الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثقافة العقل النقدي المغيبة 2- أوروبا والفاشية الدينية بقلم:م.طارق الثوابتة

تاريخ النشر : 2018-03-24
ثقافة العقل النقدي المغيبة 2
أوروبا والفاشية الدينية
على مر التاريخ كانت ثقافة العقل النقدي مصدر خطر كبير على الأنظمة الفاشية أينما وجدت لان هذه الثقافة تتنافى مع أدبيات تلك الأنظمة وتهز أسسها نظرا لهشاشة أدبيات تلك الأنظمة التي بمقدور الكلمات أن تزلزلها لذلك تستعيض الأنظمة الفاشية دوما عن هذا الضعف في الأدبيات بصبغ جلدها بصبغة قومية أو عقائدية أو حتى أممية وهو ما يتطلب عقد تحالفات مع اى أحزاب أو مؤسسات قائمة قومية كانت أم عقائدية بحسب الصبغة التي تميل لها العقلية الحاكمة في النظام الفاشي لتمكين قواعده وهى مرحلة أولية تليها إخضاع وتجيير تلك المؤسسة او الحزب لصالح النظام الفاشي لتمرير ثقافة الخضوع للفاشية وتعطيل اى إرهاصات لثقافة العقل النقدي عبر ربط أدبيات الحكم الفاشي بأدبيات قومية أو بأدبيات عقائدية دينية وهنا تحديدا تكون الأنظمة الفاشية شديدة الخطورة حيث تتحول ثقافة الخضوع لها شيئا فشيئا من خانة البشرى التجريبي إلى خانة الغيبي المطلق عندها تتحول ثقافة العقل النقدى مباشرة إلى خانة المحرمات وتصبح كفرا وزندقة عند هذه اللحظة تدخل الأمم الخاضعة لتلك الأنظمة الفاشية في نفق مظلم يبدأ بالظلام فكرى ومع الوقت يعم الظلام على كل أوجه الحياة وتدخل تلك الأمم مع مرور الزمن في حالة سبات عميق وتولد ثقافة الاستسلام الذاتي للواقع وهى الابن الشرعي لزواج الأنظمة الفاشية بالمؤسسة الدينية كل الأمم التي انهارت أو تخلفت عن ركب الحضارة عايشت تلك الحالة ودخلت في نفقها المظلم يروى لنا التاريخ كيف دخلت أوروبا في نفق عصورها المظلمة نتاج تزاوج الأنظمة الملكية الفاشية مع الكنيسة الكاثوليكية عندما استسلمت الأمم لأنظمتها الفاشية وسادت ثقافة الاستسلام الذاتي للواقع فتحول مال الشعب لقيصر والكنيسة واكتفى الشعب بصكوك الغفران في الحياة الأبدية وغطت أوروبا في هذا السبات العميق لقرون حتى استفاقت بداية القرن الخامس عشر على بصيص نور في نهاية نفقها عبر أفكار مضيئة أسس لها مفكرون عظام أمثال مونتسكيو وجان جاك روسوا وفولتير أسست لثقافة العقل النقدي الاوروبى واستغلت حالة الفشل العميق لمنظومة الحكم في الممالك الأوروبية وتحولها لدول فاشلة وترهل قبضتها الحديدية لتجد طريقها للعامة من الشعب وبدأت الشعوب الأوروبية في التخلي عن استسلامها الذاتي للواقع وكانت النتيجة الحتمية لذلك الخروج من نفق العصور المظلمة والانطلاق نحو عصر التنوير وداست أوروبا بأقدامها على أنظمتها الفاشية وعلى مؤسساتها الكنسية عبر ثورات شعبية كان شعارها اشنقوا أخر ملك بأمعاء أخر قسيس وكانت المؤسسة الدينية الكاثوليكية احد أهم ضحايا عصر التنوير فقد هجرت المسيحية وتحولت الكنائس لإسطبلات خيول مما دفع الكنيسة لتعديل الكثير من تعاليمها وأحكامها لاحقا مسايرة لعصر التنوير وهو ما أدى لظهور المذهب البروتستانتي في أوروبا ليحافظ على بقاء المسيحية كعقيدة جمعية لأوروبا لكن داخل الكنائس فحسب لكن السؤال هنا هل كان العيب في تعاليم الديانة المسيحية أم في قساوستها وكهانها الذين عقدوا قران مؤسستهم الدينية مع الأنظمة الملكية الفاشية وغيبوا أممهم بثقافة الاستسلام الذاتي لما أرادوا أن يحولوه من تجريبي بشرى إلى غيبي مطلق فتحول الغيبي المطلق إلى بشرى تجريبي والقي به تحت سنابك الخيول في الإسطبلات وانطلقت أوروبا مملكة تلو الأخرى نحو عصر التنوير الفكري وأحدثت النهضة على كل الأصعدة وبدا عصر العلم التجريبي الذي فتح الباب واسعا أمام التقدم الانسانى على كافة الصعد عبر التجربة والخطأ في الإطار التجريبي الانسانى وعبر إعمال ثقافة العقل النقدي ورغم أن أوروبا دفعت ثمنا باهظا لكل ذالك إلا أنها في الحقيقة أرست أسس حضارية عميقة بتجربتها الناجحة للإنسانية جمعاء لكيفية خروج الأمم من عصورها المظلمة نحو عصر التنوير عبر تحريم الزواج بين أنظمة الحكم والمؤسسة الدينية ورغم وجود خصوصية لكل تجربة إلا أن التجربة الأوروبية رسمت خطوط عريضة لكل الأمم الراغبة في النهوض من سباتها العميق وابرز تلك الخطوط هي تفعيل ثقافة العقل النقدي
مطارق الثوابتة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف