رفيق الروح (أخ لم تلده أمك)
لم أكن أظن بأن هناك أحدًا كأبي بكر- رضي الله تعالى عنه- إلا عندما التقيتك يا أخي ورفيق دربي وأنيس روحي في الدنيا والآخرة، {رب أخ لم تلده أمك} مقولة قالها الصحابي الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لطالما كنت اسمع وأقرأ هذه المقولة لكنها كانت تمر علي مرور الكرام، وكنت اعتقد إنها مجرد صياغة لفظية أو عبارة مثل باقي العبارات ، لكن عندما التقيتك أدركت أني أعيشها واقعا في حياتي.
كم أغبطك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} كيف لا وقد اكرمك الله - جل وعلا- برفيق درب وأنيس روح كأبي بكر - رضي الله تعالى عنه- يا رب أكرمنا بصحبتهم في جنات النعيم .
رفيق الروح؛ صاحب الدرب؛ نصفك الآخر؛ الأخ الذي جعله ربّ العالمين مُعينًا لك على وعثاء الطريق، شفيقًا عليك من متاعب الحياة، مُقيلًا لعثراتك مُتجاوزًا عن تقصيرك وزلّاتك، مُقيمًا لاعوجاجك.
شخص يغنيك عن العالم بأسره، في فرحك وحزنك، في ابتسامتك ودمعتك، في ضعفك وقوتك، هو كالظل لا ينفك عنك أبدا، هو أغلى من الروح ، تضحي بها لأجله وقلبك ينتشي طربا لسعادته .
إن مر طيفه بالبال ، يطير القلب فرحا ويبتسم ابتسامة داخلية ، من شدتها تظهر علامتها وأثرها على صفحات الوجه فيضيأه وينيره.
رفيق الروح .. هو ذاك الذي برفقته تُرد أنفاس الروح للروح، فلا حياة لروح دون الأخرى، متلازمتان حدّ الحياة؛ حدّ الموت؛ حدّ الحياة بعد الموت.
لا يعرفون الفقد ولا ذاقوا مرارته، ودّوا لو كان كُل الرفاق مثلهما، لقاء أوّل مُذ عرفوا حلاوته استيقنوا؛ أنّهم إن افترقا فعند الله اجتماعهما !
رفيق الروح؛ بجوارك كي تستند إليه الروح منك، روح أنت عُكّازها فتكون هي مُستراحك ومستودعك؛ مع تخلّي البشر، يأتي لروحك رفيقها فيكون دثارها الذي يواري سوءة الأيام ويستر ما كشفه الخذلان منك !
رفيق الروح الذي سخَّره لك خالق الروح بعدما استعنت بالله واستغنيت به عن كلّ البشر، فجزاك ربّك عن الإحسان إحسانا، وعوّضك برفيق من لدنه حنانا !!
ورُفقة الروح ليست بلقب يُؤتى لأي أحد وإنّما هو شرف لا يُؤخذ إلّا بحقّه ولا يحفظه إلّا من فَقِه قدره وأدرك قيمته. ومن رُزِقه ثُمّ أضاعه فقد أضاع ما لا يُستَرد.
رفيق الروح ..هو ذاك المُتفرّد لديك بأبجديات المحبة كُلّها، عنده ما ليس موجودًا في سواه، ومعه ما لا يكون مع غيره، ذاك الذي تقلّدت روحه بحق كُرسي العرش في مملكة روحك.
ورحم الله القائل: ” إن الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحًا أخرى تماثلها وتقابلها “.
فقد روي عن لقمان ( عليه السلام ) أنه قال( اطلبنّ أول شئ تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنمامثل الخليل كمثل النخلة فإن قعدتَ في ظلها أظلّتك ..وإن احتطبتَ من حطبها نفعتك .. وإن أكلتَ من ثمرها وجدته طيباً...
وفي هذا يقول الشاعر:
همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ ** وهمي من الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروحينِ في جسمينِ قُسّمت ** فجسماهما جسمانِ والروحُ واحدُ
والمبتغى منابر من نور تحت عرش الرحمن في موقف يغبطنا عليه حتى الأنبياء والشهداء وليس فقط رفقة دنيوية بل حتى بعد الموت تظل الاخوة مستمرة إلى نعيم الفردوس.
إني لأشعر أن عمري بعد فرقتكم هباء *** أولستم ماء الحياة وأنتم هذا الهواء.
اللهم أدم أخوتنا ومحبتنا في جلالك وجعل مستقرها في ظلال عرشك ، وأكرم بها من رفقة وأخوة، وباهي بها جميع خلقك.
بقلم/ وليد محمد أهل
لم أكن أظن بأن هناك أحدًا كأبي بكر- رضي الله تعالى عنه- إلا عندما التقيتك يا أخي ورفيق دربي وأنيس روحي في الدنيا والآخرة، {رب أخ لم تلده أمك} مقولة قالها الصحابي الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لطالما كنت اسمع وأقرأ هذه المقولة لكنها كانت تمر علي مرور الكرام، وكنت اعتقد إنها مجرد صياغة لفظية أو عبارة مثل باقي العبارات ، لكن عندما التقيتك أدركت أني أعيشها واقعا في حياتي.
كم أغبطك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} كيف لا وقد اكرمك الله - جل وعلا- برفيق درب وأنيس روح كأبي بكر - رضي الله تعالى عنه- يا رب أكرمنا بصحبتهم في جنات النعيم .
رفيق الروح؛ صاحب الدرب؛ نصفك الآخر؛ الأخ الذي جعله ربّ العالمين مُعينًا لك على وعثاء الطريق، شفيقًا عليك من متاعب الحياة، مُقيلًا لعثراتك مُتجاوزًا عن تقصيرك وزلّاتك، مُقيمًا لاعوجاجك.
شخص يغنيك عن العالم بأسره، في فرحك وحزنك، في ابتسامتك ودمعتك، في ضعفك وقوتك، هو كالظل لا ينفك عنك أبدا، هو أغلى من الروح ، تضحي بها لأجله وقلبك ينتشي طربا لسعادته .
إن مر طيفه بالبال ، يطير القلب فرحا ويبتسم ابتسامة داخلية ، من شدتها تظهر علامتها وأثرها على صفحات الوجه فيضيأه وينيره.
رفيق الروح .. هو ذاك الذي برفقته تُرد أنفاس الروح للروح، فلا حياة لروح دون الأخرى، متلازمتان حدّ الحياة؛ حدّ الموت؛ حدّ الحياة بعد الموت.
لا يعرفون الفقد ولا ذاقوا مرارته، ودّوا لو كان كُل الرفاق مثلهما، لقاء أوّل مُذ عرفوا حلاوته استيقنوا؛ أنّهم إن افترقا فعند الله اجتماعهما !
رفيق الروح؛ بجوارك كي تستند إليه الروح منك، روح أنت عُكّازها فتكون هي مُستراحك ومستودعك؛ مع تخلّي البشر، يأتي لروحك رفيقها فيكون دثارها الذي يواري سوءة الأيام ويستر ما كشفه الخذلان منك !
رفيق الروح الذي سخَّره لك خالق الروح بعدما استعنت بالله واستغنيت به عن كلّ البشر، فجزاك ربّك عن الإحسان إحسانا، وعوّضك برفيق من لدنه حنانا !!
ورُفقة الروح ليست بلقب يُؤتى لأي أحد وإنّما هو شرف لا يُؤخذ إلّا بحقّه ولا يحفظه إلّا من فَقِه قدره وأدرك قيمته. ومن رُزِقه ثُمّ أضاعه فقد أضاع ما لا يُستَرد.
رفيق الروح ..هو ذاك المُتفرّد لديك بأبجديات المحبة كُلّها، عنده ما ليس موجودًا في سواه، ومعه ما لا يكون مع غيره، ذاك الذي تقلّدت روحه بحق كُرسي العرش في مملكة روحك.
ورحم الله القائل: ” إن الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحًا أخرى تماثلها وتقابلها “.
فقد روي عن لقمان ( عليه السلام ) أنه قال( اطلبنّ أول شئ تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنمامثل الخليل كمثل النخلة فإن قعدتَ في ظلها أظلّتك ..وإن احتطبتَ من حطبها نفعتك .. وإن أكلتَ من ثمرها وجدته طيباً...
وفي هذا يقول الشاعر:
همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ ** وهمي من الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروحينِ في جسمينِ قُسّمت ** فجسماهما جسمانِ والروحُ واحدُ
والمبتغى منابر من نور تحت عرش الرحمن في موقف يغبطنا عليه حتى الأنبياء والشهداء وليس فقط رفقة دنيوية بل حتى بعد الموت تظل الاخوة مستمرة إلى نعيم الفردوس.
إني لأشعر أن عمري بعد فرقتكم هباء *** أولستم ماء الحياة وأنتم هذا الهواء.
اللهم أدم أخوتنا ومحبتنا في جلالك وجعل مستقرها في ظلال عرشك ، وأكرم بها من رفقة وأخوة، وباهي بها جميع خلقك.
بقلم/ وليد محمد أهل