الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

آن لنا أن نخرج من القوقعة..بقلم عمر الزمار

تاريخ النشر : 2018-05-23
 آن لنا أن نخرج من القوقعة..
بقلم / عمر الزمار.

سبعون عاماً مرت على نكبة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وتحويله من شعب متأصل في أرضه - من الناقورة شمالاً حتى رفح جنوباً - إلى شعب باحث عن الحياة ولو بأدنى مقوماتها، يذوق ما يذوقه على مر السنين من مرارة اللجوء والشتات في أصقاع الأرض..

اليوم وبعد سبعين عاماً، لا زال شعبنا يناضل باحثاً عن الحياة التي يحلم بها، ساعياً للحفاظ على وجوده وكينونته، أمام عالم مليء بالحروب والكوارث والأزمات، لا سيما في الدول العربية التي نالت منها مشاريع الفوضى الخلاقة والتدمير الممنهج لبناها التحتية واستنزاف قدراتها؛ وهذا ما جعل جزء كبير من أبناء شعبنا يجد نفسه مجبراً على لجوء جديد، باحثاً عن حياة جديدة وآمنة قد تحمل مستقبل أفضل للأبناء..

بعد هذه الموجة من اللجوء ازدادت أعداد الفلسطينيين في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، وأصبح لا بد من إعادة ترتيب الأمور بطريقة تسمح بمواكبة الحياة الجديدة للفلسطيني في هذه البلاد، لمتابعة شؤونه الحياتية اليومية من جهة، وتنظيم الصفوف لأجل عمل وطني ناجع يخدم القضية من جهة أخرى..

لقد وجد الفلسطيني نفسه أمام مجتمع جديد وحياة جديدة مختلفة كلياً عما كانت عليه سابقاً في المجتمعات العربية، ولذلك فقد أصبح من الضروري مواكبة التغير الحاصل واتباع تكتيك جديد يتماشى مع طبيعة المجتمع الجديد..

لكن ما حصل - لغاية الآن - كان مخيباً للآمال وأدنى بكثير من المطلوب؛ فأمام مجتمع أوروبي متنوع الأديان والثقافات ومختلف تماماً في طريقة تفكيره عن المجتمعات الشرقية، يتوجب علينا كفلسطينيين أن نفهم أولاً كيف يفكر هذا الأوروبي، وما هي الطريقة المناسبة للتواصل معه وتعريفه بقضيتنا العادلة ومعاناتنا، وصولاً إلى تشكيل حالة وعي صحيحة لدى هذا المجتمع فيما يخص تاريخ فلسطين..

لا يعقل لنا أبداً كفلسطينيين أن نستمر بنفس الأسلوب والعقلية، وأن نعزل أنفسنا عن محيطنا الجديد، فطريقة النضال المطلوبة في الضفة وغزة مختلفة عما هي عليه في فلسطين المحتلة عام ٤٨، وتختلف عما هي عليه في دول الطوق، وبطبيعة الحال متخلفة تماماً عن دول أوروبا..

لا يخفى أن المجتمعات الأوروبية بغالبها موجهة بشكل كبير جداً لصالح الكيان الصهيوني، إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، ولكنها أيضاً منفتحة على الثقافات الجديدة ومتقبلة للأفكار التي تتلقاها، إن تم إيصال هذه الأفكار بالشكل الصحيح، ولذلك يتوجب علينا أن نجدد عقليتنا أيضاً، وأن نواجه هذا الضخ الصهيوني بطريقة ملائمة وناجعة..

إن التواصل الدائم مع مختلف أطياف المجتمع الأوروبي أمر في غاية الأهمية، لنقل الصورة الحقيقية عن الإنسان الفلسطيني الطيب المناضل الباحث عن تحرير أرضه، والمخالفة للسموم التي يدسها ويروج لها الصهاينة التي تصور الفلسطيني ك(إرهابي أو مجرم أو مخرب)..

كما أن العمل الإعلامي والصحفي الموجه لهذه المجتمعات وإنشاء الصفحات الإلكترونية باللغات المحلية لكل بلد سيعطي ثماراً طيبة، سواءً بنقل صورة المعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال، أو التعريف بالعقول والمبدعين الفلسطينيين في كل المجالات، أو الحديث عن فلسطين وتاريخها وأصالة شعبها، ليكون مضاداً لما تروج له الآلة الإعلامية الصهيونية المسيطرة في هذه البلاد..

لاشك في أهمية دور الجاليات والمؤسسات والأندية الفلسطينية في دول أوروبا، والتي يقع على عاتقها أكبر المسؤولية، سواءً في المجالات التي ذكرتها سابقاً، أو على صعيد التواصل مع الأحزاب والمؤسسات الموجودة في هذه البلدان ووضعها بالصورة الصحيحة لما يحصل على الأرض..

لعل النشاطات الفنية والثقافية والرياضية وسائل راقية للتواصل وإيصال الرسالة الفلسطينية، فالموسيقى مثلاً لغة يفهمها العالم كله وهي متقبلة ومحببة لدى المجتمعات الأوروبية، وعن طريقها يمكن لنا الكثير..

كواجب وطني وأخلاقي، يتوجب علينا مقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية أو الداعمة للصهيونية، وهنا تنشط حركة المقاطعة (BDS)، التي كان لها دور رائع اقتصادياً وكلفت الصهاينة كثيراً، وهذه الحركة تحتاج منا الدعم والتواصل لتعزيز دورها وزيادة فاعليتها، سيما وأن جلّ ناشطيها من الأجانب المتضامنين مع قضيتنا رغم الصعوبات التي يواجهونها..

إننا وإذ نعيش في القرن الواحد والعشرين وفي مجتمعات مختلفة وفي ظل التغيرات المتسارعة، لا بد لنا وأن نتفهم أن لكل مقامٍ مقال، وأننا لا يمكن أن نغلق القوقعة على أنفسنا أو أن نعزل أنفسنا عن الوسط المحيط بنا، وعلينا أن نواكب هذه التغيرات بالطريقة المثلى، لكي نكون على قدر المسؤولية تجاه وطننا وقضيتنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف