الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هيمنة القوة الوحيدة بقلم:حيدر الصراف

تاريخ النشر : 2018-04-21
هيمنة القوة الوحيدة بقلم:حيدر الصراف
هيمنة القوة الوحيدة
كان ذلك بعد انهيار الأتحاد السوفييتي و زوال الكتلة الشرقية الأشتراكية الموالية له و تفكك حلف (وارسو) و اندثاره ظهرت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة لا منافس لها و لا منازع و كان حلف الأطلسي رأس الحربة قويآ متماسكآ لا بل تضخم و توسع و استولى على عدة دول من حلف ( وارسو) المنحل و اصبحت امريكا و بغياب الند و الخصم المكافئ لها و الذي يحسب له حسابات كثيرة قبل الأقدام على أي عمل سياسيآ كان ام عسكريآ سيدة العالم بعد ان خلت لها الساحة و اصبحت اللأعب الوحيد في الميدان و الذي لا يرد له أمر حتى و ان كان على حساب مصالح الدول و الشعوب .
بعد تفكك الأتحاد السوفييتي الى دول عديدة مستقلة و انسلخت عنه دول المعسكر الأشتراكي المؤيدة له و غادرته و التحقت بحلف الأطلسي العدو السابق لهم و لم تكتف امريكا و حلفائها الغربيين من هذا الأنتصار المبين على الخصم القديم بل لاحقت حلفائه القليليين المتبقين امعانآ منها في الحاق الأذى و الذل به فكان ان تدخل حلف الأطلسي عسكريآ و بشكل مباشر في الحرب الأهلية اليوغسلافية و تمكنت من الحاق الهزيمة بالحكومة المركزية الأتحادية و تبعثرت يوغسلافية الى عدة جمهوريات قومية و اخرى دينية متناحرة و متنافرة فيما بينها و تتربص كل منها بالأخرى .
بعد ان أمنت امريكا و حلفائها الغربيين القارة الأوربية بأكملها و لم يتبق منها خارج ( السرب ) الا عدد قليل و غير مؤثر من تلك الدول التي امتنعت عن اعطاء ( البيعة المطلقة ) لأمريكا و حلف الأطلسي استدارت نحو حلفاء الأتحاد السوفييتي السابق فكان ( العراق ) من اوائل تلك الدول التي استولى عليها التحالف الغربي بعد ذلك الحصار الجائر و المنهك و تلك الحرب المدمرة و بعد ذلك جاء الدور على ( ليبيا ) و نظام ( معمر القذافي ) الذي كان يعمق الحفرة التي سوف يقع فيها لاحقآ بتلك السياسات الخرقاء و التي كان يتبناها و التي كانت محط استهجان و استغراب المجتمع الدولي و كان ان لم يجد احد يقف الى جانبه او يسانده و هو في لحظاته الأخيرة و في حالة الأحتضار و النهاية .
لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية من يقف بوجهها و يضع حدآ لتصرفاتها فأستمرت في الطغيان و الدكتاتورية و كانت كل القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة تلك التي تعجب الأدارات الأمريكية المتعاقبة تأخذ بها و اما تلك التي لا تعجبها فهي تضرب بها عرض الحائط و تعلن ذلك صراحة دون خجل او وجل و كما حدث عندما غزت القوات الأمريكية ( العراق ) دون تفويض او حتى موافقة من مجلس الأمن الدولي المعني بحل النزاعات و التدخل العسكري المباشر ان تطلب الأمر من اجل حلها و هكذا هددت مؤخرآ في انها سوف تتخذ القرار ( المناسب ) تجاه سوريا ( الضربة العسكرية ) ان كانت تلك بموافقة مجلس الأمن الدولي او بدونها .
كان الجميع يترقب و يتأمل و ينتظر انبثاق قوة مؤثرة قادرة على الحد من الطموحات العدوانية للحكومات الأمريكية المتعاقبة الجمهورية منها او الديمقراطية و كان الرهان بالخلاص من الهيمنة الأمريكية التشبث بتلك القوى و ان كانت هشة و ضعيفة و لا حول لها سوى التهديدات الكلامية الفارغة و الصواريخ القديمة المتهالكة ( كوريا الشمالية و ايران ) عسى و لعل ان تصيب الرصاصة الوحيدة و الطائشة رأس العملاق الشرير و تطيح به ارضآ و لكن مثل ذلك لم يحدث و كما يبدو انه لن يحدث و ظلت تصريحات التهديد و الوعيد و الذي اعتادت عليها امريكا تراوح مكانها و لم تغادره .
كان لابد من قوة قادرة تقف حاجزآ و مانعآ و تحد من الطغيان الأمريكي المنفلت من العقل و المنطق و المهيمن بقوة المال و السلاح و المستبيح لكل الأعراف و القوانين الدولية ان تقف له تلك القوة القادمة بالمرصاد و تحد من تهوره و تعيده الى جادة الصواب الذي فقده ابان انفراده كقوة عظمى وحيدة يحق لها ان تفعل ما لايحق لغيرها و ذلك نوع من انماط الدكتاتوريات و الطغيان و التي تستفرد بالحكم و هذه المرة كانت الكرة الأرضية هي المعنية بالأمر فكانت الأنظار و الآمال معلقة على الطرف الروسي في التصدي للغطرسة الأمريكية و الحد من ذلك التفرد و التوحد و التوحش .
صراع الجبابرة في الساحة السورية التي قد تشهد الصدام الحقيقي الأول بين القوى العظمى منذ تفكك الأتحاد السوفييتي و تبعثر المنظومة الأشتركية و انتهاء الحرب الباردة التي وضعت اوزارها حين ذاك و مثل الحرائق الكبيرة و التي تبدأ من شرارة صغيرة كانت اغلب الحروب تبدا بكلمة و تأخذ بالتصاعد و الأحتدام حتى تنتهي بالحراب و السيوف و المدافع و الدبابات و ان كل الحروب مدمرة و ليس هناك من حرب شريرة و اخرى خيرة فكانت الحروب العدو الأول للأنسانية و ان كانت هناك حروبآ قد تجبر على خوضها بعض الشعوب مرغمة و ليست مختارة كتلك التي تقع ضحية للعدوان الغاشم .
جاءت الضربة العسكرية الأمريكية الغربية ( ضربة العربدة و الأستهتار ) على سوريا لتعزز الحاجة الى وجود قوة دولية تكون في الكفة الأخرى من الميزان كي ينعدل المعيار و يستقيم و ان لا تكون هناك قوة واحدة متفردة و مهيمنة على العالم كما هو الحال الآن فهذه القوة و مهما كانت محصنة من القرارات و المواقف الأرتجالية و الأنفعالية الا ان العنجهية و الغطرسة سوف تمتد اليها و تتعمق في شراينها و عند ذلك لاتجد الدول و الشعوب و التي تتعارض مصالحها و تتناقض مع مصالح القطب الأوحد من ناصر او مساند او معين ما يضطرها الى الخضوع و الأذعان و تنفيذ الأوامر الصادرة من الدولة العظيمة الوحيدة و من هنا كان وجود قوة عالمية ثانية توازي تلك الموجودة حاليآ من حيث القوة و المنعة و الموارد الأقتصادية امر ضروري و مهم جدآ في استتاب الأمن و السلم العالمي لجميع الدول و الشعوب ويضع حدآ و يقف بالمرصاد لمحاولات القوة الوحيدة في السيطرة و الهيمنة و فرض الأمر الواقع على شعوب العالم و ان كان ذلك عن طريق الحروب العدوانية و استباحة و احتلال الدول و قمع الشعوب .
حيدر الصراف
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف