الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على هذه الأرض ما يستحق الحياة بقلم بلال أحمد أبو السعيد

تاريخ النشر : 2018-03-29
على هذه الأرض ما يستحق الحياة

شهر آذار شهر الأعياد الوطنية والإنسانية والإجتماعية يجمع بين كل أشكال النضال ، شهر التجدد والعطاء والربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن، وأعياد الأم والمرأة والمعلم ، والكرامة والعزة والتلاحم ،ذكرى هذه الأعياد تُثنعش الذاكرة بالمحبة والحنان والتضحية وبنصف المجتمع الآخر وبالتبجيل والإحترام والعطاء والتجدد والأمل والإصرار ووحدة المصير، ويختم أيامه بعيد وطني إنساني عيد يوم الأرض والدفاع عنها ، تطلّ علينا هذه الأيام الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض ، فالحركة الصهيونية ومنذ نشأتها كحركة سياسية وضعت أمامها هدفين طرد السكان أصحاب الأرض الحقيقيين، والاستيلاء على الحد الأقصى من الأرض كحتمية إقامة دولة يهودية كبيرة، وكانت الأرض وما زالت عنواناً للصراع بين شعبنا العربي والأعداء الصهاينة، يحتفل شعبنا في الثلاثين من آذار في كل عام يُعبّرعن الرفض لكل سياسات الكيان الصهيوني الساعية إلى سلخ الشعب الفلسطيني من هويته الوطنية والقومية ، ويعلن تمسكه بأرضه وهويته الوطنيّة ،وغدا هذا اليوم رمزًا للتشبث بالأرض والهوية والوطن، يوم الأرض” حدثًا مهماً في تاريخ فلسطين، ويعود هذا الاحتفال إلى ذكرى قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطينيّة أراضي قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد، وغيرها من قرى منطقة الجليل لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية عن طريق إصدارها "مشروع تطوير الجليل"والذي كان هدفه الأساسي تهويد هذه المنطقة حيث عمّت الاضرابات والمظاهرات من مناطق الجليل إإلى مناطق النقب وتم إعلان الإضراب الشامل ، واندلعت مواجهات واستخدم الصهاينة المجنزرات والدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية أدّت إلى استشهاد وإعتقال العديد من ابناء شعبنا، خاصة في سخنين وعرابة، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهداء رجا أبو ريا خضر خلايلة من أهالي سخنين، وخير أحمد ياسين من قرية عرَّابة، ومحسن طه من قرية كفركنا، ورأفت علي زهدي من قرية نور شمس هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي ، وفي الذكرى العشرين عام 2000 لإحياء ذكرى يوم الأرض قدمت سخنين الشهيدة الرابعة شيخه أبو صالح ،ونظراً لهذه الأحداث أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً فلسطينياً يعلن فيه شعبنا رفضه للمستوطنات الصهيونية ومقاومتها التي كفلتها جمبع الشرائع الدولية، ويؤكد فيه على الإرتباط العميق بين حراس الأرض أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 وبين أمتهم العربية على امتداد الوطن العربي. على هذه الأرض ما يستحق الحياة أنشودة فلسطينية تُضيء العلاقة بين البشر والأرض،العلاقة في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، التي عليها نشأ الصراع، وما زال عليها يدور، وسيبقى كذلك، وسيعود الى مربعه الأول كصراع على الأرض
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا على صدوركم باقون على الجدار
يأتي يوم الأرض هذا العام قي ذكراه الثانية والأربعين متميزاً ،ما يجعل الإحتفال به رمزاً لتجديد وتفعيل احياء الفعاليات لتحريك القوى الوطنية والقومية والتقدمية سياسياً وعسكرياً في مواجهة الإرهاب الصهيوني والإرهاب الظلامي التكفيري، اللذان يتحالفان لتحقيق هدف واحد وهو السيطرة على هذه المنطقة من العالم مدعومين بقوى الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول اوروبا والدول الرجعية العربية، ممثلة بمشيخات الخليج ، يأتي يوم الأرض، وتطبيع النظام الرسمي العربي ممثلاً بالسعودية أصبح علنياً وفوق الطاولة ويهرولون إليه ، ويقدمون المليارات لترامب ويشكلون تغطية لمشروعه المبهم ويستجيبون لإبتزازاته ،ويمارسون لعبة المال السياسي بالضغط على بعض الدول العربية للمشاركة في مؤامرة تصفية قضيتنا الوطنية ، يأتي يوم الأرض هذا العام في ظل الحديث عن صفقة القرن المبهمة والتي تهدف لتصفية قضيتنا الوطنية الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة، وتأتي سلسلة الخطوات الامريكية ،من الإعتراف بالقدس عاصمة "اسرائيل" وقرار نقل السفارة، وفرض العقوبات وتخفيض دعم "الأونروا" والتي توّجت بتعيين العنصري العدواني جون بولتون مستشارا للأمن القومي، وسياسة الإبتزاز التي تمارس من خلال التلويح بوقف المنح المالية هذه الساسة الرعناء تمتد لتشمل دول كبرى مثل روسيا والضين وغيرها، هذه آخر أوضح الرسائل الى الشعب الفلسطيني وقيادته، إن الادارة الأمريكية انتقلت للجلوس العلني الى جانب الاحتلال.. ليس على مائدة تفاوض بل في ميدان المواجهة، ولم تعد بالمطلق راعية "لعملية السلام " ووسيطاً نزيهاً، ها هي واشنطن تُسهّل المسألة لجميع من راهنوا عليها وبالرغم من سطوع الحقيقة منذ زمن طويل لمن اراد الرؤية ، يجب عليهم التراجع عن هذا السراب الوهم من أجل مصلحة قضيتنا الوطنية ، وهذا لن يتحقق في ظل الإنقسام الحاصل في ساحتنا الوطنية لقد استقبل شعبنا إنهاء حالة الإنقسام والمصالحة بكل ترحاب وأمل ليكون البوابة لإتمام المصالحة الوطنية الشاملة على ارضية سياسية وطنية واضحة وتضييق المسافات وتقييم التجربة السابقة والأخذ بالإعتبار متطلبات مرحلة التحرر الوطني التي نعيشها والتي يجب أن تُشارك فيها كل التيارات الفكرية والسياسية وكل مكونات شعبنا على أرضية صلبة تجمع ولا تُفرق وتمارس كل أشكال النضال والمقاومة التي منحتها لنا الشرعية الإنسانية وكل الشرائع، وطبيعة المرحلة توجب أن يكون الموقف الفلسطيني واضحاً وتسمية الأمور باسمائها والأنظمة الرسمية العربية المرتبطة بالمحور الأمريكي- الصهيوني ، استراتيجياً وعسكرياً وتخضع لإملاءاته والمشاركة في تصفية قضيتنا شعبنا الوطنية، وتُغدق عليه المليارات ثمن حماية وجودها بصفقات متنوعة الشكل ، إن "المقاومة الناعمة والذكية وبقفازات حريرية" ،وتشديد اللهجة والردح والشتائم ،ورفع درجة الفتور الديبلوماسي مع أمريكا ، وعدم تنفيذ قرارات المجالس الفلسطينية ، وتقديس المفاوضات، وعدم وقف التنسيق والتعاون الأمني مع الكيان الصهيوني لا يُشكل أرضية صلبة لمواجهة مشروع التصفية علينا التوجّه لمن يقف فعلاً وقولاً ورؤية في مناهضة محور الشر الأمريكي – الصهيوني – العربي الرجعي في ظل الإنتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على قوى وأدوات هذا المحور ونؤكد حاجة شعبنا لبناء تحالفات جديدة مركزها روسيا والصين ومن يقف لجانب حقوقنا الوطنية، المسألة ليست محاصصة بين فريقين فلسطينيين بل هي قضية شعب أغتصبت ارضه وشرّد أبناءه، وارتكبت وما زالت المجازر بحقه، في يوم الأرض في الذكرى الثانية والأربعين نقول لا شيء يسلب شعبنا كرامته كما تفعل النزاعات والإنقسامات التي تعمل مخالبها في مقومات صموده وحياته فإنهاء الإنقسام والوحدة الوطنية بداية الطريق لإنهاء الإحتلال لنجدد العهد وترتيب البيت الفلسطيني على أسس ثابتة واضحة ورؤى موحّدة نحو دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة ولن نقبل بديلاً عن القدس عاصمتنا الأبدية.
بقلم بلال أحمد أبو السعيد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف