" ليلى " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( أخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل )
إهداء خاص :
إلى روح أصغر شهيدة في " مسيرة العودة وكسر الحصار عن غزة " - التي جرت أحداثها بتاريخ 14/5/2018م - الطفلة الرضيعة الفلسطينية "
" ليلى مازن الغندور " ..
رحمها الله ورحم جميع الشهداء رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته ... اللهم آمين ...
مقدمة :
أحداث النص وشخصية بطلته حقيقية حدثت على أرض الواقع في غزة الحبيبة الغالية ... وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ..
تنويه :
كل النصوص كتبتها بمداد قلمي ... إلا هذا النص فأنا أكتبه بمداد قلبي ...
( الكاتب )
---------------------------------------------
" ليلى " ؟؟!!
رويدك يا سيدي .. رويدك .. تمهل يا سيدي بالله عليك .. تمهل قليلاً .. فعليك أن تجهز أوراقك وأقلامك كي تكتب عني ... فأنا " ليلى " ... نعم .. الطفلة الرضيعة " ليلى " .. ألا تعرفني أيها الكاتب المغمور ؟؟!! ..
.. لم العجب بالله عليك يا سيدي ؟؟!!ّ .. أتعجب أنني أتحدث إليك وأنا الطفلة الرضيعة التي لم أتم عامي الأول بعد ؟؟!!.. فأنا لم أتجاوز من العمر الشهور الثمانية.. ولم أتعلم نطق الحروف والكلمات بعد ..
مهلاً يا سيدي .. فليس لساني من ينطق بهذه الحروف والكلمات ؛ بل هي روحي التي تخاطبك .. تتحدث اليك ..
لقد كتبت بدورك يا سيدي عن جميع أطفال العالم ؛ ولم تكتب عني وأنا ابنة وطنك السليب .. ابنة بلدك الحبيب .. فلتكتب عني يا سيدي .. أكتب عن " ليلى " عن الطفلة الرضيعة الشهيدة.. عن أصغر شهيدة ..
.. فمنذ أن كنت جنيناً في بطن أمي .. كنت أشارك أمي حلم العودة لوطني .. وكم كانت نفسي تهفو للعودة إلى وطني السليب .. وكم كانت روحي تحلق في سماء بلدي الحبيب ..
كانت أمي ترضعني الأمل بالعودة وهي ترضعني الغذاء من صدرها ... فنما الأمل ... وكبر الحلم مع كل قطرة لبن كانت ترضعنيها .
... أشعر بالبرد يا أمي فغطيني ... دثريني يا أماه دثريني .. فأنا أشعر بالبرد يخترق صدري وعظامي ..فضميني .. إلى صدرك وقلبك ضميني يا أماه فعسى أن قلبك وصدرك يدفيني ...
البرد يكويني يا أماه .. والصقيع يؤذيني .. هيا يا أمي اقتربي مني وفي حضنك احميني .. فالبرد يقتلني يا أماه فأدركيني ..
الوحوش البرية لم تقتلني يا أماه .. فالوحش البري لا يملك سوى ناباً واحداً أو نابين .. لا يملك سوى مخلب واحد أو عشرة .. ولكن من قتلني هو الوحش الذي يدعي الآدمية ذو الألف ناب ومليون مخلب .. فهو من قتلني ... قتل البراءة والطفولة والطهر في قلبي الغض وأماتني ألف مرة .. مليون مرة .. ولكنه لم يقتل روحي .. لم يقتل الأمل ... فروحي أقوى منه ألف مرة .. مليون مرة ..
لقد قذفني بالموت الزؤام .. بالغاز السام .. لا لشيء سوى لأني طفلة ... ولأن عندي أمل وحق في العودة .. ولأنني أطالب بحقي المشروع بالعودة .
فاقتربي مني يا أماه وضميني .. فكم أحتاج لدفء قلبك يحميني ...
أماه لا تبكيني .. لا تبكيني .. فأنا في العلياء أحلق بين الملائكة .. فلا تبكيني ..
وها هي روحي تحلق في سماء وطني السليب .. وفي سماء بلدي الحبيب ... ترافقها عشرات .. مئات .. آلاف الأرواح للشهداء ..
فترحمي علي يا أماه .. ودومًا بالخير والدعاء اذكريني ...
... أشعر بالاختناق .. أشعر بالبرد يا أمي فغطيني ... دثريني يا أماه دثريني .. فأنا أشعر بالغاز السام القاتل يخترق صدري وعظامي ..فضميني .. إلى صدرك وقلبك ضميني يا أماه فعسى أن قلبك وصدرك يدفيني ...
الغاز السام يخنقني .. فهيا يا أمي اقتربي مني وفي حضنك احميني .. فأدركيني ..
(( انتهى النص .. وما زال صوت الطفلة البريئة يتردد في أنحاء الأرض وأرجاء السماء :
" ... أشعر بالاختناق .. أشعر بالبرد يا أمي فغطيني ... دثريني يا أماه دثريني .. فأنا أشعر بالغاز السام القاتل يخترق صدري وعظامي ..فضميني .. إلى صدرك وقلبك ضميني يا أماه فعسى أن قلبك وصدرك يدفيني ...
الغاز السام يخنقني .. فهيا يا أمي اقتربي مني وفي حضنك احميني .. فأدركيني .. " ...............
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( أخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل )
إهداء خاص :
إلى روح أصغر شهيدة في " مسيرة العودة وكسر الحصار عن غزة " - التي جرت أحداثها بتاريخ 14/5/2018م - الطفلة الرضيعة الفلسطينية "
" ليلى مازن الغندور " ..
رحمها الله ورحم جميع الشهداء رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته ... اللهم آمين ...
مقدمة :
أحداث النص وشخصية بطلته حقيقية حدثت على أرض الواقع في غزة الحبيبة الغالية ... وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ..
تنويه :
كل النصوص كتبتها بمداد قلمي ... إلا هذا النص فأنا أكتبه بمداد قلبي ...
( الكاتب )
---------------------------------------------
" ليلى " ؟؟!!
رويدك يا سيدي .. رويدك .. تمهل يا سيدي بالله عليك .. تمهل قليلاً .. فعليك أن تجهز أوراقك وأقلامك كي تكتب عني ... فأنا " ليلى " ... نعم .. الطفلة الرضيعة " ليلى " .. ألا تعرفني أيها الكاتب المغمور ؟؟!! ..
.. لم العجب بالله عليك يا سيدي ؟؟!!ّ .. أتعجب أنني أتحدث إليك وأنا الطفلة الرضيعة التي لم أتم عامي الأول بعد ؟؟!!.. فأنا لم أتجاوز من العمر الشهور الثمانية.. ولم أتعلم نطق الحروف والكلمات بعد ..
مهلاً يا سيدي .. فليس لساني من ينطق بهذه الحروف والكلمات ؛ بل هي روحي التي تخاطبك .. تتحدث اليك ..
لقد كتبت بدورك يا سيدي عن جميع أطفال العالم ؛ ولم تكتب عني وأنا ابنة وطنك السليب .. ابنة بلدك الحبيب .. فلتكتب عني يا سيدي .. أكتب عن " ليلى " عن الطفلة الرضيعة الشهيدة.. عن أصغر شهيدة ..
.. فمنذ أن كنت جنيناً في بطن أمي .. كنت أشارك أمي حلم العودة لوطني .. وكم كانت نفسي تهفو للعودة إلى وطني السليب .. وكم كانت روحي تحلق في سماء بلدي الحبيب ..
كانت أمي ترضعني الأمل بالعودة وهي ترضعني الغذاء من صدرها ... فنما الأمل ... وكبر الحلم مع كل قطرة لبن كانت ترضعنيها .
... أشعر بالبرد يا أمي فغطيني ... دثريني يا أماه دثريني .. فأنا أشعر بالبرد يخترق صدري وعظامي ..فضميني .. إلى صدرك وقلبك ضميني يا أماه فعسى أن قلبك وصدرك يدفيني ...
البرد يكويني يا أماه .. والصقيع يؤذيني .. هيا يا أمي اقتربي مني وفي حضنك احميني .. فالبرد يقتلني يا أماه فأدركيني ..
الوحوش البرية لم تقتلني يا أماه .. فالوحش البري لا يملك سوى ناباً واحداً أو نابين .. لا يملك سوى مخلب واحد أو عشرة .. ولكن من قتلني هو الوحش الذي يدعي الآدمية ذو الألف ناب ومليون مخلب .. فهو من قتلني ... قتل البراءة والطفولة والطهر في قلبي الغض وأماتني ألف مرة .. مليون مرة .. ولكنه لم يقتل روحي .. لم يقتل الأمل ... فروحي أقوى منه ألف مرة .. مليون مرة ..
لقد قذفني بالموت الزؤام .. بالغاز السام .. لا لشيء سوى لأني طفلة ... ولأن عندي أمل وحق في العودة .. ولأنني أطالب بحقي المشروع بالعودة .
فاقتربي مني يا أماه وضميني .. فكم أحتاج لدفء قلبك يحميني ...
أماه لا تبكيني .. لا تبكيني .. فأنا في العلياء أحلق بين الملائكة .. فلا تبكيني ..
وها هي روحي تحلق في سماء وطني السليب .. وفي سماء بلدي الحبيب ... ترافقها عشرات .. مئات .. آلاف الأرواح للشهداء ..
فترحمي علي يا أماه .. ودومًا بالخير والدعاء اذكريني ...
... أشعر بالاختناق .. أشعر بالبرد يا أمي فغطيني ... دثريني يا أماه دثريني .. فأنا أشعر بالغاز السام القاتل يخترق صدري وعظامي ..فضميني .. إلى صدرك وقلبك ضميني يا أماه فعسى أن قلبك وصدرك يدفيني ...
الغاز السام يخنقني .. فهيا يا أمي اقتربي مني وفي حضنك احميني .. فأدركيني ..
(( انتهى النص .. وما زال صوت الطفلة البريئة يتردد في أنحاء الأرض وأرجاء السماء :
" ... أشعر بالاختناق .. أشعر بالبرد يا أمي فغطيني ... دثريني يا أماه دثريني .. فأنا أشعر بالغاز السام القاتل يخترق صدري وعظامي ..فضميني .. إلى صدرك وقلبك ضميني يا أماه فعسى أن قلبك وصدرك يدفيني ...
الغاز السام يخنقني .. فهيا يا أمي اقتربي مني وفي حضنك احميني .. فأدركيني .. " ...............