الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوكمة المقاومة الشعبية بقلم:عمر أبو الجديان

تاريخ النشر : 2018-04-26
المقاومة الشعبية هي أسلوب نضالي سلمي يستخدم ضمن الأساليب المتعددة للعمل الوطني، وذلك ليس إفلاساً وطنياً بل هو نموذج من نماذج النضال للثورات يبرهن سر قوة الثبات والصمود والتحدي للشعوب الباحثة عن حرياتها في مواجهة جند الاحتلال المدجج بالسلاح، ومظهراً بذلك الوجه الحقيق لمغتصبي الحقوق، وقد سبقني قامات وطنية كتبت وتحدثت في هذا المجال، واستشهدت ببعض النماذج للثورات المعاصرة مع ثنائي على ما ذكروه , فأنا لن أذهب بمقالي عن المقاومة الشعبية بعيداً، فانتفاضة الحجر الشعبية التي خاضها شعبنا المناضل عام 1987، والأقرب لنا كمفهوم للمقاومة الشعبية في فلسطين.
فالثورة الفلسطينية خرجت من رحم المعاناة مسلحة بالإيمان المطلق بعدالة قضيتها، وانتهجت عدة أساليب كفاحية ونضالية بداية من انطلاق الثورة الفلسطينية التي شهد لها القاسي والداني، وما زال أزيز رصاصاتها الذي لم يتوقف بعد يسمعها الجميع و قوافل شهداءها وجرحاها وأسراها مستمرة حتى يومنا هذا، ونتاج وضع إقليمي ودولي غير طبيعي متنكراً لحقوقنا الوطنية أحيكت المؤامرة من الصديق والعدو، فشن العدوان الدولي الهمجي في عام 1982 لإبعاد الثورة عن مناطق التماس مع الاحتلال تمهيداً للقضاء على الثورة الفلسطينية, فجاء الرد بحنكة قيادية بنقل المعركة وتوسيع دائرتها وتعزيز قوتها داخل الأرض المحتلة بغرس وزرع المفاهيم الثورية عبر الشريحة الشبابية داخل المؤسسات التعليمية كالجامعات وغيرها بأشكالها المشهود لها، كحركة الشبيبة الطلابية ولجان العمل التطوعي.. الخ، مما كان لها الدور الفعال في شحن الهمم وغرس وتعزيز المفاهيم الوطنية لدى الجماهير الفلسطينية، وقد تجلى ذلك واضحاً مع اندلاع انتفاضة الحجر الشعبية التي خاضها شعبنا على مدار سبع سنوات أمام أعتى آلة عسكرية مبهراً العالم بهذا التحدي والصمود، وجاعلاً العدو قزماً أمام هذا الكبرياء للكل الوطني الفلسطيني، فكان هناك الإبداع النضالي المميز، مما دفع بخلط الاوراق إقليمياً ودولياً، وأعاد للقضية الفلسطينية صدارتها في كافة المحافل الدولية، حيث أصبح الملف الفلسطيني في سلّم الأولويات الدولية، وأجبر العالم على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وإجبار العدو على الجلوس على طاولة المفاوضات، والذي كان يرفض مجرد التفكير فيها, فرفع العلم الفلسطيني على المنابر الدولية، والانتقال إلى معركة التفاوض الشرسة، والتي واجهت وما زالت تواجه بأكثر ضراوة التآمر الدولي والتهرب الإسرائيلي من دفع الاستحقاقات، علاوة على المتغيرات التي طرأت على القضية الفلسطينية، ومن أبرزها الضغط الدولي على القيادة الفلسطينية للتنازل عن الثوابت الوطنية، وبروز سياسة حكم القطب الواحد والداعم لمواقف الاحتلال وتنصله من التزاماته الدولية، وما زاد الطين بلة ما يجري في ساحات الدول العربية، مما دفع قامات وطنية من باب الوعي الوطني مستخلصة العبر من تاريخ الثورات المعاصرة بالمناداة باتخاذ المقاومة الشعبية السلمية كأسلوب ناجح في العمل النضالي مع الاحتفاظ بكافة الحقوق المشروعة للنضال الفلسطيني، وعدم إغلاق الباب أمامها على أن يكون أسلوب المقاومة الشعبية عاملاً أساسياً في خطف زمام المبادرة، وإحراج كافة القوى الدولية، ووضع الكرة في ملعب المحافل والمجالس والقمم الإقليمية والدولية لاغياً كل المخططات التي أحيكت وما زالت تحاك داخل دهاليز القوى العظمى ضد القضية الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعاصمتها القدس الشريف, ومن خلال هذا الأسلوب تنبعث روح الوحدة الوطنية كصورة جمالية من صور العمل النضالي الواجب تعزيزه ضمن مفاهيم وتوجهات وطنية صادقة لتصبح بمثابة تسونامي ثوري كاسح في وجه الاحتلال في ربوع الوطن وساحات الشتات، حيث أن الكل الفلسطيني دون استثناء في حالة غليان نتاج المؤامرة العظمى إقليمياً ودولياً وأطرافها المحلية، علاوة على قسوة الظروف التي يحياها الجميع ويتجرع السم بعدة أطعمة (كالاحتلال الغاشم، والانقسام البغيض، والحصار الظالم).
وفاءً منا لروح الشهيد زياد أبو عين، والصحفي ياسر مرتجى، ولجميع الشهداء الأكرم منا جميعاً، وإكراماً لجرحانا البواسل، وتقديراً لأسرانا الأبطال، ولتصبح ثورتنا الشعبية أكثر كفاءة وفعالية، لزاماً علينا الأخذ بعين الاعتبار التوصيات التالية:
- وضع برنامج ورؤية ذات أهداف واضحة المعالم لهذه الثورة الشعبية.
- نشر الوعي لدى الجماهير عن ماهية المقاومة الشعبية، ولنا في ذلك تجربة بدائية طيبة في ما سبق انتفاضة الحجر عام 1987، ولم يكن في حينها ما هو متوفر اليوم من وسائل سريعة لنشر الوعي.
- وضع خطط استراتيجية تسهم في استمرارية هذا الأسلوب النضالي واستدامة العطاء.
- الإفصاح للجماهير عن المبادرات والصفقات السياسية التي تقدم للقيادة الفلسطينية.
- عمل استفتاء شعبي للتصويت على أي قرار مصيري بخصوص القضية الفلسطينية حتى يشعر المواطن أنه شريك في صنع القرار بما يخص تحقيق مصيره، لكي يتحمل مسؤوليات قراره إن احتاج الأمر كأن يفرض حصار أو شن عدوان أو غيره.
- توحيد القيادة خلف هذا الحراك في شقي الوطن وفي الساحات الخارجية حتى لا يتم تجيير هذا الحراك لصالح جهة معينة أو مصلحة ما.
- تعزيز دور الإعلام في تسليط الضوء على المقاومة الشعبية ومردوداتها وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
- تعزيز مقومات الصمود للمواطن الفلسطيني، فالتحديات جسام والمعركة قوية وإنا لمنتصرون.
وذلك حرصاً منا لتجنب الإخفاقات التي حصلت في مسيرتنا الوطنية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف