الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإنسانية لا تتجزأ يا سادة! بقلم: جميلة شحادة

تاريخ النشر : 2018-03-24
الإنسانية لا تتجزأ يا سادة! بقلم: جميلة شحادة
الإنسانية لا تتجزأ يا سادة!  بقلم الكاتبة: جميلة شحادة

أذكر، أنه وفي إحدى ليالي كانون العاصفة، وعندما لم أتجاوز الخامسة من عمري بعد، بكيت لأن السماء أمطرت على لعبتي الجماد في ساحة المنزل. وأذكر أيضا، بأنني لم أتوقف عن البكاء، رغم كل المفاوضات والشروحات لتهدأتي، بل واصلت البكاء، الى أن أحضروا لي لعبتي، فحَضنْتُها وأسكنتها برُكنها الدافئ .
فكيف لي اليومَ أن لا أخرجَ عن صمتي والدمار يملأ كياني، والظلم يخنق صرختي، والحزن يكوي أضلعي. كيف لي اليومَ أن لا أخرج عن صمتي وآهات الأمهات الثكالى تهز عجزي، وملامح الأطفال الجرحى تلوم ضعفي وتؤرّق مضجعي .
الإنسانية لا تتجزأ يا سادة !!

أنا اليوم أدويها صرخة عالية، بأنه لم يعد يهمني، لا الأحزاب، ولا السياسات، ولا الأيدولوجيات المُغناة بأبواق "القيادات".  كما لم تعد تهمني روسيا، ولا أمريكا، ولا كل اتباعهما من دول ودويلات.  لم يعد يهمني اليوم من هو المحِق في قضية سوريا، أهو النظام والحكام، أم هم الثوار أم عناصر وتنظيمات.
يشهد لي كل من عرفني ويعرفني، بأنني قلتُ الحق في كل مكان وزمان، وساندتُ صاحب الحق ووقفت لجانبه في تظلمه، ولم يردعني عن ذلك خسارة منصب أو ترقية أو خسارة علاقتي بإنسان.

 استنكرتُ دائما قتل الأبرياء، استنكرتُ قتل الأبرياء في الكنائس والجوامع وفي كل مكان. وعلى سبيل المثال، استنكرتُ وكتبتُ عندا قتل الأبرياء في الكنيسة البطرسية في العباسية في مصر، والذي كان في ديسمبر 2016. استنكرتُ لا لأن المذبحة حدثت في كنيسة، بل لأن أبرياء قد قتلوا وتركوا وراءهم عائلات حزانى تبكيهم. فما يهمني هو الإنسان لا المكان. فكيف لي إذن، أن لا أبكي أطفال، ونساء، وشيوخ حلب وعفرين والغوطة؟! وقبلهم أطفال، ونساء، وشيوخ العراق وفلسطين. كيف لي أن لا أبكي وأستنكر، كل يوم، وكل دقيقة ، كل ما يحدث في الشام الحبيبة؟
أما ما يزيد المأساة مأساة، هو أن ما يحدث في سوريا، يحدث كل يوم ومنذ ثماني سنوات على مرأى ومسمع من العالم، كل العالم، دون تدخل عادل وجدّي، لحل الأزمة ومنع المأساة. وهنا أستذكر قولا لآينشتاين وهو: "لا يُباد العالم على أيدي الطغاة، وإنما على يدِ اولئك المتفرجين مكتوفي الأيدي". وأما الأمر المخيب أكثر للآمال، هو أن أتابع عددا من الصحفيين والإعلاميين في بعض البلدان، فأجدهم ، ومن خلال منابرهم، يهدئون النفوس بين المختلفين على ما يحدث في سوريا، لأن هناك ما هو أهم من قضية سوريا.

فباعتقادهم،  هناك قضايانا الداخلية، منها الاقتصادية ومنها الاجتماعية وغيرهما، والتي يجب تسليط الضوء عليها  ووضعها نصب الأعين. ليس هذا فحسب، بل هؤلاء الإعلاميين يطالبون أبناء مجتمعاتهم، بأن يكفوا عن الخلاف بشأن سوريا وان يتذكروا أنهم شعب واحد وعيب عظيم الخلاف والخصام بسبب ما يحدث في الشام، فذلك شأن يخص الشام وأهله.
وهنا يُسأل السؤال، إذا كان الأمر كذلك يا سادة يا كرام ! فما الذي إذن, يجعل أجنبيا من الدنمارك أو السويد أو المانيا وغيرها، يتعاطف مع اللاجئين أو أن يتظاهر في بلده ضد الحرب على غزة أو العراق أو الشام وغيرهم؟
الإنسانية لا تتجزأ يا سادة ! ولا يجب أن نخرجها من جيوبنا، فقط، عندما نريدها أن تخدم مصلحتنا.
******************************
19.3.2018
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف