الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"الشتيمة" بين الدبلوماسية والسياسة بقلم: أحمد طه الغندور

تاريخ النشر : 2018-03-22
"الشتيمة" بين الدبلوماسية والسياسة بقلم: أحمد طه الغندور
: "الشتيمة" بين الدبلوماسية والسياسة.
بقلم: أحمد طه الغندور.
    لقد شكل نعت الرئيس عباس للمبعوث الأمريكي لدى الاحتلال " ديفيد فريدمان " حين وصفه بـ " ابن الكلب "وأنه مستوطن من عائلة مستوطنين؛ مادة غنية للتحريض من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية ضد السيد الرئيس والفلسطينيين، على الرغم من أن الأمر كما أوضحه الرئيس يرجع لكون هذا المبعوث يستميت في الدفاع عن سياسات الاحتلال وخاصة الاستيطانية منها وكأنه من غلاة المستوطنين، وبات يتمادى في تحريف الحقائق التاريخية حول حق الفلسطينيين في أرضهم، وذلك بطريقة تنأى عن الدبلوماسية أو حقائق السياسة الواقعية، ودون تدخل يردعه من قبل الإدارة الأمريكية التي أطلقت له العنان بصورة تُثير الاشمئزاز.
ثُم توالت ردود الأفعال الأمريكية والإسرائيلية على النعت السابق، وأورد أخطرها هنا، حيث علق فريدمان على الشتيمة قائلا: "عباس يصفني بابن الكلب! هذه معاداة للسامية، أم خطاب سياسي؟ لن أقول شيئا وسأترك الحكم لكم". هكذا في محاولته للهروب من جرائمه في دعم الاستيطان، الأمر المحرم دولياً وفقا لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي، يمعن في اتهام الرئيس بمعادة السامية!
كما سارعت إدارة ترامب إلى التنديد بتصريحات الرئيس، حيث قال جيسون غرينبلات إن "الوقت حان لكي يختار الرئيس عباس بين خطاب الكراهية وجهود ملموسة لتحسين حياة شعبه وإيصاله إلى السلام والازدهار"، على حد تعبيره، وهم الذين ناصبوا العداء للفلسطينيين وقيادتهم على الرغم من خطواتها الإيجابية تجاه مبادرة ترامب منذ لحظاتها الأولى.
فالموقف الأمريكي يتراوح ما بين الاتهام والخداع، أما الموقف الإسرائيلي فيأتي أشرسه من المتهم رقم 1 لدى الاحتلال بما أعلنه " نتنياهو " أن التصريح "افتراء من عباس الذي فقد حواسه وأصيب بالصدمة جراء مواقف الإدارة الأمريكية الحالية التي توقفت عن تدليل الفلسطينيين وقادتهم". وهذا في الحقيقة يُمثل شتيمة بذيئة من شخص مجرم لاستخدامه هذه الصفات التي ألحقها بشخص الرئيس والقيادة والشعب الفلسطيني.
والأن عود على بدء، كيف ننظر إلى " الشتيمة " بين الدبلوماسية والسياسة؟
إذا ما أمعنا النظر في تعريف الدبلوماسية بأنها وسيلة أو أداة سياسية تستخدمها الدولة في تمثيلها سياسياً لدى الدول والمنظمات الدولية، من أجل تسيير وتصريف شؤونها الخارجية في المجتمع الدولي.
 من هنا يمكن القول بأن الدبلوماسية ترفض " الشتيمة " كوسيلة للتعبير عن موقف دولة ما مهما ساءت علاقاتها مع دولة أخرى، وهذا يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية المستقرة منذ عصور مضت إلى الأن.
ولكن مع هذه الإدارة الأمريكية؛ شاهدنا خرقاً واضحاً لهذه الأعراف في تعبير مندوبة الإدارة الأمريكية حين تحدثت عن سبب ارتدائها " حذاء كعب عالي " باستخدامه ضد من ينتقد سياسات الاحتلال.
 ونعرف أن الدبلوماسية تُقر مبدأ المعاملة بالمثل، فلا غضاضة أن تلقى هذه الإدارة جزاء أعمالها ولو متأخراً.
أما عالم السياسة؛ فحدث ولا حرج، فإن استخدام " الشتائم " يمكن النظر إليه كأحد الأدوات المتبعة سياسياً وبكثرة وعلى المستويين الداخلي والدولي فلا فرق بين هذا وذاك، بل أن هناك " شتائم " حفظتها الذاكرة السياسية لعدد لا بأس به من كبار الساسة.
قديماً فقد شتم تشرشل-رئيس وزراء بريطانيا الراحل-عضو حزب العمال السيدة بيسي برادوك عندما اتهمته بانه ثمل في مجلس العموم، قائلاً: "انت قبيحة، وستبقين كذلك طوال العمر، بل أنى سأفوق من السكر، وستبقين قبيحة مهما حاولت".
وحديثاً؛ وفي العام 2009 أهان أولاند ثلاث حلفاء لفرنسا مرة واحدة حيث قال للرئيس الامريكي بانه غير كفء لاتخاذ القرارات، ولرئيس الوزراء الاسباني بانه ينقصه الذكاء وللمستشارة انجيلا ميركل بانها لا تفهم الازمة المالية العالمية.
وأما مع الإدارة الأمريكية الحالية، فقد تراشق ترامب مع منافسته هيلاري كلينتون حيث ظهرت عبارات وتهم عنصرية وصفت بالأقذر في التاريخ السياسي الأمريكي، حيث وصف ترامب كلينتون بأنها " الكاذبة والوقحة والعنصرية وأضاف تلميحات جنسية"، في حين جاء الرد قاسياً بجملة من الشتائم والتقريع من قبل أوباما وهيلاري على ذلك.
وأخيراً؛ فقد أظهر العلم الحديث دراسة بريطانية غريبة وطريفة، تتمثل بان استخدام الشتائم حتى اللاذع منها، له تأثير ایجابي لأراحة جسم الانسان، ومسكن للآلام وان الفرد یشتم ویسب بالفطرة، وذلك رد فعل على مؤثرات خارجية معینة؟
فهل لإحد أن يعيب الموقف الفلسطيني؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف