الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المجتمع.. تعايش أم تناقض في المفهوم؟ بقلم د. محمود عبد المجيد عساف

تاريخ النشر : 2018-03-24
المجتمع.. تعايش أم تناقض في المفهوم؟ بقلم د. محمود عبد المجيد عساف
(المجتمع.. تعايش أم تناقض في المفهوم؟)
بقلم د. محمود عبد المجيد عساف
أستاذ أصول التربية المساعد


يعتقد الأغلب أنه يعرف معنى  كلمة (المجتمع)، فيتناقلونها كما لو كانت  قطعة نقدية لا حاجة لاختبار صحتها، فيضع الناس أهدافهم باختلاف حالاتهم، ولا أهداف لهم إلا تلك التي يضعونها لأنفسهم، (المجتمع هو الغاية والفرد هو الوسيلة)، (الفرد هو الغاية واجتماع الأفراد في مجتمع ليس إلا وسليلة لراحتهم)، وكلا القولين شعارات تنذر بنزعات وإزعاجات واهتمامات يومية تعبر عن التمني لما يجب أن يكون وليس ما هو كائن، ولكن عند التفكير بشيء من الفلسفة الانفعالية في هذه الشعارات، وتلزمنا الحاجة للاعتراف بكيفية العلاقة التي نرغب بها مع المجتمع، يقتحمنا السؤال: من صاحب الحق؟
فالبشر جزء من نظام طبيعي وجزء من نظام مجتمعي في نفس الوقت، حيث يظن الإنسان عادة في أيامنا هذه أن الإنسان كائن يضم عدة أدراج نفسية بين النفس والروح، وبين العقل والإحساس، بين الوعي والغريزة، بين الأنا والهو، وهو أمر منحته إياه الطبيعة، لكن في الحقيقة أن هذا الأمر لن يتم بشكله التدريجي إلا إذا نشأ في جماعة صحية أو مجتمع إنساني بشكله ومضمونه لا باسمه فقط.
 إن كل ما سبق من مقدمة قد يستوعب مرادها البعض، وقد تذهب بالبعض الآخر في اتجاه  العزوف عن استكمال القراءة ، ما كانت إلا قرعاً على جدار الخزان لتلك التناقضات ما بين التصور التقليدي حول ما نحن عليه حقاً كأفراد متباينين، والتصور المجتمعي عما نفهمه بأننا جزء لا يتجزأ من مجتمع له تاريخه، وجب علينا الارتقاء به .
وفي ظل ما هو حادث، وضبابية العلاقة بين الفرد والمجتمع لست إلا أفضل المواطنين حالاً من وجهة نظر البعض، لكني أشتهي السفر بلا عودة، أو حتى الموت بلا رجعة في مجتمع متناقض ومدينة ضاقت بأهلها، وامتزجت فيها القيم بالخسة، وتداعى عليها الطامعون واحداً تلو الآخر ويوماً بعد يوم .
فكرت قليلاً قبل أن أكتب هذا المقال، وتوقعت أن تنهال عليّ الاتهامات بالتشاؤم والسوداوية وجلد الذات المجتمعية، لكني لم أستغرق وقتاً طويلاً ، فالحالة إياها التي تنتاب أغلب أفراد المجتمع جاهزة لديّ، ومستعدة للبوح إلى الحد الذي قد لا أستطيع فيها لجم القلم.
وبعيداً عن السياسة ومكوناتها، والمحاولات التنظيمية لأطراف الصراع في أي مجتمع لكسب المواقف وتسجيل الانتصارات، لا أعتقد أن مفهوم (المجتمع) لا زال  قائماً، ولا أظن أن ترسبات الحال الذي آل إليه ستزول مع تقلبات السنين القادمة، ولم يعد من المنطق التفكير في رؤية مجتمعية واحدة أو مشروع وطني إلا إذا عاد الناس إلى ممارسة أدوارهم العاطفية .
قد ينزعني أحد القراء ويقول: ياااه ألهذا الحد أنت متشاءم؟ وإن كان لي حق الرد أو الحديث عن بعض ما آلت إليه مكونات المجتمع ونسيجه من أحوال في ظل جهود وجولات ومباحثات لإنقاذ الموقف من قبل شخصيات أو مؤسسات تشتهي التلميع، سأرد بما هو قريب وليس ما قبل، وسأتحدث عن ضحايا الحروب الثلاثة وخسائرها المادية والمعنوية والنفسية، عن تغول البطالة في أكثر المجتمعات طاقة وشباباً، سأتحدث عن آلاف الخريجين الذين ما نالهم من تعليمهم إلا الانتظار، سأتحدث عن تراجع مستوى الدخل الفردي ووصول أغلب الأسر إلى حالة الفقر المدقع، عن إفلاس التجار، عن انتشار الفساد حتى على مستوى السلع الخدماتية، عن الأرق النفسي ومحاولات الانتحار، وانتشار التسول والجريمة المنظمة بأشكالها وأنواعها، عن تفكك الأسر عند حديثي الزواج والمخضرمين، عن تراجع الانتماء والولاء واتساع دائرة التفكير العنصري في ظل حالة الطمع والاستحواذ، فبعد ما نبذنا (مواطن- لاجئ) جاءنا (شرعي- غير شرعي-فتحاوي- حمساوي- جبهاوي- سلفي- دحلاني... وغير ذلك) مما زاد المجتمع فرقة وتمزق .
سأتحدث عن تهتك النسيج الاجتماعي وتراجع السلم الأهلي ودمار البنية التحتية الإنسانية والصحية والتعليمية، عن الفاسدين وتجار الفرص، عن المتسلقين والمنافقين بائعي الذمم، عن المسايرين المتلونين، عن تجار الأقلام صناع المجد الوطني ومشاريع التحرر الذين ما عاد يهمهم إلا ما ينفعهم، عن الواسطة والمحسوبية والوهم العلمي والمعرفي، عن الحسد والحقد والكره غير المبرر، عن آمال وطموحات طمست، عن حقوق الإنسان التي انتهكت، عن أعمار شاخت قبل أوانها، وعن .. وعن.. وعن..
هذا كله ما استحضرني لحظة الكتابة، وما خفي كان أعظم، ولكن أعود إلى رشدي وأقول نحن أحسن حالاً من مجتمعات أخرى كسورية واليمن، ولكن المنطق ينخزني وأردد: لست في موقع المقارنة مع أحد، وإنما في موقع التفكير بطبيعة العلاقة الواجب أن تكون بيني وبين مجتمعي من حيث الحقوق والواجبات .
لست هنا بموقع تحميل المسؤولية لأحد، بقدر ما أردت أن أصل بكم إلى نقطة مفادها : (يجب البحث عن مجتمع آخر تتحقق فيه مقومات العلاقة مع الأفراد).
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف