الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مصر في أدب نجيب محفوظ بقلم: د.عادل عامر

تاريخ النشر : 2018-04-21
مصر في أدب نجيب محفوظ بقلم: د.عادل عامر
مصر في ادب نجيب محفوظ
الدكتور عادل عامر
رأى محفوظ التاريخ والمجتمع المصري، وكما أراد لفت الأنظار بثلاثيته عن مصر القديمة إلى قوة الشعب المصري وكيف استطاع طرد الهكسوس والمعتدين من أرضه بالمقاومة والثورة وحرصه على الحرية، وكأنه كان يحث الشعب على نفض الهوان وغرس الحماس في نفسه ليثور على الاحتلال الإنجليزي، كما طرد أجداده الهكسوس. وكتاباته المحملة بتجاربه الإنسانية ورؤاه الفلسفية ما جعلها تصل إلى أي قارئ بأنحاء العالم، ما يؤكد أن الأدب الحقيقي مرآة تنعكس عليها حياة الشعوب.
أرسل بصره من النافذة (نافذة القطار) فارّا من أفكاره، فرأى الحقول تترامى حتى الأفق، والخضرة يافعة ناضرة بهيجة، تميل رؤوسها مع الهواء في موجات متصلة، وهنا وهناك فلاحون وثيران تلوح كالدمى تكاد تبتلعها الأرض، وسوائم ترعى، وفوق هذا كله سماء الخريف متلفعة ببياض شاحب ينحسر في أكثر من موضع عن بحيرات من زرقة صافية. مر القطار بجدول صاف، ذابت أشعة الشمس على سطحه زئبقا يبهر الأعين، ورأى أسلاك البرق في أمواجها المتواصلة تشملها حركة منتظمة كأنها تسبح في الفضاء على وقع طقطقة القاطرة الرتيبة، ثم مد بصره مرة أخرى إلى الأرض المنبسطة الصامتة المصابرة الخيرة، فذكر دون وعي أمه !..
كهذه الأرض الخضراء صبرا وجودا والدهر يحرثها بسنانه !.. لم يعد بوسعها أن تقوم بزيارة محترمة لأنها لا تجد الثياب اللائقة، وتغيمت عيناه فغابت عن ناظريه بهجة المنظر، ودعا الله أن يرزقه حتى يرفه عن أمه المتبصرة وأسرته المتجلدة.
بالتأصيل للاهتمام بقضايا المرأة في مصر الحديثة، مفتتح القرن 19، الذي شهد بداية حركة تحرير المرأة المصرية، واقتناع مجموعة من المثقفين والمستنيرين المصريين بأن تحرير الوطن يجب أن يبدأ بتحرير المرأة أن ذلك التطور في الفكر الاجتماعي قد صاحبه ازدهار في النشاط الصحافي والإنتاج الأدبي؛ وقد ترتب على ذلك الرواج الصحفي ارتفاع أسهم النثر العربي، على حساب الشعر. ولم يلبث ذلك النثر أن تخلص من عيوب كانت تجعله صعبا على قارئ الصحيفة؛
ثم ظهرت حركة ترجمة للروايات العالمية، التي أقبل عليها القراء؛ فأثمر ذلك كله أن بدأت إرهاصات الكتابات الروائية. ويسجل التاريخ الأدبي أن " زينب " – 1914، لمحمد حسين هيكل، هي أول رواية في الأدب العربي الحديث، يتوفر لها الشكل الأقرب إلى الاكتمال الفني. لقد تأثرت الموجة الأولى من الروائيين المصريين، والعرب عامة، بالحياة والأدب الأوربيين، بدرجات متفاوتة، حسب الخبرة الفردية بهذين العاملين؛
وقد صــوّرت المرأة في إنتاج هؤلاء الرواد الروائيين على أنها مجرد مخلوق جميل، يثير المشاعر، نبيلها أو خبيثها، على حد سواء، دون أن يكون لها كيان مستقل. كما أن معظم هؤلاء الأدباء قد تفادوا تقديم وتصوير المرأة المسلمة في رواياتهم، حتى لا يتعرضوا للتقاليد الإسلامية؛ ولجأوا إلى اختيار بطــلاتهــم من بنات وسيدات الأقليات.
وقد تباينت أنماط الشخصيات النسائية التي وردت في الروايات التالية لزينب؛ فمعظم من جاءوا بعد هيكل قدموا شخصيات نسائية، من الريف والمدن المصرية، ضعيفة وخاضعة تماما للرجل، يحميها أو يستغلها.
أما ( العقاد )، فقد صور بطلته اليهودية " ســـــارة " - في الرواية التي تحمل اسمهـــا، 1938 - كامرأة مخادعة، كاذبة، خائنة؛ وعلى العكس منه، جاءت بطلات كتاب مثل محمد عبد الحليم عبد الله، ويوسف السباعي، نساء مثاليات، ملائكيـــات الطبـــاع. لعلى لم أعرف من بين أدباءنا المعاصرين أديبا شغلته قضية الدين وعلاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى كما شغلت أديبنا فإن القارئ لأعماله التي قاربت الأربعين لا يكاد يخطئ في واحدة منها إشارة هنا أو تصريح هناك يثير هذه القضية من قريب أو من بعيد. وعلى مدى هذه الأعمال كلها ظل سر الحياة وحكمة الوجود, والثواب والعقاب, وعلاقة الناس بالخالق..
طلاسم في عين الكاتب, لا يصل كلما طرقها إلا إلى مزيد من التساؤل والتشكك.." ومن بعدها رواية «الطريق» التي يبحث فيها الشاب عن أبيه الغائب «رمز الرب» دون جدوى، ثم «ثرثرة فوق النيل»، بكل ما فيها من هستيريا وحشيش ولا معقول هي نتيجة معقولة جدا لكونها مبنية على الصدفة، أو كما انتهت الرواية على لسان بطلها «أصل المتاعب مهارة قرد".
ثم بدأ التغير يظهر في عالم نجيب محفوظ الروائي مع دخوله عالم الصوفية الزاخر بأسرار الروح. وإذا كان العقل فشل في إعطائه الراحة المنشودة فقد لجأ إلى الصوفية واحة المُعذبين. فمن الشيخ الصوفي في «اللص والكلاب» إلى ملحمة «الحرافيش» التي تدور في خلفية من التكية والأناشيد الغامضة الجميلة، إلى «ليالي ألف ليلة»، ليترجم ذلك فيما بعد في حوار صحفي يقول فيه شارحاً حاله:
«لقد آمن القلب فشد العقل وراءه". ثم تنتهى الحيرة تماما مع رواية «رحلة بن فطومة»، الرحالة المؤمن بالله الذى ترك دياره سخطاً على سوء فهم المسلمين للإسلام، ولحظة سماعه للأذان بعد غربة طويلة وفرحته بذلك «رمز قوى له» ورفضه الجمود ومناداته بالاجتهاد. أن أقول إن الصوفية «بمعناها الحقيقي» هي التي أنقذت في النهاية نجيب محفوظ من الحيرة. يقول على لسان جعفر الراوي في رواية «قلب الليل»: «لقد اكتشفت عالم العقل ففُتنت به. مأساتي الخاصة نشأت بين الصراع بين عقلي وإيماني الراسخ بالله. تزعزعت ثقتي في الإيمان الخالص كما تزعزعت في لغة القلب
وأحياناً يتدخل السارد برأيه أو مشاعره فيظهر متعاطفاً مع بعض الشخصيات في مواضع، فيُلاحظ أن ثمة فارقاً في تصوير المؤلف لشخصية حميـدة في علاقتها بعباس الحلـو حيث يُلحظ فيها حضور السارد؛ لمحاولة الشرح والتفسير، فيصف حب عباس بالطاهر العفيف، وكأنه يريد أن يشير إلى قدسية ذلك الزقاق، فكل ما فيه يجلب الخير، وكل محاولة للابتعاد عنه هي بداية للشقاء الأبدي. «سَكرَ قلبه برحيق نشوة سامرة، ولم يكن له عهد بمثلها من قبل كان محباً صادقاً ملتهب العاطفة.. كان كالحمام يحلق في السماء ويطوف بأطرافها ثم يقع في النهاية على برجه ملبياً صفير صاحبه فهي دون النساء جميعاً أمله المنشود يعتبر اتجاه محفوظ الأديب لكتابة السيناريو السينمائي بدعا أو شاذا عن غيره من الأدباء العالميين بل نبغ كغيره مثل: ماركيز وسارتر وغيرهما، لكنه كان من الأدباء المصريين القلائل الذين نظروا إلى السينما نظرة جادة، وكتبوا لها ليرفعوا من شأنها، بتحويلها من عمل تجاري محض، إلى عمل فني متكامل يمس الجماهير ويحقق مطلبها الحقيقي بفن جاد.
تؤكد بدايات محفوظ أنه لم يكن يعرف ما هو السيناريو السينمائي عندما التقى بالمخرج صلاح أبو سيف عن طريق صديقهما المشترك الدكتور فؤاد نويرة، فكان أبو سيف قد قرأ رواية عبث الأقدار، وأحس أنه أمام كاتب لديه ما يقوله.
وقد قدم محفوظ مع المخرج صلاح أبو سيف أعمالا ليست بالرومانسية الصرفة، ولم تكن ذات نزعة تجارية تغازل الجمهور وتخطب ود شباك التذاكر، بل انحازا بوضوح إلى صف الطبقات الفقيرة والمضطهدة بفعل وجود التوافق بينهما والميول الاشتراكية. وهذا ما جعل سيناريوهات أفلامه تواجه دوما بتردد شديد من المنتجين عندما تعرض عليهم كونها كانت تغرد خارج سرب السينما التجارية، ومع ذلك حققت بعد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف