الشعر البرتغالي المعاصر جوزي ساراماغو نموذجا
تعتبر المحاضرات الدراسية في الجامعات مهمة جدا، لأنها تعرف الطالب على شخصيات أدبية مهمة، وشمت الحضارة الإنسانية بمنتجات أدبية مهمة، وأتذكر هنا محاضرات الأستاذة البرتغالية ريتا كورغيا في الأدب البرتغالي، التي عرفتني بمحاضراتها بمجموعة من الأدباء البرتغاليين، كتبت عنهم فيما بعد، مثل إيسا دي كيروش ونصه الرائع " الطاحونة'، ألميدا غاريت من خلال مسرحية"، وفاري لويش دي سوزا" وأيضا يجب أن أشير في دراستي في سلك الماجستير إلى محاضرة الأستاذ زكرياء بودحيم" مفهوم "الأنت" عند الإيطالي أرماندو نييشي". كل هاته المحاضرات عرفتني على هذه الشخصيات المرموقة في الأدب العالمي، كتبت عنهم، انطلاقا من تلك المحاضرات القيمة.
بالرجوع إلى شخصية المقال، فقد عرفته انطلاقا من محاضرة الأستاذ البرتغالي جواو نوغيرا دا كوشطا، الذي قربنا إلى حياته الخاصة والعامة، وهذا ماجاء في المحاضرة:
أبنائي الطلبة، إن موضوع المحاضرة اليوم هو أديب عالمي إنه -حتى لا أطيل عليكم- جوزي ساراماغو الذي كان شاعرا، ربما صدمتكم بهذه الاجابة التي لم تكن في الحسبان، لقد كان كذلك، فساراماغو ولد عام 1922 بأزيناغا لأسرة فقيرة جدا، اضطر إلى الكفاح منذ صغره، وتأقلم مع جو الجوع والبؤس، وأحب الشعب وفكرة العدالة الاجتماعية كفكرة جوهرية في معظم أعماله. انتقلت أسرته إلى العاصمة لشبونة، حيث اضطرّ لترك الدراسة حيث عمل ميكانيكيا للأقفال . بعدها تجرع ساراماغو ظلم الديكتاتور سالازار الذي حكم البرتغال بقبضة من حديد . بدأ جوزي الكتابة في سن مبكرة، إذ كتب في البداية رواية لم تحظ بإعجاب القراء، واضطر للتوقف مستثمرا وقته في القراءة، قبل أن يشرع في الكتابة من جديد، حيث كتب أول رواية حقيقية بعنوان: "أرض الخطيئة" وتلاها بروايات أخرى لا تقلّ روعة، لكن أهم رواية له على الإطلاق هي: "تذكار الدير" التي أصدرها عام 1982 والتي حصل ساراماغو بها على جائزة نوبل للآداب عام 1998 .
كتب ساراماغو الشعر انطلاقا من حبه لهذا الجنس الأدبي إذ تأثّر بالشاعرين البرتغاليين الكبيرين لويش فاش دي كامويش و فرناندو بسوا، فكان يرى جوزي الشعر تعبيرا عن الذات. كان يحس بأن جنس الشعر هو الجنس الوحيد الذي يعبر عن الأحاسيس والمشاعر الدفينة. فقد حملت عناوين قصائده ما يدل على ذلك: "ربما"، "في القلب"، "كلمات الحب"، "نتعلم الحب"، "الفرح فن الحب" تلك أبزر عناوين قصائد جوزي ساراماغو والتي تدل على أن الرجل كان يخفي وراء شخصيته شاعرا مثاليا، شاعرا برتغاليا أراد أن يقول للعالم بأن الحب والسلام والخير للإنسانية جمعاء ، وبأن الشعر هو أصدق تعبير، فكل شعب له شعراء يعبرون عن آلامه و آماله و أحاسيسه بالشعر .
لساراماغو العديد من القصائد التي تعبر عن القيم النبيلة كالسعادة والأمل والتسامح فهو محب للناس، طيب القلب، يريد أن يعم الفرح على العالم بأسره، فله قصيدة رائعة بعنوان" الفرح" يقول فيها "
لقد سمعت صراخا من بعيد
يقول صوت الحب
فرح الجسم
نسيان الألم"
تعتبر المحاضرات الدراسية في الجامعات مهمة جدا، لأنها تعرف الطالب على شخصيات أدبية مهمة، وشمت الحضارة الإنسانية بمنتجات أدبية مهمة، وأتذكر هنا محاضرات الأستاذة البرتغالية ريتا كورغيا في الأدب البرتغالي، التي عرفتني بمحاضراتها بمجموعة من الأدباء البرتغاليين، كتبت عنهم فيما بعد، مثل إيسا دي كيروش ونصه الرائع " الطاحونة'، ألميدا غاريت من خلال مسرحية"، وفاري لويش دي سوزا" وأيضا يجب أن أشير في دراستي في سلك الماجستير إلى محاضرة الأستاذ زكرياء بودحيم" مفهوم "الأنت" عند الإيطالي أرماندو نييشي". كل هاته المحاضرات عرفتني على هذه الشخصيات المرموقة في الأدب العالمي، كتبت عنهم، انطلاقا من تلك المحاضرات القيمة.
بالرجوع إلى شخصية المقال، فقد عرفته انطلاقا من محاضرة الأستاذ البرتغالي جواو نوغيرا دا كوشطا، الذي قربنا إلى حياته الخاصة والعامة، وهذا ماجاء في المحاضرة:
أبنائي الطلبة، إن موضوع المحاضرة اليوم هو أديب عالمي إنه -حتى لا أطيل عليكم- جوزي ساراماغو الذي كان شاعرا، ربما صدمتكم بهذه الاجابة التي لم تكن في الحسبان، لقد كان كذلك، فساراماغو ولد عام 1922 بأزيناغا لأسرة فقيرة جدا، اضطر إلى الكفاح منذ صغره، وتأقلم مع جو الجوع والبؤس، وأحب الشعب وفكرة العدالة الاجتماعية كفكرة جوهرية في معظم أعماله. انتقلت أسرته إلى العاصمة لشبونة، حيث اضطرّ لترك الدراسة حيث عمل ميكانيكيا للأقفال . بعدها تجرع ساراماغو ظلم الديكتاتور سالازار الذي حكم البرتغال بقبضة من حديد . بدأ جوزي الكتابة في سن مبكرة، إذ كتب في البداية رواية لم تحظ بإعجاب القراء، واضطر للتوقف مستثمرا وقته في القراءة، قبل أن يشرع في الكتابة من جديد، حيث كتب أول رواية حقيقية بعنوان: "أرض الخطيئة" وتلاها بروايات أخرى لا تقلّ روعة، لكن أهم رواية له على الإطلاق هي: "تذكار الدير" التي أصدرها عام 1982 والتي حصل ساراماغو بها على جائزة نوبل للآداب عام 1998 .
كتب ساراماغو الشعر انطلاقا من حبه لهذا الجنس الأدبي إذ تأثّر بالشاعرين البرتغاليين الكبيرين لويش فاش دي كامويش و فرناندو بسوا، فكان يرى جوزي الشعر تعبيرا عن الذات. كان يحس بأن جنس الشعر هو الجنس الوحيد الذي يعبر عن الأحاسيس والمشاعر الدفينة. فقد حملت عناوين قصائده ما يدل على ذلك: "ربما"، "في القلب"، "كلمات الحب"، "نتعلم الحب"، "الفرح فن الحب" تلك أبزر عناوين قصائد جوزي ساراماغو والتي تدل على أن الرجل كان يخفي وراء شخصيته شاعرا مثاليا، شاعرا برتغاليا أراد أن يقول للعالم بأن الحب والسلام والخير للإنسانية جمعاء ، وبأن الشعر هو أصدق تعبير، فكل شعب له شعراء يعبرون عن آلامه و آماله و أحاسيسه بالشعر .
لساراماغو العديد من القصائد التي تعبر عن القيم النبيلة كالسعادة والأمل والتسامح فهو محب للناس، طيب القلب، يريد أن يعم الفرح على العالم بأسره، فله قصيدة رائعة بعنوان" الفرح" يقول فيها "
لقد سمعت صراخا من بعيد
يقول صوت الحب
فرح الجسم
نسيان الألم"
كلمات تحمل في طياتها فلسفة وحكمة، فالشاعر الحقيقي تحار أمامه من عذوبة شعره الخالد، إنها روح الإبداع التي تسكن الإنسان. بعد هذه المحاضرة بأيام دخلنا إلى محاضرة الأستاذ جواو ففاجأنا وهو ينظر إلى هاتفه النقال بتلقّيه خبر وفاة الأديب الكبير جوزي ساراماغو، حيث قال لنا: - أحمل لكم نبأ ثقيلا على القلب، لقد توفي للتو الأديب البرتغالي الكبير جوزي ساراماغو.. لقد ماتت البرتغال.
فيصل رشدي، باحث من المغرب
صور
صور
