الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

باطل مشتهر: العراقي ﺇبن وحشية وليس الفرنسي بقلم:خالد أحمد عبد المجيد

تاريخ النشر : 2018-05-08
باطل مشتهر: العراقي ﺇبن وحشية وليس الفرنسي
تعلمنا في المرحل الدراسية أن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون هو من فك طلاسم ورموز حجر رشيد، اذ عكف على دراسة هذا الحجر ولمدة سنتين واستخدم المقارنة بمختلف اللغات واستطاع بعد كل ذلك قراءة تلك الرموز، وكانت هذه الرموز والنقوش هي لغة الفراعنة القدماء التي اصطلح على تسميتها (الهيروغليفية)، وهي اللغة الدينية المقدسة للكهنة، وبهذا الاكتشاف الذي اعلن عنه شامبليون في سنة 1822 اصبح بمقدور العلماء قراءة مانقش بالهيلوغليفية على جدران المعابد والمقابر والتماثيل واللوحات والقصور وقراءة كل ما كتبه المصريون عن تلك الحقبة من الزمن، وغدا اليوم من المتعارف عليه والمشهور ان شامبليون هو أول من اكتشف وفك رموز اللغة (الهيروغليفية) من خلال حجر رشيد. وذهب البعض الى أنه لولا شامبليون لما استطاع ألآثاريون المختصون بالآثار المصرية فهم الحضارة الفرعونية، ولبقيت هذه الحضارة أمامهم لغزا من ألألغاز.

ماهو حجر رشيد؟
يعرف حجر رشيد بـ (منشور منف)، ومنف مدينة يرجع تأريخ تأسيسها الى 3200عام قبل الميلاد وتقع على مقربة من منطقة سقارة، في الجهة الجنوبية من العاصمة القاهرة على بعد تسعة عشر كيلومتراً منها، واطلق عليها ألاغريقيون ممفيس، حتى جاء الفتح ألاسلامي وجرى استخدام اسم منف.
و(منشور منف) عبارة عن مرسوم ملكي أو وثيقة كتبها كهنة مصر القديمة كتخليد وذكرى واحتفاء بمناسبة تنصيب الملك الجديد بطليموس الخامس ملكا على مصر. كتبوها في سنة 196 قبل الميلاد حيث اجتمع الكهنة المصريون من مختلف الاقاليم المصرية في المكان الذي يطلق عليه حاليا (ابو قير) شرقي ألاسكندرية، وتم نحت الوثيقة على لوح من حجر البازلت الأسود المشوب باللون الوردي. وقد اشتملت هذه الوثيقة على ثلاثة نصوص كل نص بلغة مختلفة عن ألأخرى:

النص الأول موجود في القسم العلوي من الحجر مكتوب بالهيروغليفية. والنص غير كامل لفقدان جزء من الحجر.
والنص الثانى في الوسط ومكتوب بالديموطيقية، أي الكتابة الشعبية (العامية المصرية) القديمة وكانت تستخدم في التعاملات اليومية والأسواق والمراسلات.
أما النص الثالث في أسفل الحجر فكان كاملا ويحتوى على 54 سطرا مكتوب باللغة اليونانية القديمة. وهذه اللغات الثلاثة تعتبر يوم أن عثر على حجر رشيد لغزا غير مفهوم لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة وغير المعروفة.
ومضمون النصوص المنقوشة على الحجر (ألنصب) عبارات تمجيد بفرعون مصر وعرفان بانجازاته الطيبة وما قدمه من دعم وامتيازات للكهنة وما قدمه من خدمات للشعب. وكان القصد من كتابة الوثيقة بثلاثة لغات مختلفة، كي تستطيع قراءتها جميع شرائح المجتمع سواء أكانوا من الكهنة اوعوام الناس البسطاء او المتنفذين اصحاب الجاه، وكذا الحكام ألاغريق حيث كانوا يعرفون اللغة اليونانية القديمة.
قدم الكهنة للملك الجديد هذا النصب التذكاري (منشور منف) كنوع من التكريم والعرفان بالجميل. واشتهر الحجر باسم حجر رشيد بعد أن عثر عليه سنة 1799م، في مدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط. وعثر عليه تحديد تحت انقاض قلعة قايتباى بمدينة رشيد اثناء قيام القوات الفرنسية بترميم وتأهيل القلعة ليتخذوها قاعدة عسكرية لقواتهم، ﺇبان حملتهم العسكرية على مصر.

ادرك الفرنسيون ﺇنه حجر مهم فاحتفظوا به، ولكنهم لم يستطيعوا فهم رموزه. يبلغ طول حجر رشيد حوالى 112 سم وعرضه 75 سم وسمكه 28 سم ووزنه 762 كيلو جراما. وقد نقل الحجر الى لندن طبقا لشروط معاهدة ﺇستسلام الإسكندرية سنة 1801 بين الانجليز والفرنسيين، والتي تضمنت أن يسلم الفرنسيون كل مالديهم من ألآثار المصرية الى ألانكليز، وهو الآن يعد واحدا من أهم القطع الاثرية المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن، "على فرض صحة أن الحجر حقيقي وغير مزيف، وهذه حكاية أخرى".؟!

محاولات فك الرموز:
كانت أول محاولة لفك رموز هذا الحجر قام بها الدبلوماسي السويدي العالم توماس أكربال في سنة 1920م الذى تعرف على اسم بطليموس وبعض الحروف الأخرى. أما العالم البريطاني توماس ينگ فد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية هي حروف لأصوات.. حتى جاء أخيرا العالم الفرنسي شامبليون وتوصل إلى فك رموز هذه اللغة المصرية القديمة بعد ان عمل جاهدا على مضاهاة الحروف ببعضها البعض وخاصة الأسماء. فأصبحت اللغة الهيروغليفية مفهومة، وتم معرفة أبجديتها منذ عام 1822م. على يد شامبليون وحاز هذا العالم الفرنسي عالميا قوس السبق ومجد اكتشاف اللغة المصرية القديمة. هذا ماتعلمناه وغدا من البديهيات التريخية التي تتحدث عن حجر رشيد.
من هو أول من فك رموز الهيروغليفية؟.
نظرة انصاف للتاريخ ترينا ان العلم تراكمي، وأن شامبليون انما بنى نتائجه على علم من سبقه، فكما تقدم في الفقرة السابقة، فشامبليون على سبيل المثال قد سبقه الى فك بعض رموز حجر رشيد عالم سويدي وكذا آخر بريطاني، وغيرهما، وقطعا استفاد شامبليون مما توصلا ﺇليه، وعند هذه النقطة نقول: ﺇذا ما الذي يحول بينه وبين أن يكون قد استفاد أيضا من آخرين كانوا في الواقع هم من وضعوا الاساس وفتحوا الطريق الى هذه أللغة ؟!. هل هنالك آخرون؟ نعم دون أدنى شك. فليس شامبليون هو أول من ﺇكتشف وفك شفرة اللغة الهيروغليفية، وكونه فك الرموزالمكتوبة على الحجر شيء جيد ورائع. ولكن ألزعم أنه أول من اكتشف دلالات رموز اللغة الهيروغليفية فهذا غير صحيح وغمط للحقيقة .
ان أول من توصل الى مفتاح اللغة الهيروغليفية، وقام بتحليل العديد من رموزها، وتوصل الى تحديد القيمة الدقيقة للمقاطع الصوتية للنقوش (الصوت قد يتكون من أكثر من حرف) هو العالم العراقي ﺇبن وحشية، الذي سبق شامبليون بقرابة ألألف سنة. فابن وحشية في الواقع هو أول من سلط الضوء على الهيروغليفية، وله الريادة والسبق، وليس لشامبليون.

فمن هو العالم العراقي ﺇبن وحشية:
هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم المعروف أيضا بابن وحشية النبطي والمتوفى تقريبا في عام (296هـ -909م). وهو كيميائي وعالم لغوي وفلكي مسلم عاش في القرن الثالث الهجري. وترك مؤلفات عديدة تتجاوز الخمسين مؤلفا في علوم مختلفة.
أحد أهم وأنفس مؤلفاته كتاب مخطوط عنوانه (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) وهو المخطوط الذي كشف فيه ﻋﻦ ﺃﻗﻼﻡ ﺍﻷﲜﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ، فقد فك رموز (93) ألفبائية لشعوبٍ ساميةٍ ويونانيةٍ وهنديةٍ ومصريةٍ قديمة وغيرها، وكتب ابجدياتها، وقارنها باللغة العربية، ومن ضمن هذه اللغات التي وضع مفتاح فك رموزها، اللغة الهيروغليفية. وقد ترجم هذا الكتاب المخطوط الى اللغة الانجليزية المستشرق النمساوي (جوزيف همر) ونشر الطبعة متضمنة اللغتين العربية وألانجليزية وذلك في لندن عام 1806م ، أي قبل اكتشاف شامبليون بنحو ستة عشر عاما. مما يرجح استفادة شامبليون من كتاب ﺇبن وحشية في عملية قراءته لحجر رشيد. والذي يؤكد هذا الترجيح هو أن (سلفستر دي ساسي) نشر دراسة عن المخطوط في باريس عام 1810، وكانت بمثابة جرعة مساعدة للعالم شامبليون في ﺇكمال عملية كشفِه لرموز اللغة الهيروغليفية، إذ كان شامبليون معاصراً لتلك الدراسة وعلى تنافس كبير مع كاتبها (سلفستر دي ساسي).

بناء على ذلك بات من الواضح أن ﺇبن وحشية هو أول من قدم للعالم أساسيات منهج فهم اللغة الهيروغليفية وسجل التحليل ألألفبائي لجملة من ألأصوات (ألرموز وألنقوش) واثبت ما يقابلها من الحروف العربية. ولكن وللأسف الشديد تم التستر والتعمية (غالبا) عن قصد على فضل العالم العراقي المسلم ﺇبن وحشية عندما أرخو لمراحل دراسة حجر رشيد وللغة الهيروغليفية، وذلك لكي ينفرد علماء الغرب بهذا ألانجاز العلمي ألكبير.

خالد أحمد عبد المجيد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف