الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرصاص الصامت بقلم:أحمد بن ناصر

تاريخ النشر : 2018-04-23
الرصاص الصامت

احمد بن ناصر بن ماجد المعمري

إن اغتيال فادي البطش العالم الفلسطيني في ماليزيا لا ولن تخرج عن كونها أيادي موسادية إسرائيلية ، فضحيتهم في هذه المرة عالم حاصل على الدكتوراه في الهندسة الإكترونية وله عدة إنجازات مهمة حصل من خلالها على براءات إختراع وهو أول عربي يُسلّم جائزة "خزانة" الماليزية.

لا نحتاج كثيرا لتفصيل لماذا يغتال الصهاينة مثل هذا العالم العربي المسلم؟ فمنذ نشوء هذا الكيان وما دام عرق واحد ينبض فيه، فإن هدفه الأول إبقاء امتنا في الحضيض وقطع أرجلها عن اللحاق بالركب ومسابقة الأمم وأهم طرقه في ذلك اغتيال المخترعين والمكتشفين العرب والمسلمين مثل العالمة النووية سميرة موسى التي اغتيلت في أمريكا والعالم النووي يحيى المشد الذي كان من اهم مؤسسي البرنامج النووي العراقي اغتيل في فرنسا وسمير نجيب وجمال حمدان ونبيل فليفل وإبراهيم الظاهر وجاسم الذهبي والقائمة تطول جدا بأسماء هؤلاء العلماء الذين طالتهم الأيد الخفية.

وإن كانت إسرائيل يدها طويلة في الخمسينات والستينات وهي في عصر المهد تغتال من تريد شرقا وغربا وكل يوم تُكتشف لها شبكات سرية وعملاء تخريب من المحيط للخليج، فإلى أي درجة قد وصلت اليوم بعد مضي نصف قرن؟! والسؤال الأهم، لم لا تكتشف مؤخرا الشبكات التجسس الإسرائيلية في بلدان العرب كالسابق؟! ونحن نعلم جميعا إن إسرائيل لا تثق في حلفائها الغربيين حتى! فقد تجسست على أمريكا وسرقت وثائق ومخططات لبعض الأسلحة منها كما إنها دمرت بارجة أمريكية في المتوسط كانت تتجسس على سير الحرب الإسرائيلية العربية، فكيف بدول تعتبرها أشد أعدائها وكل سكانها لها كارهون إلا الساسة طبعا! أم إن بعض الحكومات في المنطقة تكفلت بدور الشرطي الخادم لأمن إسرائيل فتعتقل كل من تراه خطرا عليها وتسلمها معلومات إلى من لا تطاله ايديهم في دول أخرى لتتكفل هي به!

الشيء المؤكد إنه إذا كانت هناك 50 شبكة تجسس إسرائيلية في الستينات فإنها اليوم اضعاف ذلك بكثير، و وأفراد هذه الشبكات يتقنعون بقناع التجار الأثرياء واصحاب الفنادق الفارهة والمطاعم الفاخرة والمستثمرين الأجانب ممن يترصدون الحكام والوزراء وكبار الضباط وكبار رجال الدولة والدكاترة والإعلاميين وأسرهم ويقيمون معهم علاقات حميمة تمكنهم مستقبلا من الوصول لأكثر المعلومات حساسية، ومنهم من يتجولون في المدن والقرى والجبال والوديان ويلتقون بأهل تلك المناطق ويقيمون معهم علاقات صداقة بزيّ مستكشفين جغرافيين او كتاب تاريخين، وبعض هذه الشبكات تتلقّفُ الطلاب المبتعثين في الخارج عن طريق الحسناوات والمال وغيرها من الاغراءات وهلم جرا على الموضوع، وإني لأجزم إن العواصم العربية قد عششت وفرخت فيها طيور الموساد، والحالة المزرية اليوم للعرب تبين بصورة واضحة ما لهذا الموساد من يد على كبار رجال الدول العربية والمتنفذين فيها وكما قالت العرب قديما "وراء الأكمة ما وراءها".

وللأسف قد تعدى عبث هذا الجهاز بالبلدان المجاورة لفلسطين المحتلة ليضرب بجذوره في أماكن ما ظن يوما أن يرى فيها ما يرى اليوم، وكل هذه الخطط نسجت منذ سنين والآن تحصد ثمارها فقط، فقد تزايدت الحكومات المتصهينة وأشتد نباحها وعظم ويلها على شعوبها وعلى المنطقة، وقد اطلقوا كلابهم في الإعلام وذئابهم في الأرض على كل من خالفهم وأصطف مع القضية، وأعظم بها مصيبة اصطفاف الدعاة الكبار الذين ظن الناس فيهم خيرا واتبعوهم لسنين، فاخذوا يزينون للناس الباطل بألسنة رطبة لدرهم أو جاه موعود لدنيا زائلة طالما ذكّروا الناس بخرابها وفنائها! وقد قلت فيهم وأشباههم:

أَلِدرْهَمٍ وَقَفَ الْفَقِيهُ مُحَاجِجَاً
عَنْ ظَالِمٍ زَعَمَ الرِّبَاطَ مُحَرَّمَا

لَوْ كَانَ عَبْدُ نُخَاسَةٍ بِمَكَانِهِ
رَفَضَ الدّرَاهِمَ عِفّةً وَتَكَرُّمَا

أَسَفِي عَلَيْهِ يُقَادُ مِثْلَ حِمَارَةٍ
يُرْمَى إِلْيَهَا الْعُشْبُ كَيْ تَتَقَدَّمَا

مَا ضَرَّ أَهْلُ الْحَقِ كِثْرَةُ جَمْعِهِمْ
فالحَقُّ مِثْلُ الشَّمْسِ لَنْ تَتَعَتَّمَا

حَاشَا رَسُولَ اللهِ فِي أَقْوَالِهِ
يَدْعُو لِنَصْرِ الظُّلْمِ كَيْ يَتَحَكَّمَا

ولكنا مؤمنون بقول الله تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ ) [سورة فاطر 43] ولن ينفع هذه الأمة سعيها الحثيث للتطور عن طريق بناء الملاهي والمراقص والحانات ودور البغاء ،ولكن الأمم تقوم وتنهض بإعداد الرجال وشحذ الهمم وصقل الخبرات، ومما قرأت إن أمريكا في القرن المنصرم قبضت على جاسوس سوفيتي من ضمن شبكة تجسسية، كان يعمل معلما في إحدى الجامعات عندها، ولكن السلطات لم تجد عنده ما عند غيره من الوثائق والمعلومات السرية وتحت وطأة التعذيب اعترف بأنه مرسول كي يخلط لإدارة الجامعة اوراق طموحات الشباب ويحرفهم عن المسار الذي يبدعون فيه، ولعمري نحن هذا يحدث عندنا دون جاسوس سوفيتي! ومن الجيد أن نستذكر قول هتلر معتذرا لنابليون عند احتلاله لفرنسا “عزيزي نابليون، سامحني لأني هزمت بلدك .. لكن يجب أن تعرف ان شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق”.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف