الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حتى أنت يا مفتول..!!بقلم:د.أماني القرم

تاريخ النشر : 2018-04-25
حتى أنت يا مفتول..!!بقلم:د.أماني القرم
حتى أنت يا مفتول....

بقلم الدكتورة: أماني القرم

قبل أقل من شهرين، اعتبرت "فيرجين أتلانتك" شركة الطيران العالمية أن كلمة فلسطيني توازي مصطلح "ارهابي".. كيف؟ فالشركة لم تتعرض لهجوم بقنبلة فلسطينية، ولم يتم ضربها بحجر فلسطيني فانبعج هيكل إحدى طائراتها المتينة، ولم يُشهر مسافراً يحمل جوازاً فلسطينياً سكيناً واختطف الطائرة العتيدة.. الحقيقة أن الأمر أبعد من هذه الأمور التقليدية .. إنه  المفتول الأكلة الشعبية الفلسطينية وبالانجليزي Couscous”" سبب الإرهاب. خلاصة القصة أن الشركة قامت بوضع "سلطة المفتول الفلسطيني" على قائمة الطعام الخاصة بها. وما أن قرأ أحد الركاب  السمجين كلمة فلسطيني مرافقة للمفتول حتى أصابه انتفاخ وتلبك معوي ونفسي كاد أن يودي بحياته التافهة. وما كان من الحركات المزورة للتاريخ والجغرافيا إلا أن انبرت في حملة شعواء متشعبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر بمهاجمة الشركة، وإرسال رسائل متتالية لها متهمة إياها بدعم المفتول الارهابي، ومطالبة  بإلغاء كلمة فلسطيني في وصف المفتول من قائمة طعامها !!  وطبعاً انسحب الهجوم ليكون مكتملاً ومخيفاً على صاحب الشركة البريطانية"ريتشارد برانسون"  والذي قيل أنه قد بان على حقيقته، منادين بمقاطعة الشركة ورحلاتها ! وطبعا قامت الشركة بالاستجابة لطلب مزوري التاريخ والجغرافيا مبررة استجابتها بأنها حريصة على رضا زبائنها ومعتذرة عن أية إساءة سببها المفتول لهم . الفلسطيني بالطبع..
ما أدى بي لاستحضار هذه القصة هو قرار وزارة الخارجية الأمريكية بحذف مصطلح "الأراضي المحتلة " من تقريرها السنوي في تحدٍّ وخرق سافر للقوانين الدولية، واستبداله بيهودا والسامرة وهضبة الجولان، بناء على توصية ملحة وسابقة من السفير الأمريكي المتصهين "ديفيد فريدمان". والساخر في الأمر أن التقرير الذي يصدر سنوياً يوضع  خصيصاً لقياس حالة حقوق الانسان في العالم  والمنطقة !!
لم يات يوم أسوأ على القضية الفلسطينية من مثل هذه الأيام التي بات فيها التاريخ يكتب بأقلام عمياء منافقة يستباح فيها الزور والبهتان ليصبح حقيقة واقعة ..
إن ما يربط الروايتان هو المقدرة الصهيونية التي باتت علامة بارزة في هذا الزمان.. فالأصوات التي تدعمنا عالميا وعربيا تقل شيئا فشيئا مقابل ارتفاع أصوات نشاز طغت على المشهد بعلوها وصراخها.. وتمهد الطريق لاسرائيل وأدواتها على اختراق الحاجز النفسي والثقافي لدى العقل الجمعي العربي الذي كان يراها العدو.. فضلا عن استغلالها المنعطفات التاريخية لأولويات القيادات العربية لاختزال المسافة بينها وبين العرب.. فانقلب الحق باطلاً وباتت فلسطين عبئاً، وذلك بالتوازي مع حملة عالمية شديدة النشاط لشطب كل ماهو فلسطيني..
أفيقوا أيها العرب فالعدو أمامكم وليس خلفكم ..أفيقوا أيها الفلسطينيون فإذا كان المفتول إرهابيا فماذا نحن كائنون ؟ أخاف من يوم تذكرنا فيه القرون المقبلة  كشعب كان واندثر... وكما قال الشافعي رحمه الله:
ليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ .. ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف