بسم الله الرحمن الرحيم
ديمقراطية الأسلاك الشائكة
ولاء العاني
القلق اخذ مأخذه مني ولم اعد احتمل الفراق فأتممت إجراءات السفر ورتبت حقائبي وكل شيء خلفي يجب أن يكون على مايرام . في المطار انتابتني مشاعر الحيرة والخوف والقلق والفرح فهي أول زيارة منذ أن فارقت بغداد , ثمان عجاف فالغربة ليست ذاك الأمر الهين اليسير , والأفكار تتصارع وكل يأخذ نصيبه , راحت عيني تترقب كل من يحمل جواز العراق عساني أجد المعين فانا أول مرة أضع قدمي على ارض دمشق إن يسر الله لي الأمر وكان ذاك والحمد لله وسيارة الأجرة تقف أمام بوابة المسافرين التي انطلقت بي إلى ساحة تتجمع فيها سيارات الأجرة ومكاتب السفر وما أن وصلنا حتى تعالت الأصوات فكل سائق يريد مني أن أكون معه , ما السبب ولماذا ؟
( لا تدخل أية مركبة أجرة إلا إذا كان فيها نساء ) إذا الليلة أنا هي الورقة الرابحة لمن تأخرت مصالحه ويريد العودة سريعا فصباح اليوم هو آخر أيام رمضان بدا ومشوارنا بعد منتصف الليل بقليل والجو صحراوي مع ضباب كثيف ودرجة الرؤيا تكاد تكون صفرا وكل المركبات التي تقطع طريق سوريا تمشي ببطئ شديد وحذر . وبعد حوالي 5 ساعات وصلنا الحدود . ياالله ... ما هذه الحشود , ما كل هؤلاء الجنود .
الطريق المعبد مغلق تماما وناقلات الحمولة وعجلات المسافرين تقف في طابور فانحدر السائق إلى الطريق الترابي ولم نكن الوحيدين فالعشرات سبقونا , أصبت بالذهول فانا لوحدي وبدأت طلائع الصباح تنثر علينا خيوطا من أشعة الشمس وكل شيء حولي بدأ يتضح شيئا فشيئا ويوم آخر من أيام رمضان , اكبر أمنياتي أن أصل أهلي لأغفوا في حضن أمي واشم رائحتها واحكي لها عن وجعي وغربتي وسنينها الموحشات واقبل يد أبي ورأسه واحكي له عن تلك الأمنيات . أريد أن أمتع نظري برؤية البنات فالكبيرة لأخي تركتها بنت الثلاث شهور والصغيرة كنت أراها تكبر من خلال الصور .
ولم يكن للتطور التكنولوجي أي وجود , اتخذ السائق مكانه بين تلك الجموع التي تقف مبعثرة هنا وهناك فالكل يريد المرور عبر بوابة الحدود يتزاحم ليصل له الدور وعجلات كثيرة تعود خائبة فكل المسافرين من الشباب ويمنع دخولهم وبين كل تلك الآلام والحيرة صار بإمكاني رؤية الأشياء بوضوح والساعة تقترب من الثامنة صباحا وإذا بي المح الأسلاك الشائكة . سالت ماهذا ؟
قالوا إنها ارض العراق ونحن لازلنا في سوريا والطريق الترابي هو الأرض الحرام بين الدولتين , إذا ماذا يجري هناك لا شيء سوى احتلال فماذا يعني أن الجندي الأمريكي حارسا على بوابة حدود بلدي والعجيب انه يتهمني بالإرهاب فعرفت الآن ما تعنيه الديمقراطية ؟
فقد تبين إنها قتل وتدمير واحتلال وقيود . وكل ذلك تطوقه الأسلاك الشائكة
ديمقراطية الأسلاك الشائكة
ولاء العاني
القلق اخذ مأخذه مني ولم اعد احتمل الفراق فأتممت إجراءات السفر ورتبت حقائبي وكل شيء خلفي يجب أن يكون على مايرام . في المطار انتابتني مشاعر الحيرة والخوف والقلق والفرح فهي أول زيارة منذ أن فارقت بغداد , ثمان عجاف فالغربة ليست ذاك الأمر الهين اليسير , والأفكار تتصارع وكل يأخذ نصيبه , راحت عيني تترقب كل من يحمل جواز العراق عساني أجد المعين فانا أول مرة أضع قدمي على ارض دمشق إن يسر الله لي الأمر وكان ذاك والحمد لله وسيارة الأجرة تقف أمام بوابة المسافرين التي انطلقت بي إلى ساحة تتجمع فيها سيارات الأجرة ومكاتب السفر وما أن وصلنا حتى تعالت الأصوات فكل سائق يريد مني أن أكون معه , ما السبب ولماذا ؟
( لا تدخل أية مركبة أجرة إلا إذا كان فيها نساء ) إذا الليلة أنا هي الورقة الرابحة لمن تأخرت مصالحه ويريد العودة سريعا فصباح اليوم هو آخر أيام رمضان بدا ومشوارنا بعد منتصف الليل بقليل والجو صحراوي مع ضباب كثيف ودرجة الرؤيا تكاد تكون صفرا وكل المركبات التي تقطع طريق سوريا تمشي ببطئ شديد وحذر . وبعد حوالي 5 ساعات وصلنا الحدود . ياالله ... ما هذه الحشود , ما كل هؤلاء الجنود .
الطريق المعبد مغلق تماما وناقلات الحمولة وعجلات المسافرين تقف في طابور فانحدر السائق إلى الطريق الترابي ولم نكن الوحيدين فالعشرات سبقونا , أصبت بالذهول فانا لوحدي وبدأت طلائع الصباح تنثر علينا خيوطا من أشعة الشمس وكل شيء حولي بدأ يتضح شيئا فشيئا ويوم آخر من أيام رمضان , اكبر أمنياتي أن أصل أهلي لأغفوا في حضن أمي واشم رائحتها واحكي لها عن وجعي وغربتي وسنينها الموحشات واقبل يد أبي ورأسه واحكي له عن تلك الأمنيات . أريد أن أمتع نظري برؤية البنات فالكبيرة لأخي تركتها بنت الثلاث شهور والصغيرة كنت أراها تكبر من خلال الصور .
ولم يكن للتطور التكنولوجي أي وجود , اتخذ السائق مكانه بين تلك الجموع التي تقف مبعثرة هنا وهناك فالكل يريد المرور عبر بوابة الحدود يتزاحم ليصل له الدور وعجلات كثيرة تعود خائبة فكل المسافرين من الشباب ويمنع دخولهم وبين كل تلك الآلام والحيرة صار بإمكاني رؤية الأشياء بوضوح والساعة تقترب من الثامنة صباحا وإذا بي المح الأسلاك الشائكة . سالت ماهذا ؟
قالوا إنها ارض العراق ونحن لازلنا في سوريا والطريق الترابي هو الأرض الحرام بين الدولتين , إذا ماذا يجري هناك لا شيء سوى احتلال فماذا يعني أن الجندي الأمريكي حارسا على بوابة حدود بلدي والعجيب انه يتهمني بالإرهاب فعرفت الآن ما تعنيه الديمقراطية ؟
فقد تبين إنها قتل وتدمير واحتلال وقيود . وكل ذلك تطوقه الأسلاك الشائكة