الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات بقلم حنان أمين سيف

تاريخ النشر : 2018-04-22
ذكريات
جلست منى بنت الخمسة وعشرين ربيعا على شاطى البحرأمام الشالية الذى يذكرها بأجمل الأيام واللحظات السعيدة التى قضتها فى صغرها. بعدما أنهكها التعب من المشى واللف طوال اليوم فى شوارع الإسكندرية.
وتذكرت منى كل ما مر بحياتها كأنه شريط يمر أمامها ، تذكرت فيه أيام سعادتها وأيام حزنها.
وتذكرت وهى تمشى على شاطئ البحر تمسك يد والدها وهو ينادى (فريسكا) وهى تقلده وتنادى مثله، وتذكرت وهو يعطى الناس الفريسكا وهى تأخذ النقود وكلها سعادة كأنها تمتلك الدنيا ، و وقت الراحة يأخذها والدها إلى محله الصغير بجوار الشاطئ للجلوس فيه يأكلان ويرتاحان قليلا فبل البدء رحلة البيع على الشاطئ مرة أخرى .
ثم ابتسمت وتذكرت ذلك الشاب الذى كان دائما يأتى فى الصيف مع أسرته حيث كان لهم شاليه على البحر يقضون فيه الصيف.
تذكرته وكان يكبرها بخمسة أعوام، كان يعلمها القراءة والكتابة لأنها لم تدخل المدرسة لان والدها لم يستطع الانفاق على كل أولاده فى التعليم وهى كانت الابنة الثامنة لوالدها.
ولم تنتبه إلا على صوت أبيها يقول : يا أبنتى الوقت تأخر يجب العودة إلى البيت للاستعداد لزواجك.
ذهبت مع والدها ، وفى طريقها إلى البيت ظل والدها يكلمها عن الاستعداد للزواج وعن الفرح وأنها سوف تكون ليلة جميلة.
لكن منى لم تسمع كلمة مما قاله لها والدها طول الطريق وكانت تفكر فى حبها لذلك الشاب الذى كانت تراقبه دائما عندما يأتى الى المصيف كل عام.
ظلت تحلم بأن يأتى يوم وتتزوج هذا الشاب بعد أن تصارحه بحبها له من الصغر .
كان لها حلما يراودها كلما خلدت للنوم. كانت دائمة التفكير فيه باستمرار .لكنه انقطع عن الحضور للمصيف هو وأسرته فترة طويلة، وكانت تذهب إلى الشاليه على أمل أن تجد أحدا هناك أو أن تراه عائدا مرة أخرى . لكنها تعود كل مرة بدون فائدة لا تجد أحدا والشاليه أصبح مهجورا.
شاب جار لهم كان يحبها منذ فترة طويلة ، وكلما تقرب إليها أو حاول أن يكلمها كانت دائما تتهرب منه. ظل يطاردها، يحاول لفت انتباهها ، لكن دون جدوى .
تقدم لخطبتها، لكنها ظلت تماطل فى الموافقة وظل والدها يقول :يا أبنتى أنت الآن وصلت لسن الخامسة والعشرين ولا بد من الزواج وتكوين أسرة لكى تراعيها وتراعيك عند الكبر ، أنا أيامى فى الدنيا قليلة بعدما أصابنى المرض وجميع إخوتك تزوجوا ووالدتك رحمها الله أوصتنى بك ،وهذا الشاب مستقيم ويعمل ويتحمل أعباء الزواج وسوف يصونك ويرعاك .
منى لم تقتنع بكلام أبيها لأنه يوجد ما يشغل عقلها وقلبها ذلك الشاب الوسيم الذى أحبته منذ الصغر لكن لا جدوى من كل هذا أمام إصرار والدها على تزوجيها.
ووافقت منى على الزواج لإرضاء أبيها، ولكن بداخلها حزن لا يوصف. وفارقت الابتسامة وجهها المشرق دائما. ولاحظ الأب وسألها عن السبب فقالت السبب حزنها لأنها سوف تتركه وحيدا .
أتفق الأهل على يوم عقد القران وأخبرها والدها أن تجهز نفسها لهذا اليوم الذى ينتظره ولم يتبق عليه سوى أسبوع .
عندما سمعت هذا من والدها ظلت تبكى طوال الليل ولكنها لا تجد من ينجدها ، وظلت تدعوا الله أن يحدث شئ والزواج لا يتم وتنظر إلى أبيها تجده سعيدا كونه أوصل ابنته لبر الأمان وسوف يتركها مع شاب يصونها من بعده.
وفى اليوم السابق ليوم الزفاف استيقظت منى فى الصباح الباكر وذهبت إلى البحرتشتكى له حظها وحزنها وفقدان السعادة التى طالما حلمت بها مع هذا الذى سكن قلبها ووجدانها .
ونظرت بعينيها البراقتين ، وجدت المفاجأة التى كادت أن توقف قلبها من الفرحة.
وجدت الشاليه مفتوحا اقتربت منه وسمعت أصواتا واقتربت وقلبها يدق فرحا على أمل أن ترى حبيبها .
ووقفت تراقب علها تلمح فتى أحلامها الذى حلمت به طول عمرها. وفجأة سمعت صوتا من يناديها? اشتد قلبها فى الخفقان بسرعة شديدة ،أنه صوته ، صوت حبيبها الذى تنتظره .
لم تصدق عينيها ، وظلت تنظر إليه وهو يكلمها ، وهى لا تسمع منه شيئا وتكتفى بالنظر فى عينية وتتأمل ملامح وجهه .
ثم انتبهت أخيرا وأفاقت على صوت طفل صغير يناديه (بابا تعالى كلم ماما)
وقتها نظرت له فى دهشة وقالت له هل تزوجت؟ قال لها نعم تزوجت صديقتى فى الجامعة وهى حب عمرى لا استطيع العيش بدونها.
وسألها هل تزوجت أنت أيضا؟ فضحكت ضحكة حزينة ،وأحست أن روحها سوف تخرج منها وأنها سوف تختنق. أجابته (فرحى بعد أيام ) قال لها أكيد سوف أحضر والحمد لله أنى جئت اليوم لكى أحضر فرحك. ثم أستأذن ومشى مع ابنه فى طريقه للشاليه وهى واقفة تراقبه بعينيها، وكلها دموع و حسرة وألم وندم على سنين عمرها التى أضاعتها فى حب هذا الشاب .
عادت الى بيتها وكان كل ما يشغل بالها كيف ضيعت سنوات وسنوات فى حب شاب لم يشعر بها و لم يفكر فيها يوما .
ووعدت نفسها أن تنسى ، وأن تتقرب وتحب زوجها وأقتنعت بكلام والدها أن الحب يأتى بعد الزواج فقررت تعيش حياة سعيدة .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف