"رمادا" للفقر والرايات الخاسرة بقلم محمد درويش

رمادا" للفقر والرايات الخاسرة

بقلم الاعلامي الشاعر محمد درويش *

ويوم تترك للنيران أن تلتهم غناك لتحولك رمادا" للفقر والرايات الخاسرة

ويوم تطحن عظامك المصائب والنكسات

ويسيل دمعك المدرار صبح مساء وأنت بلا ماء

وبلا ولد ولا والد او تلد

متروك للريح للفراغ للضياع

لقبور مفتوحة وجماجم تجمع دمعها الايام ...

ويوم لا قريب لك او منك او حتى بعيد

سوى الذكريات :

ويوم بذبل شبابك الاخضر ليحاصر اليباس

يوم لك ايها الشريد الغريد الباسم الحالم

تقطف ورودك الاحلام الذابلة

ثم تصطدم بالجدار

هيهات أنت الكسيح المعلق على مقصلة معدن الايام الملتهبة

نار تكويك ايها العزيز

مرهون عمرك للموت

.تطحن الايام مجدك الغابر

ثم لا تصل الى الحياة

بل موت من موت على موت في موت الى موت ...

يجمع أوراقه يحرق صوره يغادر سريره

يودع حيطان المنزل الصغير

يضيق عليه العمر

تضيق عليه الصفحات

يكره كل شيء دفعة واحدة

ثم يدخل في الوجع الاخير

تنهيدة من هنا وآه من هناك

قريب وبعيد يتنهد

لا احد يبكيك ايها المشلوح في التعاسة ..

جسر فوق نهر العذابات من المانيا منهايم عشب وضياع لا ينكسر فيك سوى الفرح

ويعمر الفقر في قلبك قصور الاوهام

لينكسشف أمامك مسرح الفراق

تقول وداعا" ايتها العائلة :

أنا عائد الى النوم الطويل ...

ومن عاش عاش

ومن مات مات ..

محمد درويش

اعلامي وشاعر

جنوب لبنان
صور