شقيف الشقفاوي
من روايتي 33 ( عائد من الظل )
الإهداء : إلى الكاتب حسين ليشوري
انتابت الضبيش موجة سعال حادة كانت كافية ليتنبه النمس لتلك الإشارة التي اعتادها من قبل ، فقد كان للسعال المتواصل معنى ، اعتاده رواد المقهى خلال اللحظات المحرجة و الأوقات الخطيرة ، فيغيروا وجهة الحديث حتى لا يتقاطع مع القادم السيئ ، غير أن بوخن واصل كلامه بنوع من السذاجة و التحدى مما أثار شيء من الصمت و الخوف داخل المقهى ،
قال له الضبيش و قد مد رجله تحت الطاولة و نكزه إلى ساقه قصد تنبيهه
_ ألعب يا بوخنشور ،،،
وقف الميهوب بوقصيعة في باب المقهى وقفة تحدي ، و قد ثنى قطعة المعدن و تركها تتدلى على ظهره ، و طلب من النادل قهوة بمقاييسها المعتادة التي يشترطها على الدوام ،
شعر بوخن برجفة الخوف تسري في أوصاله حين سمع صوت الميهوب ، و أحس بحركة مريبة في بطنه و كيف لا يرتجف أمام عزرائيل القرية كما تسميه أمهات المفقودين ،
لم يستطع الضبيش تغيير موضوع الكلام و تخطي الحرج و قد أصيب بالذهول ، لو لا تدخل النمس بنقره أحجار الدومينو و طرحه للقطعة الموالية قائلا
_ تموت ،،،،؟؟؟؟؟
في تلك الأثناء كان الضبيش يطبل على سطح الطاولة و يحرك رأسه حركة دائرية على طريقة زروال حين يلقي خطاباته لتحريض الجزائريين على القتل و المجازر و إزهاق الأرواح
و قال :
_ تموت ،،،تموت لا تعرفون إلا الموت ،،،؟
أما بوخن فقد تاه في همومه و استعصت عليه الحالة التي هو فيها ، فالبلدية تمادت في إدراجه ضمن قائمة المعوزين ،لأنه ترشح للبرلمان في حين لا يحوز على عشاء ليلة ، حتى البناء الريفي سرقه منه قريب عمار بو لرواح ،
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
من روايتي 33 ( عائد من الظل )
الإهداء : إلى الكاتب حسين ليشوري
انتابت الضبيش موجة سعال حادة كانت كافية ليتنبه النمس لتلك الإشارة التي اعتادها من قبل ، فقد كان للسعال المتواصل معنى ، اعتاده رواد المقهى خلال اللحظات المحرجة و الأوقات الخطيرة ، فيغيروا وجهة الحديث حتى لا يتقاطع مع القادم السيئ ، غير أن بوخن واصل كلامه بنوع من السذاجة و التحدى مما أثار شيء من الصمت و الخوف داخل المقهى ،
قال له الضبيش و قد مد رجله تحت الطاولة و نكزه إلى ساقه قصد تنبيهه
_ ألعب يا بوخنشور ،،،
وقف الميهوب بوقصيعة في باب المقهى وقفة تحدي ، و قد ثنى قطعة المعدن و تركها تتدلى على ظهره ، و طلب من النادل قهوة بمقاييسها المعتادة التي يشترطها على الدوام ،
شعر بوخن برجفة الخوف تسري في أوصاله حين سمع صوت الميهوب ، و أحس بحركة مريبة في بطنه و كيف لا يرتجف أمام عزرائيل القرية كما تسميه أمهات المفقودين ،
لم يستطع الضبيش تغيير موضوع الكلام و تخطي الحرج و قد أصيب بالذهول ، لو لا تدخل النمس بنقره أحجار الدومينو و طرحه للقطعة الموالية قائلا
_ تموت ،،،،؟؟؟؟؟
في تلك الأثناء كان الضبيش يطبل على سطح الطاولة و يحرك رأسه حركة دائرية على طريقة زروال حين يلقي خطاباته لتحريض الجزائريين على القتل و المجازر و إزهاق الأرواح
و قال :
_ تموت ،،،تموت لا تعرفون إلا الموت ،،،؟
أما بوخن فقد تاه في همومه و استعصت عليه الحالة التي هو فيها ، فالبلدية تمادت في إدراجه ضمن قائمة المعوزين ،لأنه ترشح للبرلمان في حين لا يحوز على عشاء ليلة ، حتى البناء الريفي سرقه منه قريب عمار بو لرواح ،
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي