الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في يوم التراث العالمي أهمية التراث وأثره في مجد الأمم بقلم : عبد اللطيف زكي أبو هاشم

تاريخ النشر : 2018-04-19
في يوم التراث العالمي أهمية التراث وأثره في مجد الأمم بقلم : عبد اللطيف زكي أبو هاشم
في يوم التراث العالمي
أهمية التراث وأثره في مجد الأمم
بقلم : عبد اللطيف زكي أبو هاشم
مدير دائرة المخطوطات والآثار
فلسطين – وزارة الأوقاف

التراث هو آية رقيّ الأمة ومقياس شعورها ودليل تقدمها في معترك الحياة. إن الأمم الحية والمتحضرة تهتم اهتماماً كبيراً بآثارها ومقتنياتها الثقافية، سواء أكانت مخطوطات ورقية، أو آثاراً عمرانية؟ لأن كل أثر من هذه الآثار له صلة مباشرة بتاريخها الماضي، وأثراً وتأثراً يحاضرها، لأن هذه الآثار هي جذورها الضاربة في الحياة والحضارة والتاريخ، لتكون آية على أصالتها وعراقتها في العلوم والفنون.
 والأمة اليقظة تحتفظ بآثارها وتراثها الثقافي والصناعي والمعماري، وما له علاقة بماضيها مما ورثته عن أسلافها، لصيانة كيانها وبرهنة على عزها الغابر.
لذلك، تواجه الباحث في تراثنا العربي الإسلامي، قضية شائكة أحيانًا يجد لها تفسيراً، وأحياناً أخرى لا يظهر تفسيرها إلا بعد موت من كان سببًا مباشرًا فيها، فالكثير من التراث العربي الإسلامي في مكتبات العالم العربي والإسلامي، قد نهب ورحل ، وسرق بواسطة: الأيدي الأثيمة، فنالت منه مكتبات الغرب، وعلى رأسها : "  مكتبة باريس الوطنية - " عاصمة بلاد الفرنجة" - ، ومكتبة المتحف البريطاني في لندن، حيث أشار الباحث الأستاذ الدكتور: محمد عيسى صالحية إلى عدة قضايا بهذا الصدد حيث ذكر بأن " أكثر من 30 غرفة من غرف المتحف البريطاني الـ74 هي عبارة عن الآثار المصرية المنهوبة، وبعض تلك الآثار  يزيد وزنها عن عشرة أطنان ، وفي فرنسا مثل ذلك إن لم يكن أكثر... ولعل أخطر كلمة نقلها الأستاذ صالحية هي عبارة صدر بها فهرس المتحف البريطاني وهي : " إن المتحف البريطاني يأتي بعد الأسطول البريطاني، وبالطبع من حيث عناية الحكومة البريطانية فيه، وبالتالي كان اشتغال العديد من ضباط وجنود الأسطول البريطاني بترحيل الآثار والتراث العربي، وكثيرًا ما خاضوا معارك ضد الأهالي في محاولة من البريطانيين لانتزاع الآثار الموجودة في مناطق أهل البلاد المستعمرة ". فقد احتوي المتحف على أربعين ألف رقيم من الطين تمثل الحضارة السومرية والبابلية والآشورية، وعلى رأي أستاذنا صالحية –رحمه الله : " فالباحث كلما حاول حل لغز تغريب التراث العربي ازداد الأمر صعوبة، وبدأ التعقيد واضحاً، فالغموض يكتنف رحلة التراث، ويحتاج لنبش الأسرار الشخصية حتى تتجلى الصورة " . أ.هـ .
وهناك من المكتبات الأخرى التي تخصصت في جلب التراث إليها وترحيله من أماكن وجود النسخة الأصلية، فمكتبة باريس الوطنية، اختصت بسرقة وترحيل جميع الآثار والمخطوطات التي احتلتها في العالم العربي والإسلامي مثل سورية ولبنان، ومصر سابقاً أثناء الحملة الفرنسية على بلاد مصر والشام، وقد تركز لديها جل تراث بلاد أفريقيا وما جاورها من البلدان الأخرى. وهناك مكتبات أسبانيا التي توارثت تراث بلاد الأندلس المجني عليه مسبقاً والمنهوب. ونجد تراث بلاد القوقاز وما وراء النهر وأواسط آسيا كله قد تركز في مكتبات روسيا، مكتبة بطرس برج سابقاً ، " مكتبة لينينجراد " حالياً .
ولكن العملاق الأكبر هي مكتبة الكونغرس في واشنطن، التي احتوت على مئات الملايين من الكتب، ومئات الآلاف من المخطوطات، فقد كان لها نصيب الأسد من السلب والنهب والقرصنة.
وأما مكتبة الجامعة العبرية في القدس، فقد اختصت بسرقة ونهب وسلب وجمع مجمل التراث العربي الإسلامي في فلسطين قبل النكبة "سنة 1948 م " ، وبعدها. فالباحث  الذي يريد مخطوطاً أو كتاباً أو وثيقة يجدها محفوظة هناك تقبع أسيرة في مكتبة الجامعة العبرية في القدس المحتلة ، والحديث في هذه القضية ذو شجون، ولكننا سنبدأ بواحد من أهم دور الكتب في فلسطين وهي مكتبة الجامع العمري الكبير في مدينة غزة ، مع إلقاء نظرة مختصرة على أهم المكتبات في فلسطين، تتوازى مع مكتبة العمري في القيمة وفي نفس المكانة، إلا أن مكتبة الجامع العمري الكبير فهي من أهم دور الكتب والمخطوطات في فلسطين، وتضاهي بذلك مكتبة المسجد الأقصى المبارك، ومكتبة أحمد باشا الجزار، وغيرها من المكتبات ودور الكتب التي احتوت على ذخائر ونفائس التراث. ومن أهم هذه الدور :-
1- دار الكتب الخالدية، ومؤسسها المرحوم الشيخ خليل الخالدي، والعلامة الشيخ  طاهر الجزائري في أوائل القرن وهي للأسف مغلقة، ومكانها باب السلسلة .
2- دار كتب المسجد الأقصى، حيث يوجد بها كثير من الكتب والنوادر المخطوطة كانت  اللبنات الأولى لهذه المكتبة مجموعة كتب الشيخ محمد الخليلي ومكتبة الشيخ صبري عابدين .
3- دار الكتب الخليلية في  القدس الشريف .
4- دار الكتب الفخرية  :    "         " .
5- خزانة آل قطينة الحنبلية:  "        " .
6- خزانة آل البديري:      "       " .
7- خزانة آل مخلص، تم نهبها وتهريبها إلى مكتبة الجامعة العبرية في القدس ( حسب ما أفادت به ابنته ) في مقابلة مع الدكتور جميل كامل العسلي ، فقد أوردها في كتابه " تراث فلسطين في كتابات عبد الله مخلص.  
8- خزانة الشيخ محمود اللحام .
9- مكتبة  الجامع  العمري الكبير التي مالها ما نال دور الكتب الأخرى في فلسطين من السرقة والعبث والاستهتار بكنوز الأجداد. فقد كان يوجد بهذه المكتبة عشرين ألف مجلد، وظلت عامرة حتى مجيئ الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام، ثم تفرقت تلك الكتب القيمة من مخطوطة ومطبوعة، ونالت مكاتب القاهرة وباريس وبرلين منها قسطاً وافراً، وحظاً عظيماً ومع ذلك بقيت غزة مكتظة بكتب العلماء الذين ظهروا فيها ونبغوا منها مثل الخطيب التمرتاشي ، وبني النخال العامري ، وبني المشرقي ، وبني الغصين إلى أن انتهى الأمر إلى العالم الصالح الشيخ محمود سكيك، والشيخ أحمد محي الدين عبد الحي الحسيني المفتي بغزة، وشيخ الشيوخ الشيخ أحمد بسيسو، والشيخ عبد الوهاب العلمي والشيخ سليم شعشاعة - فجمعوا كتباً كثيرة، وكوّن كل واحد منهم مكتبة قيمة بالجامع العمري الكبير ومسجد السيد هاشم والسيدة رقية زيادة عما كان يوجد بدور العلماء والأعيان إلى أن حصلت الحرب العامة وألجأت أهالي غزة إلى الهجرة منها لجعلها خطاً حربياً، فرحلوا منها جميعاً سنة 1335 هـ  وتركوا أكثر أمتعتهم وأثاثهم وذخائرهم، ومنها الكتب والمكاتب التي كانت بالمساجد المذكورة، وقد ذهب جميع ذلك نهباً وتمزيقاً وإتلافاً وحرقاً، وتهدمت غرف المكاتب في الجامع العمري  الذي هدمت مئذنته العظيمة ومنارته التي تطل من بعيد للقادم إلى هذه المدينة، ومن أهم الأحداث التي حدثت في مدينة غزة في بداية الحرب العالمية الأولى وبداية الانتداب البريطاني على فلسطين هي التوجه لسرقة التراث، حيث تم سرقة مجموعة من المخطوطات والكتب على أيدي أثيمة، ولدينا معلومات من خلال الوثائق تشير إلى مدى حرص الأوروبيين على نهب وسرقة تراثنا العربي الإسلامي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف