الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تابوت آخر للوجع بقلم:فضيلة معيرش

تاريخ النشر : 2018-04-25
اسْتدرجتْ ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تفتحُ الباب لتدعـوه للدخول، تعرتْ نظرتها من البهجة التي كانت تصاحب ملامحها كلما زارها . هذه المرّة وجهه شاحب على غير عادته أربكت الحيرة سؤالها عن أحواله تدري منذ أن تزوج تلك الغريبة و العثرات تلاحقه ، الأم صفية كلّ القريبات يحسدنها على ما نذرته من وقت وجهد لتتبع ورعاية أبنائها حتى بعد زواجهم ، لم تشأ التخلص من حمولة أوجاعهم كما فعل غيرها هذا ما قاله ابنها البكر شعبان و هو يحدق في تفاصيل مآسيها ويذكرها بوفاة والده ... تعقبت رائحة الأرق بعينيه وهو يقتفي تفاصيل الأفراح التي مازالت مقيمة بخانة الانتظار لعل وعسى زوجته صبرينة تتراجع عن قرار الخلع .تنهدت والدته وقالت : نجحت في ترتيب أمور حياتك كمدرب رياضي داخل السجون وأخفقت في جمع شمل الوفاء في بيتك .استأذنها في أخذ قسط من النوم ، معدته متقلبة ، وما أفرغه منها من ألم لا يبشر بتحسن.سألته مراجعة الطبيب .
اكتفى بهز رأسه ، وأغلق باب غرفة نوم والده المرحوم خلفه طلبا لراحة مزينة بالكبت. بقت الأمّ صفية تنبش فتيل الأمل الذي بداخلها بعود ثقاب متلف علها تخمد شعلة الألم التي استوطنت جوفها منذ موت زوجها الحاج أحمد ، تنهدت بصمت وهي تهمس : غدا أسجل في أوراقي الثبوتية التي بقلبي لاكتمال أشهر العدة ... أربعة أشهر إلا يوم ، وأنت الذي نام قدرك حوالي ستين سنة على مخدة قدري بحلوه ومرّها تقاسمت فيها معك رغيف الرضا .
تنفستْ أنسام المساء وهي تزفر لتتذكر صبرينة وكيف كانت تحسبها ابنة لها .ما أقدمت عليه لم يكن كرها بزوجها شعبان بقدر ما كان انتصارا لهزائم شتى ألحقها بها في ملاحقة الروائح الرديئة عند بعضهن.تحاشت الخوض في ذكريات تضاعفت من قسوة العمر بداخلها ، وانكبت في تحضير أطباق يفضلها ، وهي تدرك أن دقات قلبها غير منتظمة ...همست كما تعودت كلما كانت بمفردها ازداد عزاؤها لنفسها : هذه النبضات بصدري لا تهدأ ، قاتمة يغطيها وجع مباغت تذكرني بليلة رحيل الحاج أحمد .نادته بصوت منخفض وهي ترد عمّا بداخلها : تبا أيها الوجع المظلل ، لا وجود للأعذار المعتمة بجوفي لا مساند لك ، لو كان لك جسد لطعنتك و اتهمتك بالتحرش بي لم يردّ شعبان .
فتحت باب الغرفة وهي تدعوه للعشاء ، هزته برعشة طاعنة في الصراخ ...تسارعت خطوات الجيران ، خطوات الموت كانت أسرع . حملوا جسده الهامد للمشرحة عله يبوح بسره الذي استخفوا به فأهلكه.
فضيلة معيرش / الجزائر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف