الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليوم العالمي للمرأة ومسلسل باب الحارة بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2018-03-24
اليوم العالمي للمرأة ومسلسل باب الحارة
د. محمد عبدالله القواسمة
يحتفي العالم بنضال المرأة ومطالبتها بحقوقها، وخصص كل عام الثامن من آذار يومًا عالميًا للمرأة. جاء هذا اليوم ومرّ، وعائلات كثيرة في عالمنا العربي ما زالت تحتفي في المقابل بمسلسل "باب الحارة"، وتشاهد أجزاءه وحلقاته التي يتكرر عرضها على القنوات الفضائية طوال أيام السنة. لقد حظي المسلسل بنسبة مشاهدة عالية؛ لهذا فهو يتناسل باستمرار، ففي كل رمضان يطلّ علينا جزء جديد منه حتى صرنا على عتبات الجزء العاشر الذي ــ كما قيل ــ سيعرض في رمضان هذا العام.
من المفارقات المضحكة والمحزنة أن مسلسل "باب الحارة" على امتداد أجزائه التسعة السابقة يُرسّخ النظرة الدونية للمرأة، ويمتهن كرامتها، ويُنكر حقوقها، ويستهين بأهميتها في الحياة والمجتمع، ويطمس نضالاتها حتى في الفترة الزمنية التي تناولها المسلسل، وقد بدت فيه المرأة مطيعة طاعة عمياء لزوجها؛ فهو تاج رأسها وابن عمها، وعليها أن تغسل يديه، وتقبّل رجليه، وتعد له الطعام، وتستقبله بالترحاب، والاستسلام الكامل لرغباته المادية والعاطفية، وتراعي حقوقه في صحوه ونومه، وتغمره بالحنان والرعاية. ومن العار أن ترفع صوتها، أو تَظهر "قرعة" أي كاشفة الشعر، أو تبدي شيئًا من وجهها حتى عينيها. ويُوظّف الدين في جعلها حبيسة بيتها دون أن تنال حقها في التعليم والحياة الكريمة.
لم تَظهر المرأة في مسلسل "باب الحارة" متكافئة مع الرجل، ومتساوية له في الحقوق الإنسانية، وبدت في أجزائه كلها خاضعة للرّجل، وجاهلة غير متعلمة. وإذا ظهرت غير ذلك فهي المتسلطة مثل زوجة بدر، والثرثارة مثل فريال، والمستسلمة مثل أم عصام، والمسترجلة مثل أم جوزيف، والخانعة والمتملقة مثل زوجات عصام الثلاث.
يظهر هذا الإقبال المتزايد على المسلسل بين سنة وأخرى، على ما فيه من أخطاء فكرية وتاريخية وإخراجية، أن مجتمعنا تغلب عليه الازدواجية في النظر إلى المرأة؛ فهو من ناحية يحتفي باليوم العالمي للمرأة، ويتكلم على حقها في الحياة الحرة والكريمة لكنه ما زال ينتقص من هذا الحق، وينظر إليها بعين الرجل الذي يرى المرأة كما يرى الصياد فريسته. كما أظهر الاهتمام بالمسلسل الخضوع إلى العادات والتقاليد البالية التي تحتقر الأنثى وتفضل الذكر عليها. هكذا جاء المسلسل مسايرًا السائد المتخلف، ولا يرسم الطريق إلى مستقبل تُحترم فيه المرأة، ويُنظر إليها بأنها كيان مساو لكيان الرجل، ولا تقل أهمية عنه.
ليس من الغرابة أن ينال مسلسل "باب الحارة" رضا كثير من الرجال وقبولهم؛ لأنه يتبنى وجهة نظرهم للمرأة، لكن الغرابة أن يحظى برضا كثير من النساء واهتمامهن، وتخصيص ساعات من حياتهن لمشاهدته. من المؤسف أن تنجذب كثيرات من النساء في بلادنا إلى هذا المسلسل بل إن بعضهن شاهدن حلقات منه أكثر من مرة على مدى السنوات السابقة، وكأنْ لا يُعرض في التلفزيونات والفضاءات العربيّة غير هذا المسلسل.
يبدو أن المرأة في بلادنا لم تجرّب غالبًا تلك الحياة التي تكون فيها منطلقة من القيود البالية؛ لهذا فهي تستمرئ أن ترى ذاتها في القنوات الفضائية خانعة لسيّدها الرّجل الّذي جيّر كلّ شيء لصالحه. على المرأة قبل الرجل أن ترفض مسلسل "باب الحارة" وأمثاله من المسلسلات التي امتلأت بها شاشات التلفزة والقنوات الفضائية العربية. عليها أن ترفض هذا الفن الّذي لا يحملُ قبسًا من الأمل يضيء الطريق إلى حياة خالية من الاستعباد والتمييز والإهانة لأي مخلوق بشري.
آن للمرأة بمناسبة اليوم العالمي لها أن تتخلص من النظرة الدونية إلى ذاتها، وتتخلص من مشاعر الاستلاب التي انحدرت إليها من الماضي. آن لها أن تحسّ بأنّها إنسانة لا تقل شأنًا عن الرجل، وأن هذا العصر عصر تحرر الإنسان سواء أكان امرأة أم رجلًا.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف