المشهد السياسي واستفحال ازمة الشك وعدم الثقه
-------------------------------------------------- بقلم/ عواد الاسطل
كشفت محاولة تفجير موكب الحمدالله ، حال وصوله الى قطاع غزه في الثالث عشر من الشهر الجاري ، عن كم هي عميقة ومتأصله ازمة الشك وعدم الثقه ، بين فتح وحماس ، والذي يبدو ان واقعنا ومستقبلنا مرهون الى حد كبير بالتوافق بينهما ، رغم انهما وكما يرى البعض ، عكفا وما زالا على البحث عن الخلاف في كل شيء .
وعلى ذلك ، وما ان وقع الحادث، حتى عاد الطرفان الى اجترار المواقف النمطيه لكل منهما تجاه الاخر ، وبشكل اوحى الى ان كل ما حدث بينهما من اتصالات وتفاهمات واتفاقات ، وكل ما يمكن ان يكون بينهما من قواسم مشتركه لاعلاء المصلحه الوطنيه ، لم يرق الى مستوى " شعرة معاويه ".
وفي هذا السياق ، لم يمض طويل وقت ، ودون اجراء تحقيق ، وقاطعا الطريق على نتائج التحقيق الذي اعلنت داخلية حماس عن القيام به ، اتهم الرئيس عباس رسميا حركة حماس بالقيام بهذا الحادث الذي وصفه ب "الاثم والحقير" ، رابطا في كلمته التى القاها في الاجتماع الموسع للقياده الفلسطينه في التاسع عشر من الجاري ، بينه وبين المخاطر التي تواجه المشروع الوطني ، والتي من بينها- وكما يفهم من كلمته - الانقسام الذي ترعاه حماس في قطاع غزه ، والذي جاء على شكل انقلاب ، حصل على "تأييدات ضمنيه وعلنيه كثيره ".
يفهم من هذا ان الاتصالات واللقاءات بين فتح وحماس ، كانت تفتقر الى الحد الادنى من المصارحه والشفافيه ، وان اسلوب المراوغه والتذرع بقضايا جانبيه وثانويه كان هو السائد بينهما ، وعندما تدق الامور بينهما ، فان كلاهما يخرج عن المألوف ، و يتهم الاخر بالتساوق مع المشاريع التصفويه ، وهذه قمة المأساة في العمل الوطني الفلسطيني .
وعلى هذا يبدو ان المنطق الذي يضبط العلاقه بين فتح وحماس كحوار الطرشان ،وان كلاهما غيرقادرعلى/ ان لم يكن غيرمعني ب/ فهم الاخر . فهذا الرئيس عباس الذي يعتبر اكثر القاده الذين عايشوا الواقع وانشغلوا به ، واكثر الاطراف الذي يمتلك - بحكم وضعه كرئيس – معلومات وحقائق ، يبدي عدم قدرته على فهم ما تريده حماس ، كما نقل عنه في كلمته التي القاها امام الدوره الثالثه للمجلس الثوري لحركة فتح ( 1-3/3/2018 ) حيث بدا متسائلا عما تريده حماس : " هل بدها مصالحه والابدها ايران ، بدها تكون جزء من المنظمه والا بدها رأس المنظمه ، بدها مصالحه والا بدها صراف ألي " . وردا على ما تدعيه حماس من ان السلطه وعباس يشتركان في حصار غزه ، استطرد قائلا " مش احنا الي بنحاصر غزه... بنبعث الى غزه كل شيء ، وجماعه هي اللي بيسرقوه عيني عينك ".
في هذا الوضع المشحون بأزمة عدم الثقه والشك ، يمكن تفهم دعوة اللجنه التنفيذيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه ( 7/3/2018 ) ،المجلس الوطني الفلسطيني بتركيبته الحاليه للانعقاد في الثلاثين من الشهر القادم ، أي بدون مشاركة حماس والجهاد الاسلامي اللذان لم يدخلا رسميا في مؤسسات منظمة التحرير، وهو ما يخالف ويتجاوز التفاهمات بهذا الشأن وخصوصا اتفاقي القاهره 2005 ، و 2011 ، ووثيقة الوفاق الوطني 2006 ، واعلان بيروت 2017 .
ولعل السؤال في هذا الخصوص هو هل ان دعوة المجلس الوطني للانعقاد ، والذي كانت اخر دوره له في غزه عام 1996تأتي في سياق الخطوات التي وعد الرئيس عباس باتخاذها لحماية المشروع الوطني بعد محاولة تفجير موكب الحمدالله ؟ ، ام انها مجرد " قفزه في الهواء " قد لاتصلح لمعالجة معضلة عدم دخول حماس ( والجهادلاسلامي ) مؤسسات منظمة التحرير ، والتي انطلقت المفاوضات بشأنها في السودان عام 1990 ؟ .
-------------------------------------------------- بقلم/ عواد الاسطل
كشفت محاولة تفجير موكب الحمدالله ، حال وصوله الى قطاع غزه في الثالث عشر من الشهر الجاري ، عن كم هي عميقة ومتأصله ازمة الشك وعدم الثقه ، بين فتح وحماس ، والذي يبدو ان واقعنا ومستقبلنا مرهون الى حد كبير بالتوافق بينهما ، رغم انهما وكما يرى البعض ، عكفا وما زالا على البحث عن الخلاف في كل شيء .
وعلى ذلك ، وما ان وقع الحادث، حتى عاد الطرفان الى اجترار المواقف النمطيه لكل منهما تجاه الاخر ، وبشكل اوحى الى ان كل ما حدث بينهما من اتصالات وتفاهمات واتفاقات ، وكل ما يمكن ان يكون بينهما من قواسم مشتركه لاعلاء المصلحه الوطنيه ، لم يرق الى مستوى " شعرة معاويه ".
وفي هذا السياق ، لم يمض طويل وقت ، ودون اجراء تحقيق ، وقاطعا الطريق على نتائج التحقيق الذي اعلنت داخلية حماس عن القيام به ، اتهم الرئيس عباس رسميا حركة حماس بالقيام بهذا الحادث الذي وصفه ب "الاثم والحقير" ، رابطا في كلمته التى القاها في الاجتماع الموسع للقياده الفلسطينه في التاسع عشر من الجاري ، بينه وبين المخاطر التي تواجه المشروع الوطني ، والتي من بينها- وكما يفهم من كلمته - الانقسام الذي ترعاه حماس في قطاع غزه ، والذي جاء على شكل انقلاب ، حصل على "تأييدات ضمنيه وعلنيه كثيره ".
يفهم من هذا ان الاتصالات واللقاءات بين فتح وحماس ، كانت تفتقر الى الحد الادنى من المصارحه والشفافيه ، وان اسلوب المراوغه والتذرع بقضايا جانبيه وثانويه كان هو السائد بينهما ، وعندما تدق الامور بينهما ، فان كلاهما يخرج عن المألوف ، و يتهم الاخر بالتساوق مع المشاريع التصفويه ، وهذه قمة المأساة في العمل الوطني الفلسطيني .
وعلى هذا يبدو ان المنطق الذي يضبط العلاقه بين فتح وحماس كحوار الطرشان ،وان كلاهما غيرقادرعلى/ ان لم يكن غيرمعني ب/ فهم الاخر . فهذا الرئيس عباس الذي يعتبر اكثر القاده الذين عايشوا الواقع وانشغلوا به ، واكثر الاطراف الذي يمتلك - بحكم وضعه كرئيس – معلومات وحقائق ، يبدي عدم قدرته على فهم ما تريده حماس ، كما نقل عنه في كلمته التي القاها امام الدوره الثالثه للمجلس الثوري لحركة فتح ( 1-3/3/2018 ) حيث بدا متسائلا عما تريده حماس : " هل بدها مصالحه والابدها ايران ، بدها تكون جزء من المنظمه والا بدها رأس المنظمه ، بدها مصالحه والا بدها صراف ألي " . وردا على ما تدعيه حماس من ان السلطه وعباس يشتركان في حصار غزه ، استطرد قائلا " مش احنا الي بنحاصر غزه... بنبعث الى غزه كل شيء ، وجماعه هي اللي بيسرقوه عيني عينك ".
في هذا الوضع المشحون بأزمة عدم الثقه والشك ، يمكن تفهم دعوة اللجنه التنفيذيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه ( 7/3/2018 ) ،المجلس الوطني الفلسطيني بتركيبته الحاليه للانعقاد في الثلاثين من الشهر القادم ، أي بدون مشاركة حماس والجهاد الاسلامي اللذان لم يدخلا رسميا في مؤسسات منظمة التحرير، وهو ما يخالف ويتجاوز التفاهمات بهذا الشأن وخصوصا اتفاقي القاهره 2005 ، و 2011 ، ووثيقة الوفاق الوطني 2006 ، واعلان بيروت 2017 .
ولعل السؤال في هذا الخصوص هو هل ان دعوة المجلس الوطني للانعقاد ، والذي كانت اخر دوره له في غزه عام 1996تأتي في سياق الخطوات التي وعد الرئيس عباس باتخاذها لحماية المشروع الوطني بعد محاولة تفجير موكب الحمدالله ؟ ، ام انها مجرد " قفزه في الهواء " قد لاتصلح لمعالجة معضلة عدم دخول حماس ( والجهادلاسلامي ) مؤسسات منظمة التحرير ، والتي انطلقت المفاوضات بشأنها في السودان عام 1990 ؟ .