الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في بيت الاسير محمد الطوس.. شجرة رمان تصافح عضلات السماء بقلم عيسى قراقع

تاريخ النشر : 2018-04-19
في بيت الاسير محمد الطوس.. شجرة رمان تصافح عضلات السماء بقلم عيسى قراقع
في بيت الاسير محمد الطوس... شجرة رمان تصافح عضلات السماء
بقلم عيسى قراقع
رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين
في مساء يوم الاسير الفلسطيني 17 نيسان لهذا العام اضأنا الشموع في بيت الاسير محمد الطوس ابو شادي في قرية الجبعة قضاء الخليل، وبحضور واسع من الاسرى المحررين وعائلات الاسرى والفعاليات والمؤسسات الوطنية.
33 شمعة ل 33 عاما يقضيها في السجون الاسير محمد الطوس الملقب بالشهيد الحي المحكوم مدى الحياة ، الشموع لم تحترق ولم تذب كجسد الاسير الذي لا زال صامدا وصابرا وقويا وفتيا ومشتعلا في زمن السجون الاسود والاطول في التاريخ المعاصر.
33 شمعة اضاءت الليل وباحة الدار، شجرة رمان في بستان صغير بنوارها الاحمر ، امتدت غصونها الخضراء وصافحت عضلات السماء، وعندما نظرنا للأعلى قرأنا اسماء 48 اسيرا يقضون اكثر من عشرين عاما، وجوههم الفدائية تسبح في الغيوم، صافية مبتسمة جميلة تبشر بالخلاص وبنزول المعجزات.
33 شمعة كشفت 20 رصاصة في جسد الاسير محمد الطوس اصيب بها عند اعتقاله في كمين اعدام نصب له ولزملائه الذين سقطوا شهداء، اقاموا له العزاء، لم يتوقع احد انه ظل حيا، وقد نجا باعجوبة وبإرادة ومشيئة من الله سبحانه وتعالى، استيقظ من غيبوبته ونهض من بركة الدم، وواصل الجري السريع كغزال في جبال الخليل.
33 شمعة حملتها اكف زملائه الاسرى المحررين الذين قضوا سنوات طويلة مع محمد الطوس، تقاسموا معه الألم والجوع والذكريات والحنين ، وأكملوا معه عمرهم القادم بلا مؤرخين ومؤلفين، يسطرون في اشتباكهم اليومي مع السجانين مواعيدهم القادمة مع الحرية واليقين.
33 شمعة اضاءت غرف وأقبية السجون ، هنا كريم يونس وماهر يونس ونائل البرغوثي واحمد ابو جابر ووليد دقة وناصر ابو سرور وضياء الاغا وعلاء البازيان وسمير ابو نعمة، أسرى يقضون اكثر من ربع قرن، كسروا التوقعات الاسرائيلية، وتجاوزوا زمن الموت الى زمن فيه حياة اكثر من الحياة نفسها.
33 شمعة في بيت محمد الطوس، تحية للحرية ، مديحا طويلا للإنسانية والبشرية، بشرى للناس ان هذه الارض حبلى بالقيامة والزلازل والفيضانات ، غضب بشري في وجه دولة احتلال طاغية، دولة عسكرتارية وحشية اصبحت تشكل خطرا على العدالة والقيم والثقافة الانسانية.
لم تفرج اسرائيل عن الاسير محمد الطوس في صفقات التبادل ولا في الدفعة الرابعة، وظلت زوجته ام شادي التي اصابتها الجلطة من فرط حنينها واشتياقها وانتظارها على بوابة السجون في غيبوبة لأكثر من عام، عيناها مفتوحتان على القادمين والعائدين من السجون، لم يعد ابو شادي ، لم يفتح باب السجن، اغمضت عيناها ووعدته ان تدرب روحها على اللقاء به عندما يوقظها صوته في الاخرة.
33 شمعة في باحة بيت ابو شادي، و 33 اضرابا مفتوحا عن الطعام ، مرّ من الف زنزانة ودخل من الف باب، كيف عاش؟ يسأل السجانون والمحققون عن هذا الاسير المثخن جسمه بالجروح والرصاص، كيف عاش طوال هذه المدة؟ تجرع كل قنابل الغاز، وتعرض للضرب والقمع والحشر والويلات والعزل والحرمان والطمس والقهر، مازال يتحايل على الليل ليعود الى بيته سالما مع الحالمين.
 33 شمعة وشجرة رمان تصافح عضلات السماء، هنا في قرية الجبعة الواقفة فوق سطح البحر المتوسط ، تسمع صوت الموج وصوت الماء، الاحتلال اغلق القرية من كل الجهات بالمستوطنات، نهب اراضيها وقطع أشجارها ، لكنها تستمع لدقات قلب محمد الطوس وتتبع الرياح.
 33 شمعة في بيت الاسير محمد الطوس الذي لا زال يدلك عضلات الحرية، يصافح عضلات السماء ، وهناك في السجون النشيد الوطني الفلسطيني وليس نشيد الاستسلام والنكبات ، وهناك من يدربون الذاكرة على استعادة عمرهم المسلوب وايقاظ البرق بين تلال وصخور قرية الجبعة ورجال وجباه لا تموت ولا تهان.
33 شمعة في بيت الاسير محمد الطوس، واكتشفنا ان مفتاح البيت لا زال في يد ام شادي، قد اموت ولا يفتح الباب تقول ام شادي ، المفتاح جاهز لاستقبالك الآن، شتل النعنع جاهز لتصنع الشاي، الاولاد كبروا لتعانقهم وتقبلهم وتعوضهم عما مضى من غياب ، الرسائل في الخزانة لتقرأ خطواتك و خطواتي في الغد.
في قرية الجبعة الكنعانية
 شجرة رمان تصافح عضلات السماء
 محمد الطوس كل ما ينقصه في الوقت وقت
وما ينقص الاسرائيليون ارتباك الهوية وقلق الموت
 محمد الطوس يعود الى البيت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف