الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"العصفور لا يبني عشاً في القفص ، حتى لا يورث ابنه العبودية"

تاريخ النشر : 2018-04-18
"العصفور لا يبني عشاً في القفص ، حتى لا يورث ابنه العبودية"
"العصفور لا يبني عشاً في القفص ، حتى لا يورث ابنه العبودية"
    
"يوم الأسير الفلسطيني هو يوم تَضامني مع الأسرى الفلسطينيين  في المعتقلات الإسرائيلية ، ويوافق 17 نيسان/أبريل من كُل عام"

 (لكل المحبطين و المتشائمين أقول : فلسطين لا تحتمل العشق الجليدي الفاتر)

(بحجم الوردة في ريعان طفولتها...وبحجم  الخفقة في ريعان عشقها ..وبحجم القافيةِ على وسادة الشعر في زمن الحب العذري الأول..هذه هي فلسطين)

 بقلم:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

بحجم الوردة في ريعان طفولتها...وبحجم  الخفقة في ريعان عشقها ..وبحجم القافيةِ على وسادة الشعر في زمن الحب العذري الأول..هذه هي فلسطين.. ترابها مضمخ بأنفاس الأنبياء و النبوات، فضاؤها مزدحم بقوافل الملائكة والشهداء وفوق ترابها بدأ الإنسان أبجدية الحضارة من الرعاية إلى الزراعة في أول مدينة عرفها هذا الكوكب وهي أريحا... فلو لم أكن فلسطينيا لوددت أن أكون..لا أقول ذلك شعرا أو كلام إنشاء ولكنني أقول ما أقول لإدراكي يقينا بان هذا الانتماء الراسخ المتجذر في الوجدان و الأعماق هو الحقيقة بكل أبعادها, فلولا هذه الهوية الاستثنائية طهرا وقداسة لأصابني ما يصيب الحمام الجريح في زمن العشق والهديل النازف بالحب حتى الثمالة.
ولكل المحبطين و المتشائمين أقول: فلسطين لا تحتمل العشق الجليدي الفاتر ..ولكنها تستقطب الفراش اللاهث حول سراجها يرف بجناحيه وهو يحترق من شدة العشق وهوس العذاب الفلسطيني الممتع.. فطوبى لفلسطين وطوبى لأحرار فلسطين لأنهم كما يبدو آخر ما تبقى من العبير في حديقة الحرية.

في زمن كهذا الذي نعيش، تقف الحضارة الإنسانية مبهوتة أمام هذا القهر المبرمج ضد الحد الأدنى من حقوق الإنسان وقداسة الإنسانية النازفة من الوريد إلى الوريد، وحين ندخل هذا الوطن الزنزانة تحت مسمى"فلسطين" تفقد الحضارة توازنها وقدرتها على الاحتمال، ويحضرني في هذه اللحظة ما قاله الشاعر اللبناني "جبران خليل جبران:" ان البلبل لا يحوك عشاً في القفص كيلا يورث العبودية لفراخه ".
شعبنا على مرالتاريخ كان وما زال وسيبقى رمزا للتمرد على كل الأقفاص و الزنازين، تزدحم النكبة بكل فصولها على عتبات الضمير الإنساني لا تصرخ بأعلى صوتها فقط، ولكنها تصرخ بأعلى حزنها إلى حد الدمعة، وبأعلى جرحها إلى حد النزيف.. فماذا بقي من حقيبة العدالة البشرية وحقوق إنسانها الفلسطيني الذبيح  بعد هذا الكم الهائل من التهميش واللامبالاة ؟ وماذا بقي من القوانين السماوية والوضعية بعد هذا الطوفان الأهوج من العتمة والظلم والجاهلية في زمن يدعي أهله باختراق الفضاء وترويض النجوم والكواكب؟!!.
في كل بيت فلسطيني تنتعش الذاكرة الإنسانية  ماضيا وحاضرا ومستقبلا فإذا بهابيل الفلسطيني ما زال يبتسم في وجه أخيه يبحث في عينيه عن لحظة وفاء ومحبة، وما زال يبحث في قابيل عن   خفقة  ولو خافته في محراب الحرية و المحبة و السلام،ولكن لا حياة لمن تنادي ! ما العمل؟ سؤال بحجم الجريمة ما زال ينتظر الجواب،سؤال بحجم الضحية وحجم القاتل ما زال حائرا في دائرة الطلاسم المسكونة بالأشباح.
فالقضية من ألفها إلى يائها واحدة من بديهيات الفطرة البشرية..إنسان في وطنه يكدح في أرضه ويغفو مسالما في كوخه أو بيته أو قصره بالحلال, وفي غفلة من تاريخ اللامنطق و اللامعقول، يقتل ويشرد ويذبح لكل أدوات القهر والعذاب ورغم هذا لم يسقط الزيتون من يد هابيل، ورغم هذا ظل قابيل يطارده مع سبق الإصرار.
فإذا ما تبقى من الوطن الذبيح يتحول إلى ساحة مستباحة للقتل والقهر والاعتقال في ظل الاحتلال الذي داس على كل القوانين والاتفاقيات  والمبادئ و الثوابت و القيم، ورغم هذا ما زالت يدنا ممدودة بالزيتون والحمام وكل مفردات السلام ..وما زال قابيل يجتث الزيتون من جذوره ويذبح الحمام في الأعشاش وعلى الأغصان وفي كل زوايا الفضاء في هذا الوطن..وعند الوقوف أمام الإنسان الفلسطيني يقف القانون عاجزا حتى الحد الأدنى من المواساة لهذا الإنسان..الذي فقد قدرته على احتمال التعايش مع أخيه الإنسان في غابة الذئاب البشرية المتوحشة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف