هواجس الاحتلال
خالد صادق
لا يعقل ان تشن طائرات الـF16 الليلة قبل الماضية نحو عشر غارات على قطاع غزة لمجرد العثور على عبوة ناسفة مزروعة على الشريط الحدودي, فربما تكون هذه العبوة قد زرعت منذ سنين, وربما يكون الاحتلال الصهيوني هو من زرعها لتبرير عمليات القصف للمواقع العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, خاصة ان الاحتلال أعلن في مناسبات عديدة انه يملك ما اسماه (بنك أهداف) سيسعى لتدميره في أية لحظة, وهذا يدل على ان الاحتلال يحاول ان يختلق الظروف المناسبة لقصف أهداف في قطاع غزة, وإيجاد مبررات وهمية لعمليات القصف, فأول أمس زعمت مصادر صهيونية أنها استهدفت نفقين احدهما هجومي على الحدودية الجنوبية الشرقية في محافظة رفح والآخر في حي الزيتون شرق غزة, كما يقوم الاحتلال بمنع اقتراب المواطنين ورعاة الأغنام والمزارعين من المنطقة الحدودية من خلال إطلاق النار عليهم بشكل مباشر, وهذا يدل على ان الاحتلال يؤسس لمنهجية جديدة اشد فتكا في التعامل مع المواطنين الذين يقتربون من المنطقة الحدودية التي يسعى الاحتلال لتأمينها بعد اختراق المقاومة الفلسطينية لها من خلال حفر الأنفاق وزرع العبوات الناسفة وتسيير مسيرات شعبية بشكل مستمر للاشتباك مع جنوده بالحجارة, وذلك في إطار تفعيل وتأجيج انتفاضة القدس المباركة في وجه الاحتلال, وهذا ما دفعه للبدء بعدة خطوات خوفا من الانفجار, خاصة بعد ان أعلنت فصائل المقاومة عن مسيرة العودة التي تتجه نحو الأراضي المحتلة عام 48م.
أولا: دعا لعقد مؤتمر اقتصادي في واشنطن تحت عنوان «مؤتمر بناء اقتصاد قابل للحياة في غزة» بغرض إيهام الغزيين بان هناك حلولا قادمة لمشاكلهم, وإظهار مأساة الفلسطينيين أنها إنسانية وليست سياسية.
ثانيا: منع التحرك الجماهيري»مسيرة العودة» نحو المنطقة الحدودية خوفا من الانفجار الشعبي الذي يرعبه ويعمل له ألف حساب خاصة في هذه المرحلة الحساسة والتي يتمدد فيها الاحتلال بعلاقاته مع دول المنطقة.
ثالثا: يسعى الاحتلال لمنع الفلسطينيين من الوصول للمنطقة الحدودية وذلك بمسحها وتأمينها والسيطرة عليها حتى ينهي فعاليات انتفاضة القدس المباركة ويمنع تكرار عملية "زرع العلم" البطولية التي أصيب فيها عدد من جنوده.
رابعا: منع حفر الأنفاق الهجومية التي تؤرقه وتمثل خطرا كبيرا على جنوده وقطعان مستوطنيه في المنطقة الحدودية, لذلك يحاول إبعاد الفلسطينيين جغرافيا بشكل اكبر عن منطقة الشريط الحدودي شرق القطاع.
خامسا: يشعر الاحتلال ان الاشتباكات التي تندلع مع المواطنين خاصة يوم الجمعة وتنقلها الفضائيات بشكل مباشر تسيء إليه أمام العالم, فكيف يقابل الحجر بالرصاص وقنابل الغاز التي تطلق بكثافة تجاه المنتفضين.
وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان قال: « الوضع متفجر وسيكون في الأيام والأسابيع القادمة على شفا انفجار في غزة», وهذا يدل على نوايا الاحتلال الذي يحاول إخضاع قطاع غزة ومقاومته لادخالة في حوارات قضايا الحل النهائي التي شملتها «صفقة القرن», ولا غرابة ان نسمع نفس الشخص افيغدور ليبرمان وهو يقول :«لدينا سلسلة من الإجراءات أعدتها الجهات الأمنية لتفادي وقوع الانفجار», لأن المطلب الإقليمي لتمرير مخطط الحل النهائي يرى في التصعيد العسكري ضد غزة عائقا أمام تمرير المخطط, وقد يؤدي إلى غضب الشعوب ومنع التطبيع مع الاحتلال, وزيادة الحنق الشعبي تجاه «إسرائيل», فتبقى في عزلتها وعدم تقبلها من المجموع العربي الذي يرى في «إسرائيل» خطرا اكبر يهدد استقرار المنطقة العربية برمتها.
لا شك ان مسيرة العودة تشكل هاجسا للاحتلال الصهيوني, ويخشى من تبعاتها, وفي نفس الوقت يمارس كل الضغوط على غزة لتنغيص حياة الغزيين, حيث يأمل بإخضاعهم وتطويعهم لتقبل سياسته والضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية, لكن صمود غزة وأهلها فاق كل التوقعات, رغم ان الاحتلال استعان بشركاء وحلفاء في المنطقة لتضييق الخناق على الغزيين, وتجندت الإدارة الأمريكية بكل إمكاناتها لمساعدة «إسرائيل», لكن الشعب الفلسطيني بقى صامدا لم تنكسر شوكته, أو تخفت إرادته, أو تخبو عزيمته, اليوم هم يتحدثون عن تأجيل تنفيذ ما تسمى بصفقة القرن بعد ان أيقنوا ان السلاح وحده لن يحسم الأمر «لإسرائيل» وأمريكا, وان الإنسان الفلسطيني أقوى من بطشهم, وانه يستطيع بصموده وإرادته ان يفشل مخططاتهم ومؤامراتهم مهما كانت محبوكة أو محصنة أو محمية بترسانة السلاح الفتاكة, فالحق أقوى دائما, وهو الذي سينتصر طال الزمان أم قصر, فليبق الاحتلال يعيش هواجسة ومخاوفه, نحن على يقين بان شعبنا قادر على الصمود والمواجهة لن ينحني لتصعيد عسكري, ولن يكسر إرادته حصار .
خالد صادق
لا يعقل ان تشن طائرات الـF16 الليلة قبل الماضية نحو عشر غارات على قطاع غزة لمجرد العثور على عبوة ناسفة مزروعة على الشريط الحدودي, فربما تكون هذه العبوة قد زرعت منذ سنين, وربما يكون الاحتلال الصهيوني هو من زرعها لتبرير عمليات القصف للمواقع العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, خاصة ان الاحتلال أعلن في مناسبات عديدة انه يملك ما اسماه (بنك أهداف) سيسعى لتدميره في أية لحظة, وهذا يدل على ان الاحتلال يحاول ان يختلق الظروف المناسبة لقصف أهداف في قطاع غزة, وإيجاد مبررات وهمية لعمليات القصف, فأول أمس زعمت مصادر صهيونية أنها استهدفت نفقين احدهما هجومي على الحدودية الجنوبية الشرقية في محافظة رفح والآخر في حي الزيتون شرق غزة, كما يقوم الاحتلال بمنع اقتراب المواطنين ورعاة الأغنام والمزارعين من المنطقة الحدودية من خلال إطلاق النار عليهم بشكل مباشر, وهذا يدل على ان الاحتلال يؤسس لمنهجية جديدة اشد فتكا في التعامل مع المواطنين الذين يقتربون من المنطقة الحدودية التي يسعى الاحتلال لتأمينها بعد اختراق المقاومة الفلسطينية لها من خلال حفر الأنفاق وزرع العبوات الناسفة وتسيير مسيرات شعبية بشكل مستمر للاشتباك مع جنوده بالحجارة, وذلك في إطار تفعيل وتأجيج انتفاضة القدس المباركة في وجه الاحتلال, وهذا ما دفعه للبدء بعدة خطوات خوفا من الانفجار, خاصة بعد ان أعلنت فصائل المقاومة عن مسيرة العودة التي تتجه نحو الأراضي المحتلة عام 48م.
أولا: دعا لعقد مؤتمر اقتصادي في واشنطن تحت عنوان «مؤتمر بناء اقتصاد قابل للحياة في غزة» بغرض إيهام الغزيين بان هناك حلولا قادمة لمشاكلهم, وإظهار مأساة الفلسطينيين أنها إنسانية وليست سياسية.
ثانيا: منع التحرك الجماهيري»مسيرة العودة» نحو المنطقة الحدودية خوفا من الانفجار الشعبي الذي يرعبه ويعمل له ألف حساب خاصة في هذه المرحلة الحساسة والتي يتمدد فيها الاحتلال بعلاقاته مع دول المنطقة.
ثالثا: يسعى الاحتلال لمنع الفلسطينيين من الوصول للمنطقة الحدودية وذلك بمسحها وتأمينها والسيطرة عليها حتى ينهي فعاليات انتفاضة القدس المباركة ويمنع تكرار عملية "زرع العلم" البطولية التي أصيب فيها عدد من جنوده.
رابعا: منع حفر الأنفاق الهجومية التي تؤرقه وتمثل خطرا كبيرا على جنوده وقطعان مستوطنيه في المنطقة الحدودية, لذلك يحاول إبعاد الفلسطينيين جغرافيا بشكل اكبر عن منطقة الشريط الحدودي شرق القطاع.
خامسا: يشعر الاحتلال ان الاشتباكات التي تندلع مع المواطنين خاصة يوم الجمعة وتنقلها الفضائيات بشكل مباشر تسيء إليه أمام العالم, فكيف يقابل الحجر بالرصاص وقنابل الغاز التي تطلق بكثافة تجاه المنتفضين.
وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان قال: « الوضع متفجر وسيكون في الأيام والأسابيع القادمة على شفا انفجار في غزة», وهذا يدل على نوايا الاحتلال الذي يحاول إخضاع قطاع غزة ومقاومته لادخالة في حوارات قضايا الحل النهائي التي شملتها «صفقة القرن», ولا غرابة ان نسمع نفس الشخص افيغدور ليبرمان وهو يقول :«لدينا سلسلة من الإجراءات أعدتها الجهات الأمنية لتفادي وقوع الانفجار», لأن المطلب الإقليمي لتمرير مخطط الحل النهائي يرى في التصعيد العسكري ضد غزة عائقا أمام تمرير المخطط, وقد يؤدي إلى غضب الشعوب ومنع التطبيع مع الاحتلال, وزيادة الحنق الشعبي تجاه «إسرائيل», فتبقى في عزلتها وعدم تقبلها من المجموع العربي الذي يرى في «إسرائيل» خطرا اكبر يهدد استقرار المنطقة العربية برمتها.
لا شك ان مسيرة العودة تشكل هاجسا للاحتلال الصهيوني, ويخشى من تبعاتها, وفي نفس الوقت يمارس كل الضغوط على غزة لتنغيص حياة الغزيين, حيث يأمل بإخضاعهم وتطويعهم لتقبل سياسته والضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية, لكن صمود غزة وأهلها فاق كل التوقعات, رغم ان الاحتلال استعان بشركاء وحلفاء في المنطقة لتضييق الخناق على الغزيين, وتجندت الإدارة الأمريكية بكل إمكاناتها لمساعدة «إسرائيل», لكن الشعب الفلسطيني بقى صامدا لم تنكسر شوكته, أو تخفت إرادته, أو تخبو عزيمته, اليوم هم يتحدثون عن تأجيل تنفيذ ما تسمى بصفقة القرن بعد ان أيقنوا ان السلاح وحده لن يحسم الأمر «لإسرائيل» وأمريكا, وان الإنسان الفلسطيني أقوى من بطشهم, وانه يستطيع بصموده وإرادته ان يفشل مخططاتهم ومؤامراتهم مهما كانت محبوكة أو محصنة أو محمية بترسانة السلاح الفتاكة, فالحق أقوى دائما, وهو الذي سينتصر طال الزمان أم قصر, فليبق الاحتلال يعيش هواجسة ومخاوفه, نحن على يقين بان شعبنا قادر على الصمود والمواجهة لن ينحني لتصعيد عسكري, ولن يكسر إرادته حصار .