرة القسرية التي اجتاحت كل ركن في البيت اختفت كل آثارها اعتذر منها لأنني كل يوم أتابع الحياة مرغمة
وكان القدر لم يدع لي الا هذا الخيار حياة بظاهرها لكنني لفظت آخر أنفاسي ودق قلبي آخر نبضاته عندما سدلت على وجهها ذلك الوشاح الأبيض الذي خلته اسود شيئ في الوجود لقد واريت فيه ربيع قلبي زهرة عمرها عشر سنيين لم تكد تتفتح حتى
خطفها الحرب مني ومنها في ذلك اليوم دفن كل الأمل دفن كل معنى السعادة لاتتهموني بالكآبة انها وحيدتي وهل تعرف الام طعما للطمئينة بفقدها فلذة من كبدها لا بل هي كلي هي كل حياة في كياني وبرحيلها رحل كل شيئ فما ترونه
صورة لي لا حقيقة اذا سالتموني عن تفاصيل رحيلها فساخبركم وببساطة تسع غارات للطيران الحربي على أربع مدارس مكتظة بالأطفال مظلات الموت المجهول حولت أجساد اطفال وشبان كثر الى أشلاء كان يوما مروعا بلغت القلوب الحناجر هرع فيه كل صغير وكبير إلى ساحة الموت الى حارة المدارس لكن هذا الاندفاع كان يقف على أبواب تلك الحارة المدمرة لان حمائم الموت كانت تعود وتقصف بويلاتها من جديد بعد دقائق كان شابان على دراجة نارية يحملون طفلة عضة مستسلمة في حضن أحدهم مغمضة العينين مع لمحة اصفرار قاسية على وجههاالرقيق وبحماس النجدة ونخوة المغيثيين كانت بعد خمس دقائق في إحدى المشافي تلفظ أنفاسها الأخيرة لقد طارت روحها حمامة بيضاء إلى خالقها معنى السلام المختطف لقد هجرة العش مبكرا وتركت ابوين يلعقان كل ذرة سكر علقما ويرشفان كل قطرة ماء مهلا يفترشان السرير قبرا ويكابدان الحياة موتا تبا للحرب وتضاريسها بعدا لها من هذا الكوكب بل من الكون كله انها أشد حرارة واندفاعا وتدمير من بركان ثائر لم أدر لم اغتيلت الناس الوحيدة لم طردت من هذا الكون لم انتقم منها لقد جاءت بيسان الى الحياة بصعوبة ورحلت بسهوله غزت في جسدي عشرات الحقن حتى اكتملت بويضة ثم عانيت ماعانيت حتى رضي القدر ان تغرس في بيتها الأول جنينا ضعيفا انتظرت اسمع دقات قلبه الأولى على الايكو ثم انتظرت وانتظرت وحلمت بذالك الحب المكنون في احشائي ثم علمت انها انثى كان ذلك اليوم حنانا لونه زهريا وطعمه حلوا كالبنات وعندما ظهرت لاول مرة اضيئ كوني لقد اعددت لها
منزلا رائعا لمستقبلها الذي بنيناه لكنها الان في مكان اخر في حفرة صغيرة لاتشبه ابدا ما بنيناه لها ان طفلتي غير طبيعية بكل شيئ كانت في مولدها
طفلة انبوب وفي سنواتها العشر طفلة ذكية تتصف بكل أنواع الذكاء التي صنفها علماء النفس كانت تستشف حالتي وتدركها بل وتقدم المساعدة لتخرجني من بعض عقدي اليومية كانت طفلة رائعة ثم انها بموتها غير طبيعية ايعقل ان تحتاج إلى تسع غارات من الطيران الحربي ليقضى على وردة ايحتاج الى كل ذالك لينضب نبع لو لم ازد الكلام عليكم لسردت عليكم تفاصيلها الجميلة وكلماتها وافعالها لكني اسردها كل يوم لذاتي اتقوى بها على مابقي من ايامي كالذي يرشف السراب يريد ان يبل كبده الظمآن هذه بيسان وهذه انا موتي وحياتي فيا ايتها الحرب ارحلي لم يعد في قلوبنا متسع للجراح فلقد أصبح الكل مكلوما يحلم بلأمان يعم الكون لقد عطشنا للسلام كعطش الصحارى للانهار ومن هنا ومن قلبي اتمنى لأطفال العالم السلام
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف