الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مواقف في رحلة العمر - 64 بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2018-04-22
مواقف في رحلة العمر - 64 بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
مواقف في رحلة العمر - 64
(استغلال الأمانة) !!
ياسين عبد الله السعدي
مرت فترة من الزمن أيام الإدارة المدنية كانت مادة الإسمنت لمن ينوي بناء دار له تتم بتقديم طلب إلى شركة (نيشر) للحصول على الإسمنت بالسعر الرسمي لأن الحركة العمرانية صارت نشطة جدا في أواخر سبعينات القرن الماضي لوفرة فرص العمل في إسرائيل حتى صار كثير من الأهل في الأردن يحضرون إلى ذويهم بعد الحصول على تصريح زيارة صيفية يستغلونها للعمل في إسرائيل بالإضافة إلى الزيارة التي كانت مدتها ثلاثة أشهر قابلة للتجديد وكان بعضهم يتجاوز مدة التصريح ولا يرجع إلى الأردن عند انتهاء مدة التصريح ويبقى في الضفة وكانت إسرائيل تتغاضى عن ذلك أحيانا.
كان مكتب شركة (نيشر) موجوداً في الناصرة وكان كل مواطن ينوي بناء بيت يتقدم بطلب الحصول على حصته التي تقررها الشركة؛ من الخليل جنوباً إلى جنين شمالاً، وبعدها ينتظر المواطن دوره.
كان ثمن الاسمنت يدفع سلفاً بالسعر الرسمي وتقوم الشركة بتوصيل الإسمنت بشاحنات عندما تتوفر الكمية بعد مدة محدودة قد تستغرق أسبوعا أو أسبوعين أو أكثر قليلاً. قدمت طلبا عندما قررت مباشرة بناء سكن يضم عمارة في جنين لي ولأشقائي ومكثت أنتظر حتى زاد الانتظار على ستة أشهر ولذلك كنت أشتري الاسمنت من السوق المحلي عندما بدأتُ بعمل الأساسات (القواعد) والأعمدة قبل صبة السقف وأكملت الطابق الأرضي بشراء الإسمنت من السوق..
راجعت مدير مكتب الشركة في الناصرة مرات عديدة وكان المدير يجيبني: انتظر دورك وفي المرة الأخيرة قلت له يبدو أنني سوف أكمل البناء قبل أن يصلني الدور وخرجت وقد صممت على كتابة شكوى إلى إدارة الشركة في تل أبيب. حصلت على عنوان الشركة الأم من سائق شاحنة من قرية المشهد شمال الناصرة تعرفت عليه عندما كنت أسافر لممارسة العمل التجاري في دكان الصديق مصباح حسن في القرية.
أرسلت الرسالة مرفقة بصورة عن طلب الرخصة وعليها تاريخ تقديم الطلب الذي تقدمت به مع وضع تاريخ تقديم الشكوى للمقارنة بين التاريخين الذي زاد عن ستة أشهر. بعد أقل من أسبوع، وقبل صبة الباطون للطابق الأول فوجئت بسائق الشاحنة يسأل عني حسب عنواني في المكتبة التي تقع في مركز مدينة جنين. اتصل بي شقيقي زكريا الذي يدير المكتبة حيث كنت أعمل معلما في مدرسة حطين القريبة من المسجد الكبير قبل أن تنقل المدرسة إلى موقعها الجديد في حي البساتين سنة 1979م، كما أذكر ذلك جيداً.
استأذنت مدير المدرسة بالغياب مدة لكي أتسلم الإسمنت وإنزاله في مكان البناء وتوجهت إلى السائق الذي كان يقف بشاحنته قرب المكتبة. وعندما وصلت إليه ألقيت عليه التحية فرد علي بمثلها وسألني هل أنت ياسين السعدي؟ أجبته بالإيجاب فأخبرني أن هذا هو الإسمنت الذي طلبته من نيشر فأين تريد إنزاله؟ فأجبت طبعا في مكان العمل فقد مضى أكثر من ستة أشهر منذ قدمت الطلب ولا زلت أنتظره.
رأيت مجموعة من الشباب تعتلي الشاحنة لكي تقوم بإنزال الحمولة فقلت له: هل أنت طلبت كل هؤلاء لإنزال الحمولة؟ فقال أنا لم أطلب أحداً وإنما اعتلوا الشاحنة بأنفسهم كالعادة كلما أحضرت حمولة إلى تاجر أو شخص آخر من الذين يطلبون الإسمنت من الشركة. قلت له ومن يدفع أجرة هذا الجيش من الحمالين؟ أجاب صاحب الطلب. أما أنا فما علي إلا إيصال البضاعة وصاحبها هو الذي يطلب الحمالين. فتوجهت إليهم وقلت لهم إني أريد أربعة عمال فقط وعلى الجميع النزول من الشاحنة وأنا الذي أختار من أريده.
لم ينزل عامل منهم وظلوا يعتلون الشاحنة غير مكترثين. عرفت بعضهم من الذين كنت قد علمتهم في المدرسة فاخترت أربعة منهم وقلت لهم هؤلاء الذين أريدهم وعلى الباقي أن ينزلوا ولكنهم ظلوا يعتلون الشاحنة جميعهم. توجهت إلى السائق وقلت له انتهى دوري الآن وإذا حدث لأحدهم حادث فسوف تكون مسئولا عنه فتوجه إليهم قائلا: إذا لم تنزلوا سوف أطلب لكم الشرطة. فأخذوا بالنزول وبقي الأربعة الذين اخترتهم.
قرأت بعد ذلك خبراً منشورا في الجريدة يذكر اعتقال مدير الشركة في الناصرة وتوجيه تهمة استغلال أثمان الإسمنت التي تُدفع له سلفا وتشغيلها في حسابه الخاص بسعر الفائدة في البنك لمدة ستة أشهر وربما أكثر من ذلك.
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 2242018؛ صفحة 14
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف