الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين ومؤشر السعادة.. هل حقاً نحن سعداء؟

تاريخ النشر : 2018-03-20
فلسطين ومؤشر السعادة.. هل حقاً نحن سعداء؟
فلسطين ومؤشر السعادة .. هل حقاً نحن سعداء؟!!
 بقلم: د. وائل محمود صادق

يطل علينا كل عام اليوم العالمي للسعادة في 20 مارس والذي اتخذته الأمم المتحدة منذ عام 2012 اعترافاً بأهمية السعادة في حياة البشر, واعتبرت الأمم المتحدة أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها إنهاء الفقر وخفض التفاوت وحماية الأرض هي في مجملها جوانب للرفاه والسعادة, وقد جاءت الفكرة من مملكة بوتان (بين الهند والصين) والتي أبدلت أهدافها من زيادة الناتج القومي إلي زيادة مستوي السعادة الوطنية, وقد تسابقت الدول بعد ذلك ومنها دول عربية في استحداث منصب وزير السعادة وجعلت هناك خططاً وبرامج لتحقيق السعادة والرفاه لمجتمعها.
وإذا ما سألنا بعضنا عن مفهوم السعادة لخرجت علينا آلاف من المفاهيم, إن لفظ السعادة بسيط لكن مضمونه كبير ومتعدد ومتنوع, فقد يرتبط بالرضا والرفاهية والحياة الكريمة أو بتحقيق الأحلام والطموحات والرغبات, ونظل نتساءل هل السعادة فضيلة أم لذة؟ وهل هي شعور دائم أم مؤقت؟ وهل نحن نصنعها أم يصنعها الآخرين أم هي هبة سماوية؟
 فالسعادة مفهوم قديم اعتبرها أفلاطون أنها"هي ذلك التناغم بين الرغبات والأهداف فهو يعتبرها الخير الأسمي" لذا هي عنده فضيلة بينما اعتبرها أرسطو بأنها لذة, ووردت كلمة السعادة في القرآن الكريم في موضعين أثنين من سورة ( هود ) هما قوله تعالي { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود:105]، وفسرها السعدي بأن السعداء هم المؤمنون المتقون, أما في قوله تعالي {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[هود من الآية:108] والسعداء هنا هم أتباع الرسل المؤمنين حقاً.
لقد وضعت مقاييس ومؤشرات للسعادة بحيث يتم تصنيف الدول علي أساسها وهي تتعلق بإجمالي دخل الفرد والدعم الاجتماعي ومستوي الصحة العامة ومستوي الحرية والكرم أو السخاء وغياب الفساد والحالة النفسية للأفراد ومتوسط عمر الأفراد وظروف العمل ومدي تحقيق التوازن بين الحياة العملية والاجتماعية, وهذه المؤشرات يتم استقصائها من خلال بيانات مؤسسة غالوب الدولية وهي مؤسسة لاستطلاع الرأي, ومن خلال التقارير السنوية والإحصاءات الوطنية للدول.
وخلال قراءة مؤشر السعادة للعام 2018 وهو يحمل متوسط السعادة بين الأعوام 2015 – 2017 نلاحظ أن فنلندا تتصدر مؤشر السعادة في العالم كما أن إسرائيل تحتل الترتيب 11 متقدمة علي كافة الدول العربية بينما تحظي الإمارات العربية المتحدة علي الترتيب 18 عالمياً وقطر 32 والسعودية 33 والبحرين 43 والكويت 45 وليبيا 70 والجزائر 84 والمغرب 85 ولبنان 88 والأردن 90 والصومال 98 وفلسطين 104 وتونس 111 والعراق 117 ومصر 122 وموريتانيا 126 والسودان 137 وسوريا 150 واليمن 152 بينما تتذيل بورندي نهاية المؤشر بالترتيب 156 علي مستوي العالم.
ومن الملفت في تقارير السعادة السنوية تقدم فلسطين من الترتيب 113 عام 2013 إلي الترتيب 104 عام 2018 وهي بذلك تسبق دولاً عربية عديدة, وبعيداً عن هذه المؤشرات التي ربما تجتذب البعض منا كمادة للتندر والضحك, وهنا نتساءل هل حقاً نحن سعداء؟ وماهي مقومات السعادة في فلسطين؟, هنا شعب سيتم عامه ال 70 تحت آخر إحتلال موجود بالعالم, يعاني من ظروف إقتصادية صعبة ومعقدة, ومن معاناة في حركته وتنقله يصعب أن يتخيلها انسان في القرن الحادي والعشرين, وغيرها من المشكلات.
لكن لا يمكن أن نغفل أننا الشعب الذي يتآمر عليه القريب والبعيد منذ أكثر من مائة وعشرون عاماً دون أن يذوب أو ينصهر, ولا يمكننا أن ننسي أننا من أكثر الشعب ثقافة في العالم, فنحن نتصدر نسب المتعلمين عربياً أي نسبق جميع الدول العربية بإمكاناتها وطاقاتها ومن المدهش أن قطاع غزة هو الأعلي في نسبة التعليم وهي 96.4%, ولا يمكننا أيضاً أن نغفل بأنه رغم الحصار المطبق علي قلوبنا منذ سنوات طويلة لم يحدث أننا تعرضنا لمجاعات أو ارتفاع في نسب التضخم كما يحدث لكثير من دول العالم, ربما ما يؤرق الفلسطينيين هو ذلك القلق الداخلي الذي يحدثه الإنقسام السياسي لأنه يعصف بآمالهم وأحلامهم ويضعف من شوكتهم أمام آلات البطش الصهيونية.
إن السعادة الحقيقية لدي الفلسطينيين متعددة الجوانب فهي تكمن في تحقيق حلمهم في الوحدة الوطنية وفي إجراء انتخابات ديمقراطية وفي إقامة دولتهم, وفي بناء اقتصاد وطني قوي يُسمح لهم بحرية الحركة لتجارتهم وبضائعهم, وفي التخلص من ذلك الحصار الظالم المطبق عليهم وفي سهولة التنقل بدون ألم أو معاناة, لازال الفلسطينيين يبنون حلمهم بالسعادة من خلال فرصة للعمل أو العيش الكريم لجيل ممتد من الشباب فقد طموحاته وأهدافه وأصبح ينتظر الفرصة للخروج إلي عوالم أرحب وأوسع, كما أن جزء مهم من شعبنا مازال ينتظر امتلاك أساسيات الحياة كالمأوي والمسكن والكهرباء, بعض هذه الأهداف يمكن تحقيقه  بسهولة فقط أن نحاول بعيدأ عن مخالب الحزبية والتعصب.
وفي النهاية  نحن لا نحتاج إلي وزراء للسعادة بقدر مانحتاج لثقافة جديدة مغايرة, ثقافة ايجابية تبعث الأمل في النفوس نحو غد أفضل وتفتح آفاقاً نحو تحقيق أحلام وتطلعات شعبنا, وأتذكر دائماً رد ذلك الحكيم عندما سأله أحدهم: مَنْ أسْعَدُ النّاس؟ قال: مَنْ أَسْعَدَ النّاس.
د. وائل محمود صادق
دكتوراه أصول التربية – جامعة عين شمس
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف