(إسرائيل وأمريكا) تدريبات مشتركة ومؤشرات دالة
التدريبات المشتركة التي يجريها الجيش" الإسرائيلي " مع قوات أمريكية في هذه الفترة تحت اسم " جنيفر كوبرا- 18 " ليست بالأمر الجديد فهي تدريبات اعتيادية ودورية بدأت منذ عام 2001 ؛أما الجديد فهو تَمَيُزُها بأنها الأضخم والأهم منذ سنين حيث يشارك فيها ما يقارب من 2500 جندي أمريكي إلى جانب آلاف الجنود الإسرائيليين , أضف إلى ذلك هو تزامنها مع التوتر الأمني الذي تشهده الجبهة الشمالية والجنوبية على حد سواء ؛ لكن الأهم هو التغطية الإعلامية المكثفة التي تحظى بها والإعلان رسميا عن مشاركة القوات الأمريكية في أي مواجهة جديدة مع إسرائيل وهو ما يحمل في طياته عدد من المؤشرات.
أولا : الاعتراف ضمنيا بأن " إسرائيل " باتت عاجزة عن حماية جبهتها الداخلية رغم امتلاكها لأكثر الأسلحة تطورا في العالم , وذلك في ظل تَغَيُر التهديدات وتعاظم إمكانيات قوى المقاومة بشكل لم تعهده منذ سنين حسب ما قاله العميد تسفيكا حايموفتش ,كما يعزز ذلك هو تهديدات حزب الله باستهداف المنشآت الاستراتيجية وعلى رأسها حقول الغاز التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد الطاقة في "إسرائيل" ومصدر أساس لتوليد الطاقة إذ إنها توفر 60% من احتياجاته.
ثانيا : تخوف " إسرائيل " من خوض حرب طويلة كما حدث خلال عدوانها على غزة عام 2014 لما لها من تداعيات سلبية" سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ", لذلك تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتقصير مدتها من خلال الاستعانة بوحدات الدفاع الجوي الأمريكي لتقليص الأضرار والخسائر ومنع المقاومة من تحقيق إنجازات ملموسة ,وفي المقابل تفرغ ذراعها الجوي لتوجيه ضربات موضعية ومؤلمة لشل قدرة المقاومة على مواصلة القتال وإجبارها على القبول باتفاق وقف اطلاق النار.
ثالثا: تصريح الجنرال الأمريكي ريتشارد كلارك وقوله " القوات الأمريكية هنا للدفاع عن إسرائيل " هو بمثابة تحطيم لأحد مبادئ النظرية الأمنية التي تبنتها منذ عهد بن غوريون وحتى يومنا هذا وهو أن " إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها", وهو ما يؤكده رفض آرئيل شارون السماح بتواجد قوات أمريكية خلال التفاوض على إقامة ست قواعد عسكرية أمريكية في إسرائيل عام 1981.
رابعا: استغلال الترويج لهذه التدريبات كعامل ردع أمام أعدائها والإشارة لهم بأن أي مواجهة مع إسرائيل تعني مواجهة مع دولة عظمى بكل ما تعنيه الكلمة , لذلك يجب أن يحذروا من إمكانية استفزازها أو المبادرة بالهجوم أو امتلاك الجرأة على الرد على عملياتها الموضعية .
خامسا :إصرارها على مواصلة عملياتها ذات البصمة المنخفضة التي تتيح لها المجال للتهرب وإنكار المسئولية في " إطار العمليات بين الحروب " لمنع تعاظم قوى المقاومة وامتلاكها لأسلحة كاسرة للتوازن ولمواصلة العمل على إضعافها واستنزافها .
سادسا :الاستفادة من اجراء التدريبات مع القوات الأمريكية لرفع الروح المعنوية بين صفوف جنودها لاسيما وأنها تشعر بالقلق من تراجع نسبة التجنيد للوحدات القتالية بشكل لم تعهده منذ سنين وهو ما يعرض مفهوم جيش الشعب للخطر على المدى البعيد , أضف إلى ذلك هو محاولة لطمأنة المجتمع الإسرائيلي وضمان تماسكه وقبوله لتحمل الخسائر في حال اندلاع مواجهة .
هذه المؤشرات وغيرها تدل على أن " إسرائيل " تمر مرحلة جديدة من التحديات وتغُير في طبيعة التهديدات مما يثبت فشل محاولاتها لترسيخ وجودها رغم مرور 70 على إقامتها ورغم البيئة الاستراتيجية والجيوسياسية المثالية التي تعيشها , كما انها دليل على أنها تتناسي بأنها هي من تدفع الثمن رغم الدعم والغطاء الأمريكي غير المحدود.
التدريبات المشتركة التي يجريها الجيش" الإسرائيلي " مع قوات أمريكية في هذه الفترة تحت اسم " جنيفر كوبرا- 18 " ليست بالأمر الجديد فهي تدريبات اعتيادية ودورية بدأت منذ عام 2001 ؛أما الجديد فهو تَمَيُزُها بأنها الأضخم والأهم منذ سنين حيث يشارك فيها ما يقارب من 2500 جندي أمريكي إلى جانب آلاف الجنود الإسرائيليين , أضف إلى ذلك هو تزامنها مع التوتر الأمني الذي تشهده الجبهة الشمالية والجنوبية على حد سواء ؛ لكن الأهم هو التغطية الإعلامية المكثفة التي تحظى بها والإعلان رسميا عن مشاركة القوات الأمريكية في أي مواجهة جديدة مع إسرائيل وهو ما يحمل في طياته عدد من المؤشرات.
أولا : الاعتراف ضمنيا بأن " إسرائيل " باتت عاجزة عن حماية جبهتها الداخلية رغم امتلاكها لأكثر الأسلحة تطورا في العالم , وذلك في ظل تَغَيُر التهديدات وتعاظم إمكانيات قوى المقاومة بشكل لم تعهده منذ سنين حسب ما قاله العميد تسفيكا حايموفتش ,كما يعزز ذلك هو تهديدات حزب الله باستهداف المنشآت الاستراتيجية وعلى رأسها حقول الغاز التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد الطاقة في "إسرائيل" ومصدر أساس لتوليد الطاقة إذ إنها توفر 60% من احتياجاته.
ثانيا : تخوف " إسرائيل " من خوض حرب طويلة كما حدث خلال عدوانها على غزة عام 2014 لما لها من تداعيات سلبية" سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ", لذلك تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتقصير مدتها من خلال الاستعانة بوحدات الدفاع الجوي الأمريكي لتقليص الأضرار والخسائر ومنع المقاومة من تحقيق إنجازات ملموسة ,وفي المقابل تفرغ ذراعها الجوي لتوجيه ضربات موضعية ومؤلمة لشل قدرة المقاومة على مواصلة القتال وإجبارها على القبول باتفاق وقف اطلاق النار.
ثالثا: تصريح الجنرال الأمريكي ريتشارد كلارك وقوله " القوات الأمريكية هنا للدفاع عن إسرائيل " هو بمثابة تحطيم لأحد مبادئ النظرية الأمنية التي تبنتها منذ عهد بن غوريون وحتى يومنا هذا وهو أن " إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها", وهو ما يؤكده رفض آرئيل شارون السماح بتواجد قوات أمريكية خلال التفاوض على إقامة ست قواعد عسكرية أمريكية في إسرائيل عام 1981.
رابعا: استغلال الترويج لهذه التدريبات كعامل ردع أمام أعدائها والإشارة لهم بأن أي مواجهة مع إسرائيل تعني مواجهة مع دولة عظمى بكل ما تعنيه الكلمة , لذلك يجب أن يحذروا من إمكانية استفزازها أو المبادرة بالهجوم أو امتلاك الجرأة على الرد على عملياتها الموضعية .
خامسا :إصرارها على مواصلة عملياتها ذات البصمة المنخفضة التي تتيح لها المجال للتهرب وإنكار المسئولية في " إطار العمليات بين الحروب " لمنع تعاظم قوى المقاومة وامتلاكها لأسلحة كاسرة للتوازن ولمواصلة العمل على إضعافها واستنزافها .
سادسا :الاستفادة من اجراء التدريبات مع القوات الأمريكية لرفع الروح المعنوية بين صفوف جنودها لاسيما وأنها تشعر بالقلق من تراجع نسبة التجنيد للوحدات القتالية بشكل لم تعهده منذ سنين وهو ما يعرض مفهوم جيش الشعب للخطر على المدى البعيد , أضف إلى ذلك هو محاولة لطمأنة المجتمع الإسرائيلي وضمان تماسكه وقبوله لتحمل الخسائر في حال اندلاع مواجهة .
هذه المؤشرات وغيرها تدل على أن " إسرائيل " تمر مرحلة جديدة من التحديات وتغُير في طبيعة التهديدات مما يثبت فشل محاولاتها لترسيخ وجودها رغم مرور 70 على إقامتها ورغم البيئة الاستراتيجية والجيوسياسية المثالية التي تعيشها , كما انها دليل على أنها تتناسي بأنها هي من تدفع الثمن رغم الدعم والغطاء الأمريكي غير المحدود.
