الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تبرئة الاحتلال ... تجريم الذات بقلم:عدنان الصباح

تاريخ النشر : 2018-03-24
تبرئة الاحتلال ... تجريم الذات بقلم:عدنان الصباح
تبرئة الاحتلال ... تجريم الذات

بقلم
عدنان الصباح

في أحد أعماله المسرحية يقول الفنان الكوميدي موسى حجازين " سمعة " أننا لن نسمح للاستعمار ولأمريكا بتقسيمنا ويصرخ " فشروا ... إحنا بنقسم حالنا لحالنا " وهذا هو حالنا في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والخليج العربي ومصر والسودان والصومال وأخيرا وليس آخرا في فلسطين فنحن جميعا نغيب الاحتلال يوميا عن أقوالنا وأفعالنا وفيما عدا بعض الأنشطة البطولية الفردية المعزولة هنا أو هناك فان أحدا لا يكاد يذكر أن على صدورنا وعلى تراب أرضنا يجثم أبشع احتلال عرفه التاريخ بعد احتلال المهاجرين الأوروبيين لأمريكا, فالجميع اليوم فلسطينيا ينشغل بهذا الشكل أو ذاك بالصراعات الداخلية وبشكل بشع يسارع بنا نحو الاقتتال الداخلي وتفكيك الوطن بأيدينا فبعد أكثر من عقد من الزمن لا زالت غزة تبتعد أكثر فأكثر عن الضفة ناهيك عن غياب الجليل والمثلث والنقب والساحل ووادي عارة كليا عن الوطن وتناسي اللاجئين المنثورين على جنبات الأرض كحبات الرمل دون أن يذكرهم احد اللهم إلا في السعي للتخلص منهم ومن قضيتهم.
حادث التفجير الذي تعرض له موكب رئيس الوزراء ومدير المخابرات العامة لم يكن ليأخذ هذا المنحى من الحدة لو أن أمور المصالحة كانت في الاتجاه الصحيح وكذا لو أن النوايا لدى الجميع كانت سليمة وبدل أن ندرك فورا أن صاحب المصلحة الحقيقية بهذا الفعل هو الاحتلال شارك أم لم يشارك أراد أم لم يرد رحنا نكيل الاتهامات لبعضنا البعض دون أن يذكر احد منا الاحتلال بأي شكل من الأشكال كونه المستفيد الوحيد من مثل هذا العمل والجهة الوحيدة التي لها مصلحة حقيقية بمثل هذه الأعمال سعيا لتعطيل وحدة الوطن والشعب والقوى.
فتح حملت حماس المسئولية أولا بدل أن تتهم الاحتلال وحماس بدل أن تنشغل بتحقيقاتها وبدل أن تحمل الاحتلال المسئولية الفورية راحت تبحث عن جهات تحملها المسئولية لإلصاق التهمة بفتح والسلطة وأجهزتها ورغم أنها اعتقلت احد المشتبه بهم وطاردت آخرين وقتلت الفاعل واعتقلت آخرين لكن شعبنا لم يسمع حتى اليوم رواية متكاملة عن ما جرى ومن يقف خلف هذه العملية التي أعلنت موت آخر محاولات المصالحة كما حدث لسابقاتها من المحاولات فكل الاتفاقيات من مكة إلى الدوحة إلى صنعاء إلى القاهرة كانت نتيجتها الإعدام دون أن يتهم احد الاحتلال بهذا الفعل.
وقد يستغرب البعض لماذا لا نتهم الاحتلال بما يجري ولما لا نرد على ذكره وباختصار فان الإجابة واضحة لا تحتاج إلى كثير تفكير فلو سلمنا أن الاحتلال هو المسئول عن الانقسام وعن تفجير المصالحة ومنعها فهذا بعني بكل بساطة أننا ننفذ أجندة الاحتلال ولكي لا نصل إلى هذه التهمة فان الأفضل لنا أن نكيل التهم لبعضنا البعض ونبقي على الانقسام وإلا فان انتهاؤه سيضعنا أمام حقيقة يبدو أننا لم نعد نريدها وهي أن هناك عدو وطني ينبغي علينا مقاومته لتحرير بلادنا, فللانقسام فائدة عظيمة إذن, يحتاجها أولئك الذين يحرصون على استمراره وهي انه ينقذ أصحاب الانقسام من مواجهة مهامهم الوطنية الحقيقية في مقاومة الاحتلال ودحره عن أرضنا وهي مهمة يبدو أن البعض لا يريدها حقيقة على الأرض وحتى ولا نبقى تائهين فان على الأحرص أن يعلن الحقيقة كل الحقيقة لجماهير شعبنا حتى يتم تحديد الحقائق على الأرض وتوجيه الاتهام الحقيقي لمن يمنع المصالحة فإبقاء الملفات سرية عن الشعب ومفتوحة أمام الجميع لا يخدم احد سوى الاحتلال ولا يدين احد سوى المتسترين على الحقيقة من جميع الأطراف.
كلما لاحت في الأفق بوادر للمصالحة جاء من يفجرها ويلقي بكرتها بعيدا جدا لنعاود السعي خلفها من جديد ولا احد حتى اليوم يقول الحقيقة ورغم أن مصر أعلنت في الاتفاق الأخير أنها ستراقب وأنها ستعلن الحقائق إلا أن صمتها كان أقوى من لعلعات الجميع خارج الحقيقة وظل شعبنا تائه بين هذا وذاك بانتظار أن تنجلي الحقيقة التي يبدو أن الجميع حريص على أن لا تعلن بأي شكل من الأشكال.
اخطر ما في حالة الصمت هذه هو صمت أولئك الواقفين على الأطراف والذين خاطبهم الرئيس محمود عباس في كلمته الأخيرة بحضورهم مطالبا إياهم بالتوقف عن حالة النفاق التي يمارسونها بالمساواة بين الجانبين باستخدام لفظ طرفي الانقسام, وقال إنني أتحدث عن البعض هنا – ممن يجلسون على الطاولة – ولم يرد احد منهم على ما قال ولو من باب الدفاع عن النفس ولم يناقشه احد ولم يكذبه احد بما يعني ان ما قاله عن دورهم كان حقيقيا بغض النظر عن الهدف من أقواله التي كان يقصد بها تحميل حماس وحدها وزر جريمة الانقسام.
ماذا تخبيء هذه القيادة عن الشعب لماذا لا يعلن احد على الإطلاق حقيقة ما جرى ويجري في محادثات واتفاقيات المصالحة وحتى لو كان هناك مبرر لكل من فتح وحماس لعدم إعلان الحقيقة فما هو مبرر الآخرين من قوى وفصائل وما يسمى بالشخصيات المستقلة التي حضرت وتحضر بعض جلسات محادثات المصالحة, من الذي يغلق أفواههم جميعا وبلا استثناء عن قول الحقيقة وماذا يقف خلف هذا الصمت الجماعي ولصالح من يتم التستر على جريمة المجرم إلا إذا كان الجميع وبلا استثناء مشاركين بهذه الجريمة البشعة ولا يرغبون بالتخلص منها والعودة إلى مهمتهم الحقيقية التي بالكاد يذكرها البعض وهي فلسطين والقدس والمستوطنات واللاجئين والحصار والأسرى وباختصار الاحتلال ثم الاحتلال ثم الاحتلال ولا شيء غير الاحتلال فهو من فصل غزة وهو من قتل من قتل وهو من فجر العبوات في الموكب وهو من يعطل تحقيق المصالحة وهو من يفجر كل الاتفاقيات التي عقدت وتعقد والى أن نجد من يقول الحقيقة كل الحقيقة للشعب فان الجميع بلا استثناء برسم الاتهام وفي المقدمة ليس فتح وحماس وإنما أولئك الذين يعتقدون أنفسهم أبرياء من الانقسام من قوى وفصائل وشخصيات فالأولى بهؤلاء أن يطلعوا الشعب على الحقيقة إن أرادوا للشعب والقضية أن تعيش وان يمنعوا انحدارنا القادم نحو الاقتتال وتقسيم الوطن والشعب أكثر فأكثر وبأيدينا لا بيد الاحتلال الذي بتنا نتقن إبعاده وتبرئته من كل جرائمه لنحملها نحن بالنيابة عنه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف