يولد الانسان بفطرته النقية مستسلماً لغريزة البقاء . فما أن ينمو ويترعرع حتى يجد ان هذه الغريزة تجلب له المصالح والملذات فيمضي في سبيله مهتدياً بها . شيئاً ما ينمو بداخله ، صوت خافت يعلوا كل مرة يغمس نفسه فيها بالملذات الفانية. حتى أنه اذا ما ترك لوحدة تنازعه الندم. لاي سبب ؟ ما الذي اقترفه غير انه لبى غرزيته التي ولد بها ؟ اسئلة تدور في خلده. فيجد نفسه مضطراً للبحث عن الصواب والخطأ. يمحص افعاله ويقارنها برضاه الداخلي . فان اراد ان يستقر لبى نداء صوت فطرته النقية . وان تتبع الملذات لم يحصد سوا الندم. يعلم يقيناً أنه بمخالفته لها سيهلك ، لكنه يستمر مفضلاً الملذات المؤقته على الراحة النفسية. حال الكثيرين ، لا نفس مطمئنة ولا ملذات تغني عن الندم. ويبقى هذا الصراع الازلي بين الفطرة والغريزة حتى ينصر العقل احدهما فخلد سعيدا او معذبا.