إليكِ
إِلَيْكِ، هل للهوى شرْحٌ وأوراقُ؟
أم في سناهُ حضاراتٌ وأعراقُ؟
أَحبَّكِ الدَّهْرُ والتارِيخُ يا وجعًا
يَبْتزُّ كلَّ الجوى، للحقِّ يشتاقُ
مالي أُكتِّمُ دمعَ الشَّوقِ منطفئًا؟
وفي جبينِكِ عِزٌّ ليس يهراقُ
بِكِ الجمالُ تعالى، جلَّ رونقُهُ
له اشرأبَّتْ مدى الآبادِ أعناقُ
أساءَكِ اليومَ أَنَّ الناسَ غافلةٌ؟
أَمِ الذينَ على الجمْراتِ ما طاقوا؟
أَمِ الذينَ إذا ما رُحْتِ صارِخَةً
قد شاغلَتْهمْ عن النَّجْداتِ أسواقُ؟
لَبَّيْكِ إِنَّ دَمِيْ أُهديهِ مُشتعِلًا
كي تُسرجِي أمَلًا يحدوهُ إبراقُ
خُذِي هوايَ فكُلِّي فيكِ مُنجَدِلٌ
وإنَّني لَكِ مشتاقٌ ومشتاقُ
ديارَ عبلَةَ، لا شِعرٌ فأكتبهُ
ولن تطوفَ على الأطلالِ أوراقُ
فكيفَ أبكي على أطلالِ مَنْ رحلوا
وأنتِ أنتِ ومجرى الدَّمعِ أنفاقُ؟
يا قدسُ، ماذا يقولُ الشِّعرُ قافيةً؟
وحولَ جِيدِكِ أسوارٌ وأطواقُ
وعندَ حسنِكِ للمنبوذِ مملكةٌ
يناوِرُ الشمسَ إذ يأتيكِ إشراقُ
ويقطعُ الوصلَ بين الأقربينَ أذًى
فقَدْ يُباعِدُ ولهانَيْنِ ميثاقُ
إنّا خجلنا، وعِشنا دهرَنا خجلًا
وفي حشانا هناكَ الذلُّ خفَّاقُ
حتَّى وهبناهُ أرضَ القدسِ تكرمةً
ونحن نسعى إلى البروازِ نشتاقُ
هناكَ، حيثُ دَمُ الزيتونِ مُتَّقِدٌ
والشِّبْلُ فخرٌ، وجذرُ الغصنِ ورَّاقُ
ويحملُ الطيرُ في عليائِها ألَقًا
فتنتشي بضياءِ الوعدِ آفاقُ
وقبَّةُ الفخرِ تهدي عزّها ذهبًا
بخيطِ نورٍ له في المجدِ إيراقُ
يا قدسُ، دهرُكِ دهرٌ ليس شائنُهُ
ما في يدَيْهِ وما يعروهُ إخفاقُ
لكنْ هوانا على الإذلالِ مخبثةٌ
كماء نهرٍ على مجراهُ ينساقُ
فنظهرُ السَّعْدَ عن قلبٍ تبارَحَهُ
جندُ الهمومِ وما تُخفيهِ أعماقُ
أُمَّ الشهيدِ كفاكِ اليومَ مندبةً
من بعضِ دمعِكِ هذا النصرُ رقراقُ
إنَّا استحَيْنا فما في الآهِ معذِرَةٌ
ولا وعودٌ ولا حقٌّ وإشفاقُ
صرنا هنا عالَةً والدهرُ يَلْفِظُنا
وعند أمجادِنا صمتٌ وإطراقُ
نُخبِّئُ الغيظَ لا ندري حقيقتَهُ
وننسجُ الحلمَ، والآهاتُ ترياقُ
أُمَّ الأسيرِ ووحيَ الشَّوقِ في جَسَدٍ
قد حارَبَتْهُ عذاباتٌ وإحراقُ
ولوعةُ الحزنِ إذ يلهو ابنُ دانيةٍ
وقد تبدّا الذي في القلبِ دفّاقُ
ودمعُكِ الحُرُّ من أغلالِ سطوتِهمْ
ونظرَةُ الشَّوقِ، والإمعانُ سرَّاقُ
أمَّاهُ واللهِ في الإسراءِ موعِدُهمْ
وربِّ دمعِكِ إنّ الوعدَ سبَّاقُ
سيخبرُ الدهرُ أنَّ الأرذلينَ بها
جاءوا جيوشًا ولكنْ بئسَ ما ذاقوا
لي في كتابِ إلهِ النَّصْرِ مكرمةٌ
بأنَّ حقَّكِ لن تنساهُ عشَّاقُ
وأنَّ جيشَ اليهودِ الذُّلُّ كلَّلَهُ
وفي بلادٍ فسيحاتٍ لقد ضاقوا
وربِّ دمعِكِ يا أمَّاهُ بِيْ أَمَلٌ
وربِّ بؤسٍ بكفِّ الطفلِ قد لاقوا
هذا وأشكو بما في اليومِ من وصَبٍ
وما بقلبي، وما تخفيهِ أشواقُ
وأرتجِي لِغَدِي نصرًا لرايتِنا
ولا تظلُّ لصهيونٍ هنا ساقُ
محمد باسل ناجح قادري
19 عام
فلسطين/نابلس
إِلَيْكِ، هل للهوى شرْحٌ وأوراقُ؟
أم في سناهُ حضاراتٌ وأعراقُ؟
أَحبَّكِ الدَّهْرُ والتارِيخُ يا وجعًا
يَبْتزُّ كلَّ الجوى، للحقِّ يشتاقُ
مالي أُكتِّمُ دمعَ الشَّوقِ منطفئًا؟
وفي جبينِكِ عِزٌّ ليس يهراقُ
بِكِ الجمالُ تعالى، جلَّ رونقُهُ
له اشرأبَّتْ مدى الآبادِ أعناقُ
أساءَكِ اليومَ أَنَّ الناسَ غافلةٌ؟
أَمِ الذينَ على الجمْراتِ ما طاقوا؟
أَمِ الذينَ إذا ما رُحْتِ صارِخَةً
قد شاغلَتْهمْ عن النَّجْداتِ أسواقُ؟
لَبَّيْكِ إِنَّ دَمِيْ أُهديهِ مُشتعِلًا
كي تُسرجِي أمَلًا يحدوهُ إبراقُ
خُذِي هوايَ فكُلِّي فيكِ مُنجَدِلٌ
وإنَّني لَكِ مشتاقٌ ومشتاقُ
ديارَ عبلَةَ، لا شِعرٌ فأكتبهُ
ولن تطوفَ على الأطلالِ أوراقُ
فكيفَ أبكي على أطلالِ مَنْ رحلوا
وأنتِ أنتِ ومجرى الدَّمعِ أنفاقُ؟
يا قدسُ، ماذا يقولُ الشِّعرُ قافيةً؟
وحولَ جِيدِكِ أسوارٌ وأطواقُ
وعندَ حسنِكِ للمنبوذِ مملكةٌ
يناوِرُ الشمسَ إذ يأتيكِ إشراقُ
ويقطعُ الوصلَ بين الأقربينَ أذًى
فقَدْ يُباعِدُ ولهانَيْنِ ميثاقُ
إنّا خجلنا، وعِشنا دهرَنا خجلًا
وفي حشانا هناكَ الذلُّ خفَّاقُ
حتَّى وهبناهُ أرضَ القدسِ تكرمةً
ونحن نسعى إلى البروازِ نشتاقُ
هناكَ، حيثُ دَمُ الزيتونِ مُتَّقِدٌ
والشِّبْلُ فخرٌ، وجذرُ الغصنِ ورَّاقُ
ويحملُ الطيرُ في عليائِها ألَقًا
فتنتشي بضياءِ الوعدِ آفاقُ
وقبَّةُ الفخرِ تهدي عزّها ذهبًا
بخيطِ نورٍ له في المجدِ إيراقُ
يا قدسُ، دهرُكِ دهرٌ ليس شائنُهُ
ما في يدَيْهِ وما يعروهُ إخفاقُ
لكنْ هوانا على الإذلالِ مخبثةٌ
كماء نهرٍ على مجراهُ ينساقُ
فنظهرُ السَّعْدَ عن قلبٍ تبارَحَهُ
جندُ الهمومِ وما تُخفيهِ أعماقُ
أُمَّ الشهيدِ كفاكِ اليومَ مندبةً
من بعضِ دمعِكِ هذا النصرُ رقراقُ
إنَّا استحَيْنا فما في الآهِ معذِرَةٌ
ولا وعودٌ ولا حقٌّ وإشفاقُ
صرنا هنا عالَةً والدهرُ يَلْفِظُنا
وعند أمجادِنا صمتٌ وإطراقُ
نُخبِّئُ الغيظَ لا ندري حقيقتَهُ
وننسجُ الحلمَ، والآهاتُ ترياقُ
أُمَّ الأسيرِ ووحيَ الشَّوقِ في جَسَدٍ
قد حارَبَتْهُ عذاباتٌ وإحراقُ
ولوعةُ الحزنِ إذ يلهو ابنُ دانيةٍ
وقد تبدّا الذي في القلبِ دفّاقُ
ودمعُكِ الحُرُّ من أغلالِ سطوتِهمْ
ونظرَةُ الشَّوقِ، والإمعانُ سرَّاقُ
أمَّاهُ واللهِ في الإسراءِ موعِدُهمْ
وربِّ دمعِكِ إنّ الوعدَ سبَّاقُ
سيخبرُ الدهرُ أنَّ الأرذلينَ بها
جاءوا جيوشًا ولكنْ بئسَ ما ذاقوا
لي في كتابِ إلهِ النَّصْرِ مكرمةٌ
بأنَّ حقَّكِ لن تنساهُ عشَّاقُ
وأنَّ جيشَ اليهودِ الذُّلُّ كلَّلَهُ
وفي بلادٍ فسيحاتٍ لقد ضاقوا
وربِّ دمعِكِ يا أمَّاهُ بِيْ أَمَلٌ
وربِّ بؤسٍ بكفِّ الطفلِ قد لاقوا
هذا وأشكو بما في اليومِ من وصَبٍ
وما بقلبي، وما تخفيهِ أشواقُ
وأرتجِي لِغَدِي نصرًا لرايتِنا
ولا تظلُّ لصهيونٍ هنا ساقُ
محمد باسل ناجح قادري
19 عام
فلسطين/نابلس