الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دور الأدب في تشكيل الحالة الفلسطينية بقلم د. محمود عبد المجيد عساف

تاريخ النشر : 2018-04-25
دور الأدب في تشكيل الحالة الفلسطينية بقلم د. محمود عبد المجيد عساف
دور الأدب في تشكيل الحالة الفلسطينية
بقلم/ د. محمود عبد المجيد عساف

بعد ثورة اللغة وظهور نظرية دخول التاريخ من خلال الأدب، تم الانتباه إلى دور الأدب وتأثيره على تشكيل رؤى ووعي وقناعات الناس بما يحمل من مواقف وترجمات للواقع بصورة مختلفة تجسد المواقف واللحظات الحياتية بحجم إيمان الكاتب بما يكتب، وبمقدار ما يتذوق القارئ لمعاني الأبجديات .
والأدب الفلسطيني ليس مجرد قصة أو قصيدة أو نص، كتبه الكاتب للشهرة، أو قرأه القارئ للمتعة، بل هو تصوير للحدث الاجتماعي والسياسي والوطني بما يعزز مفهوم القضية الفلسطينية وعدالتها .
وفي يقيني المحدود فإن جل الأدب الفلسطيني جاء كعلاقة توجيهية قيادية وإن تلبس بمشاعر مختلفة ما بين الحب والحرب، والرومانسية والقلب، علاقة تدفع بالقارئ وتؤهله لتحمل المسؤولية وتدعوه لأن يكون أكثر التحاماً بقضيته الوطنية، لذا نجد أن خلال السنوات العشر الأخيرة ظهر العديد من الكتاب والأدباء الجدد الذين يحملون هماً وطنياً ظهر في كتاباتهم التي لاقت قبولاً عن شيوخ الأدب لما استطاعوا أن يوظفوا الحرف في تصوير الواقع، ورسم الأمنيات.
ولما كانت النفس بحاجة إلى رخاء في غذائها الفكري والعاطفي كحاجة الجسم إلى النعيم بعد التعب، فقد أثر الأدب الحديث وتنوعت صورة على المجتمع الفلسطيني بأن رأى فيه صور الوجبة الترفيهية رغم احتوائها على الكثير من السعرات الحرارية الوطنية، فنادراً جداً ما تجد منهم من خرج من عباءة القيم، بل أصروا على تعزيز الهوية والتراث دون تهميش للمعاصرة في إطار من الاتفاق والقواعد والتجويد.
وبالمقابل كان للأدب الفلسطيني تبعيات حادة نوعاً ما على المجتمع، فالتصور الأدبي وتذوقه الذي يختلف من شخص إلى آخر قد أضفى سواداً على القليل من الناس رغم قناعاتهم بجمال اللغة والصورة، ودفع بالعديد من الكتاب الجدد إلى كتابة المزيد مما راق للقراء، دون حساب للأثر السلبي وذلك تأثراً بالمشهد السياسي الأخير والمتمثل بالانقسام السياسي وانعكاسه على الحياة العامة .
ولأن الكاتب الحقيقي لا يساوم على قلمه، ولا ينسخ أفكار غيره، مهيأ نفسياً وعقلياً لحمل رسالة مفادها التحرر من القيود، والتعافي من أمراض التعصب والحزبية، ولأنه من الباحثين عن الحقيقة، ولأن الكتابة الآن طغت عليها الصورة حتى صارت تعرف بها، فإننا الفلسطينيين نحمل ذنبنا، لأننا قد نكون استهلكنا ثقافة غيرنا، ولم نلتفت جيداً إلى دور الأدب الفلسطيني الخاصة في نصرة قضيتنا، فكان النساخون منا وكتاب العادة، وساهم الفساد الإعلامي في تلميع من تعود الكتابة على حساب الكاتب الحقيقي، وأصبح لكل مدعي كتابة أو ثقافة جمهوره الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، فتشوهت الصورة حول القضية الفلسطينية، ودارت الشكوك حول الحقوق والثوابت الوطنية التي لا تسقط بالتقادم.
إن الأدب الفلسطيني الحقيقي كان ولا زال رافداً أساسياً لحركة التحرر الوطني، وعاملاً ملهماً في صقل الشخصية الوطنية، وتعزيز الجبهة الداخلية في ظل اضطراب المفاهيم وتصادم العلاقات وغياب الرؤية السليمة الواعية، رغم كل المحاولات لطمسه، وتجريده من مضمونه من قبل الأقلام المأجورة، والمواهب المزورة المدعومة من ثوار مواقع التواصل الاجتماعي الذين يدمنون المظاهر .
وعليه كان الأدب الفلسطيني أصدق وأغنى المصادر للتعرف إلى أحوال الناس وشؤونهم ومعاناتهم اليومية من الاحتلال وممارسته العميقة، إضافة إلى أن تدويل الأدب الفلسطيني جعل القراء من خارج الوطن يفكرون خارج حدود العقل والواقع، وجعلهم يتعاطفون مع أصحاب القضية الحقيقيين الذي خاضوا تجارب لم يعرفوها عنهم ، ولم يسمعوا بها من قبل .
وهنا .. يتركز الدور المطلوب من الأدباء في ممارسة النقد للأساطير الأدبية السائدة في المجتمع، ونعني بهذا النقد، نقد أشباه الكتاب والمثقفين، دعاة التنطع، ودعم المواهب الكامنة،  وتعرية القاع للمشهد الثقافي/ الأدبي في المجتمع بعد تردي الأوضاع الثقافية وتداخل المصطلحات وتعارض القيم والترويج للثقافة الاستهلاكية لبعض النساخين الجدد كطرق للخروج من الأزمة ومحاصرة أصحاب الكلمة الحرة بحجة تشجيع المبدعين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف